معروف أن عالم الاجتماع الشهير غي روشيه الذي جاوزت مؤلفاته وإنجازاته حدود مقاطعة كيبيك مرورا بكندا ووصولا إلى كافة أرجاء العالم هو من كان عضوا في لجنة Parent وهو أيضا من أوصى بتسليم حقل التعليم للدولة وهو من ساهم أيضا في صياغة شرعة اللغة الفرنسية.
ولا يخفى على أحد أن غي روشيه البالغ من العمر اليوم ما يزيد على 94 عاما كان من مصممي دولة الرعاية في كيبيك.
عالم الاجتماع هذا الذي كان كاثوليكيا متحمسا لكاثوليكيته ومحافظا وفي مواجهة مجتمع كيبيكي يتغير بعمق اضطر لإعادة النظر في مواقفه.
وفي مقابلة مع راديو كندا يروي غي روشيه كيف أن وفاة والده وهو في سن الثامنة من العمر أثرت كثيرا في مختلف مرافق حياته.
ويتحدث غي روشيه بأنه كان من أوائل الحاصلين على شهادة الدكتورة في علم الاجتماع.
وفي هذه الحقبة أيضا لم يتجاوز عدد المهتمين والحائزين على ديبلومات في اختصاص علم الاجتماع أصابع اليد الواحدة.
ويقول غي روشيه بأنه اضطر للرد على أسئلة وتساؤلات عدة حول ماذا سيجني من علم الاجتماع وعما إذا كان علم الاجتماع سيوفر له مدخولا لائقا للعيش.
وعن دوره في قطاع التربية والتعليم يقول غي روشيه:
"إن التعليم قبل تقرير Parent كان في البداية نظاما انتقائيا أي للنخبة فقط ما معناه أنه كان لصالح 5% إلى 10% فقط من المواطنين أي الفئة التي كان بإمكانها متابعة الدروس الكلاسيكية والتي تستمر على مدى ثماني سنوات وتتطلب الكثير من الجهد.
أما في ما يتعلق ببقية أفراد المجتمع "العاديين" فكان عليهم متابعة دروس المرحلة الابتدائية وغالبا ما لا ينهونها.
وفي عام 1960 يتابع غي روشيه في كيبيك بشكل خاص كان "الكنديون الفرنسيون" قبل تسميتهم ب"الكيبيكيين" الأقل تعليما على المستوى الكندي وهو ما تسبب لنا بصدمة وهنا تصدينا للمشكلة بالعمل الدؤوب.
"كان نظاما بحاجة حقيقية لإعادة نظر وتفعيل ووضعه على طريق السير"
وكان علينا تجهيز يد عاملة تحرك عجلة الاقتصاد في كيبيك وهو في خضم التغيير.

عالم الاجتماع الشهير غي روشيه إلى يمين الصورة وإلى اليسار بيار دوشات كاتب سيرته الذاتية/راديو كندا
ومن جملة الانجازات التي يعزى لغي روشيه دور فيها جامعة كيبيك في مونتريال التي فتحت ىأبوابها في عام 1969 لتكون جامعة في متناول الجميع في ظل الاصلاحات التي طاولت قطاع التعليم وجعله أكثر ديمقراطية وانفتاحا.
من جهته يقول بيار دوشين الصحافي السابق في راديو كندا والنائب والوزير السابق في حكومة الحزب الكيبيكي بزعامة بولين ماروا وكاتب سيرة حياة غير روشيه "غير المجازة" بأنه بالنسبة لغي روشيه فإن منهج الدروس الكلاسيكية يشكل بالنسبة لغي روشيه حضورا أبويا هاما.
ويتابع بيار دوشين بأن هذا الرجل غي روشيه الذي رأى أن هذا المنهج لا يكفي لكافة الكيبيكيين عندما كان في لجنة Parent وهو من اليمين ومحافظ ودرس في هارفارد قال وبحزم يكفينا الدروس الكلاسيكية Les Études Classiques.
هذا الشخص الذي استفاد من النظام والذي اعتبر أنه كان جيدا بالنسبة له لا يعني أنه جيد بالنسبة لكافة الكيبيكيين.
يشار إلى أن غي روشيه كان وراء إيجاد ما يعرف بالCEGEP وهي معاهد تعد للمرحلة الجامعية أو للسوق المهنية وتخص مقاطعة كيبيك بين المقاطعات الكندية وتعتبر مرحلة من مراحل التعليم العالي (الجامعي) ويرتادها عدد كبير من الطلاب والطالبات ويعود الفضل في قيامها لغي روشيه مع عدد من المدرسين.
غي روشيه خلق انقلابا في العقلية والذهنية في مقاطعة كيبيك بعيد الثورة الهادئة 1960 وخاصة في مجال التعليم على مختلف مستوياته وخاصة في كتابه الذي أصبح لا غنى عنه بالنسبة لطلاب المعاهد والجامعات في اختصاص علم الاجتماع والعلوم الانسانية.
استمعواراديو كندا/راديو كندا الدولي
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.