تظاهر المئات من النساء والرجال يوم الأحد الماضي في شوارع مونتريال للدفاع عن الحق في الإجهاض "المهدّد"، حسبهم، في الولايات المتحدة الأمريكية. وانتهت المظاهرة بوقفة احتجاجية أمام القنصلية الأمريكية الواقع مقرّها في قلب المدينة.
وشكّلت القيود الجديدة المفروضة على الإجهاض في العديد من الولايات الأمريكية صدمة للعديد من النساء في كندا. وذكّرت المتظاهرات أن السماح بالإجهاض في كندا استلزم معركة طويلة. معركة انتهت في أواخر الثمانينيات أمام المحكمة العليا.
"أمّهاتنا وجدّاتنا كافحن من أجل الحق في الإجهاض. ولا نريد التراجع عنه. نعم، نريد دعم النساء الأميركيات، ولكننا نودّ أيضا انذار حكومتنا بعدم السماح بحدوث ذلك في كندا"، متظاهرة
وقالت أخرى إن "النقاش انتهى ولا نريد أن نسمع عن ذلك بعد الآن". ويخشى الكثيرون من أن تنتشر الحركة المناهضة للحق في الإ‘جهاض في كندا تحت النفوذ الأمريكي.
وأضافت متظاهرة أخرى أن "هناك انتخابات قادمة وقد يصل حزب المحافظين إلى السلطة. نحن نعرف رأيهم في هذا. هناك نوّاب معارضون للحق في الإجهاض وقد يعيدون فتح النقاش حوله."
كما حاول أحد الناشطين المناهضين للاجهاض التشويش على المتظاهرين الذين كانوا أمام مقر بلدية مونتريال. وتدخّلت قوات الأمن لابعاده.

توقفت المظاهرة أمام القنصلية الأمريكية الواقع مقرّها في قلب مونتريال - CBC
"يجب ألّا نعتقد أن حقّنا في الإجهاض مضمون ومفروغ منه لأن الأمور تسير كما نريد. لا يمكننا الاعتماد فقط على أمجادنا."، متظاهرة
وبحكم أن غالبية القضاة في المحكمة العليا في الولايات المتحدة من المحافظين، يحاول الجمهوريون المتدينون إلغاء حكم "رو ضد واد" الذي شرع الإجهاض في الولايات المتحدة في 1973.
وبالنسبة لكثير من النساء، فإن أي عائق يقف بينهنّ وبين الحق في الإجهاض يُعتبر بمثابة "تذكير مؤلم بأن حقوقهن غير كاملة."
"إنّه أمر صادم أن يحدث هذا في بلد له تأثير كبير على بقية العالم." متظاهرة
ولللإشارة فإن الإجهاض قانوني في جميع الولايات المتحدة ، لكن الأميركيين ليسوا متساوين أمام هذا الحق. ويرتبط مباشرة بمكان الإقامة والدخل.
"إذا كنت تعيش في الجنوب أو وسط البلاد، فإن إمكانية الإجهاض محدودة للغاية. وإذا كنت تعيش في الغرب أو الشمال الشرقي فالأمور أفضل."، كما قالت إليزابيث ناش، المحللة في مركز غوتماشر للأبحاث والذي يدافع عن حق المرأة في الإجهاض.

مظاهرة احتجاجية أمام مجلس الشيوخ في ولاية ألاباما الأمريكية بعد التصويت على قانون يحدّ من حق الإجهاض - Mickey Welsh / Montgomery Advertiser / AP
وهناك فرق شاسع بين كاليفورنيا في الغرب، حيث توجد أكثر من 150 عيادة لإجراء عمليات الإجهاض، وميسيسيبي في الجنوب أوميسوري في الوسط حيث توجد عيادة واحدة لكل ولاية.
وقضت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بأن الإجهاض "حق أساسي" طالما أن الجنين "غير مستدام" أي قبل الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل.
وتسجّل الولايات المتحدة حوالي 15 حالة إجهاض لكل 1000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و 44 عامًا، وهي نسبة مماثلة لتلك المسجّلة في بريطانيا وفرنسا.
ولكن وحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، فإن هذه النسبة لا تتعدّى 6,2 لكل ألف في ألاباما في الجنوب وتصل إلى 23,1 لكل 1000 في ولاية نيويورك.
في كندا، تمّ إجراء 94.000 عملية إجهاض في عام 2017، حسب تحالف الحق في الإجهاض، بما في ذلك 35.000 في أونتاريو و21.000 في كيبيك. ويتناقص هذا العدد باطراد منذ 15 سنة. ويرجع ذلك إلى استخدام وسائل منع الحمل على نطاق واسع وانخفاض عدد النساء في سن الإنجاب.
استمعوا(راديو كندا / سي بي سي / أ ف ب)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.