يعتزم وزير المال الكندي بيل مورنو تقديم موازنة الحكومة اللبراليّة برئاسة جوستان ترودو للسنة الماليّة الجديدة يوم غد الثلاثاء.
ويأتي تقديم الموازنة قبل أشهر قليلة على موعد الانتخابات التشريعيّة الفدراليّة التي ستجري في تشرين الأوّل أكتوبر المقبل 2019، وفي وقت تحتدم فيه قضيّة أس أن سي لافالان التي أدّت إلى عدد من الاستقالات على مستوى رفيع في اوتاوا.
وقد بدأت القضيّة عندما نشرت صحيفة ذي غلوب أند ميل ادّعاءات تفيد عن تعرّض وزيرة العدل السابقة جودي ولسون رايبولد للضغط من قبل مكتب رئيس الحكومة جوستان ترودو، لحمل الوزيرة على تجنيب شركة أس أن سي لافالان الملاحقة الجنائيّة في قضايا رشاوى وفساد.
واستقالت الوزيرة ولسون رايبولد وأدلت بعد ذلك بشهادتها أمام لجنة العدل التابعة لمجلس العموم الكندي، وقالت إنّها تعرّضت لضغوط مستمرّة وتهديدات مبطّنة في هذه القضيّة.
كما استقال جيرالد باتس كبير مستشاري ترودو، واستقالت بعده رئيسة مجلس الخزينة في حكومة ترودو الوزيرة جاين فيلبوت.

الاعلان عن الموازنة العامة الجديد يأتي على خلفيّة قضيّة أس أن سي لافالان التي أدّت إلى استقالة عدد من المسؤولين، من بينهم وزيرة العدل السابقة جودي وليون رايبولد( إلى اليمين) ورئيسة مجلس الخزينة الوزيرة جاين فيلبوت/Adrian Wyld/CP
وأثارت القضيّة غضب احزاب المعارضة في مجلس العموم، ودعا أندرو شير، زعيم حزب المحافظين، حزب المعارضة الرسميّة، رئيس الحكومة للاستقالة من منصبه، في حين دعا جاغميت سينغ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، إلى اجراء تحقيق حول القضيّة.
وأفادت معلومات حصلت عليها سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة أنّ الموازنة سوف تلحظ مساعدة المسنّين، وتعمل على تحسين فرص تعزيز المهارات فضلا عن تحسين قدرات جيل الألفيّة على امتلاك مسكن.
وكان وزير المال بيل مورنو قد تحدّث إلى تلاميذ صغار في مقاطعة اونتاريو حول تقليد يمارسه وزراء المال الكنديّون، يقضي بأن يشتري الوزير حذاء جديدا لدى تقديم موازنته.
ومن المتوقّع أن تساعد الموازنة الجديدة كبار السنّ وتساهم في تحسين التدريب على المهارات، وتعزّز قدرات جيل الألفيّة على امتلاك مسكن حسبما أفادت به مصادر مطّلعة لسي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة.
كما تتضمّن الموازنة تمويل برنامج التعلّم مدى الحياة، الذي لم يتمّ الكشف عنه بعد، والذي سيكون على الأرجح حسب قول مصادر مطّلعة، شبيها بنموذج مماثل في سنغافورة، وبتمويل من الحكومة.
وتعطي الحكومة قرضا قدره 500 دولار في حساب فردي يفتحه المواطن، وتضيف إليه مبالغ أخرى بصورة دوريّة، على أن يُستخدم هذا القرض في برامج إعادة تأهيل يختارها المواطن من بين لائحة محدّدة وضعتها الحكومة.
وأكّد وزير المال أنّ برنامج التعليم مدى الحياة يساعد الكنديّين في أن يتقدّموا باستمرار ويتيح تمويل إعادة تأهيلهم للعمل.
ويقول تريفن ستراتون كبير الخبراء الاقتصاديّين في غرفة التجارة الكنديّة إنّ الامر الأهمّ يتعلّق بالتدريب المتكامل خلال العمل وتأمين التمويل اللازم له.
"هذا يعني الشراكة بين قطاع الأعمال والمؤسّسات التعليميّة والحكومة على حدّ سواء، في قمّة التدريب الوظيفي، وأعتقد أنّ الهجرة طريقة لملء الفجوة في المهارات": تريفن ستراتون
ويشير ستراتون إلى أنّ الاقتصاد يتحرّك ويتحدّث بسرعة لدرجة لا تعود معها المهارات متناسبة مع متطلّبات العمل.
" تواجه الأعمال صعوبة في إيجاد المهارات، ومن هنا ضرورة وجود مبادرات لإعادة تطوير المهارات وتعزيزها وتحسين التعليم بما يضمن ملء الفجوة بطريقة ما": تريفن ستراتون كبير الخبراء الاقتصاديّين في غرفة التجارة الكنديّة.
وكان الوزير مورنو قد كشف في وقت سابق من الشهر الجاري أنّ الخطّة التي وضعتها الحكومة في موازنتها تضمن تفاؤل الطبقة الوسطى وبأنّ الاقتصاد يعمل من أجل خير جميع الكنديّين.
ونشير أخيرا إلى أنّ المجلس الكندي لأصحاب الأعمال حثّ وزير المال بيل مورنو على اتّخاذ خطوات في موازنته المقبلة تضمن تعزيز قدرات كندا التنافسيّة و قدرتها على مواجهة الصدمة التي قد تنجم عن أيّ تباطؤ اقتصادي محتمل.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.