قد تفقد منتجعات كيبيك للتزلج حوالي ثلاثة أسابيع من نشاطها بحلول عام 2050، وفق دراسة نُشرت في بداية الأسبوع الجاري. وللحد من الخسائر المالية، سيتعين عليها تغيير طرق عملها.
"يجب على صناعة التزلج في كيبيك أن تجد حلاّ لأكبر تحد تواجهه في تاريخها "، كما يقول مجمّع الأبحاث أورانوس في ديباجة دراسته.
ويشير لوران داسيلفا كبير خبراء الإقتصاد في المجمّع والمشرف على الدراسة إلى أن " منتجعات كيبيك للتزلج ستظل موجودة خلال الثلاثين عاما القادمة، لكن آثار التغير المناخي ستجبرها على الابتكار. "
وتتعايش حاليا منتجعات كيبيك للتزلج مع التغيرات الكبيرة في درجة الحرارة التي تؤثر على نوعية الثلوج ، مما يؤثر على عدد روادها وعلى ربحيتها.
وسجّلت مقاطعة كيبيك خلال الأربعين سنة الماضية ، ارتفاعا في درجة الحرارة بمقدار واحد إلى ثلاث درجات مئوية حسب المنطقة. وكان الارتفاع أكثر وضوحًا في فصل الشتاء، وفقا لتقرير أورانوس.
ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، سيصبح شهرا نوفمبر تشرين الثاني و ديسمبر كانون الأول أقل ملاءمة للتزلج في كيبيك.
" سيتأخر الموسم بحوالي 7 إلى 10 أيام. و يمكن للمدة الإجمالية للموسم ألاّ تتعدى ثلاثة أسابيع في أكثر السيناريوهات تشاؤماً."، لوران دا سيلفا ، كبير الاقتصاديين في مجمّع الأبحاث أورانوس
و ستعتمد المنتجعات بشكل متزايد على الثلج الاصطناعي الذي سيكلفها كثيرا. وتقترح الدراسة حلولا للتكيف مع تغير المناخ. وستضطر المنتجعات للاستثمار بكثافة لتطوير وتحديث أنظمة صنع الثلج الخاص بها.
وتمتلك معظم منتجعات كيبيك للتزلج مدافعا ثلجية، ولكنها غالبا ما تكون آلات قديمة لا تغطي الاحتياجات إلّا جزئيا، كما تشير أورانوس.
الثلج يكسو مرتفع سوتون في كيبيك (يناير كانون الثاني 2019) - Guy Thibodeau
لقد استثمرنا هذا العام مليون ونصف المليون دولار في منحدر التزلج. لقد وضعنا نظاما أوتوماتيكيا لانتاج الثلج على هذا المسار'' ، لوي- فيليب هيبير ، الرئيس التنفيذي لمنتجع التزلج لي سوميه
وفي أوروبا ، فإن 90 ٪ من تصنيع الثلج يعتمد على نظام أوتوماتيكي، في حين أن مثل هذا النظام موجود فقط منذ عام في محطة لي سوميه في سان سوفور في كيبيك.
وتوصي الدراسة بأن تشتري المحطات معدات أكثر فعالية قادرة على إنتاج المزيد من الثلوج مع استهلاك منخفض للطاقة و الماء. وخلصت إلى أن "مثل هذه الأنظمة ستسمح للمحطات باستغلال أقصى لأي فترة برد متاحة."
ومن المفارقات أن تغير المناخ يمكن أن يساعد على جلب الزبائن إلى محطات كيبيك من شمال شرق الولايات المتحدة ومن مقاطعة أونتاريو.
وبالنظر إلى أن محطات التزلج لا تحقق ربحا إلا إذا كانت مفتوحة لـ100 يوم وأكثر، تشير الدراسة إلى أن نسبة محطات التزلج المربحة ستنخفض إلى أقل من 40٪ في أونتاريو وأقل من 60 ٪ في منطقة نيو انغلاند في الولايات المتحدة.
وستشهد غالبية منتجعات التزلج في الولايات المتحدة انخفاضًا في موسمها قد يصل إلى 80٪ في بعض المناطق، حسب التحليل الاقتصادي لتدابير التكيف مع تغير المناخ في قطاع التزلج في كيبيك الذي أعدّه مجمّع الأبحاث أورانوس.
وفقا لهذا الأخير ورابطة منتجعات التزلج في كيبيك، يمكن لتغير المناخ أن يعود بالفائدة على مناطق التزلج في شمال كيبيك، بما في ذلك منطقة ساغني التي تحضى بمزيد من الثلوج ودرجات حرارة ملائمة.
استمعوا(راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.