د. حوريّة حمزاوي استاذة تعليم الرياضيّات في جامعة كيبيك في أبيتيبي تيميسكامانغ/RCI

د. حوريّة حمزاوي استاذة تعليم الرياضيّات في جامعة كيبيك في أبيتيبي تيميسكامانغ/RCI

د.حوريّة حمزاوي: تجربة اندماج ناجحة وسهلة في كندا

استمعوا

يوم وصلت حوريّة حمزاوي مع زوجها وابنتيهما إلى كندا، لم تكن تلك هجرتهم الأولى كما قالت لي الدكتورة حمزاوي أستاذة  فنّ تعليم الرياضيّات في جامعة كيبيك في أبيتيبي تيميسكامانغ.

فقد غادرت الأسرة الوطن الأم الجزائر إلى فرنسا، ووصلت إلى كندا عام 2009، وأقامت لمدّة سنتين في مونكتون في مقاطعة نيوبرنزويك حيث مارست حوريّة حمزاوي التدريس في جامعة مونكتون.

وانتقل الكلّ بعدها إلى روان نوراندا، المدينة الصغيرة الواقعة في شرق مقاطعة كيبيك والتي يقارب عدد سكّانها الاربعين ألف نسمة.

ولم تحتج حوريّة حمزاوي إلى معادلة شهادتها، لأنّها كانت حاصلة على الدكتوراه من جامعة فرنسيّة كما قالت لي، وهي تدرّس فنّ تعليم الرياضيات في جامعة كيبيك في أبيتيبي تيميسكامانغ UQAT.

وتصف العلاقة بين الأساتذة والطلاّب بأنّها مريحة ووديّة، وكذلك بين الأساتذة أنفسهم، وتشير إلى وجود طلاّب وأساتذة من أبناء الجاليات المهاجرة، بما فيها الجاليات العربيّة، ويعمل الجميع في اجواء تعكس التعديّة الثقافيّة والعرقيّة التي تميّز المجتمع الكندي.

والنجاح هو الجامع المشترك بين كلّ الطلاّب كما قالت الدكتورة حمزاوي ردّا على سؤالي، وعندما يدركون أنّ الأساتذة يعملون أيضا على مساعدتهم في تحقيق هدفهم، تزداد العلاقة متانة بين الطرفين.

د.حوريّة حمزاوي في استديو راديو كندا الدولي في 08-07-2019/ RCI

د.حوريّة حمزاوي في استديو راديو كندا الدولي في 08-07-2019/ RCI

وأكثر ما تفتقده عائلة حمزاوي في مدينة روان نوراندا هو العائلة بالدرجة الأولى، والتواصل مع أبناء الجالية الجزائريّة القليلة العدد في منطقة أبيتيبي الشاسعة، حيث التنقّل من مدينة أو قرية إلى أخرى يحتاج لوقت طويل.

وتقول الدكتورة حمزاوي إنّها إلى جانب عملها، اندمجت في بعض الجمعيّات الخيريّة في مدينة رواندا، كما أنّها تشارك في لقاءات مع أبناء الجالية تجري من وقت لآخر رغم أنّها قليلة.

وقد واجهت بعض التحدّيات لدى وصولها، خصوصا عندما كان الأطفال في سنّ صغيرة، واختارت ألاّ تعمل على مدى سنتين للبقاء بجانب ابنتيها، وتمكّنت خلال تلك الفترة من إقامة علاقات صداقة ساعدتها كثيرا كما تقول.

وفصل الشتاء الكندي القارس البرد شكّل هو الآخر تحدّيا، وهذه السنة على سبيل المثال، كانت هنالك عاصفة ثلجيّة في شهر حزيران يونيو، ولكنّ كلّ شيء مجهّز لمواجهة البرد والثلج .

وتقيّم د.حمزاوي تجربتها في كندا بصورة إيجابيّة وتقول إنّها وزوجها وابنتيهما اندمجوا في المجتمع وقد وفّر الوالدان لابنتيهما كلّ الوسائل للاندماج  بسهولة في المجتمع، خصوصا أنّ التغيير كان كبيرا بالنسبة لهما من الجزائر إلى فرنسا إلى نيوبرنزويك وبعدها إلى كيبيك.

وسألت الدكتورة حوريّة حمزاوي عن الجدل الذي يثار بشأن الرموز الدينيّة في كيبيك وبالتحديد  بشأن الحجاب، كونها سيّدة محجّبة، فأجابت بأنّ الحجاب لم يطرح لها مشكلة على الاطلاق.

وطرح البعض عليها أسئلة حول الحجاب وحول الإسلام من باب الفضول العلمي، وعن جهل في الأمر كما قالت، وأضافت بأنّ ابنتيها ليستا محجّبتين، والكبرى في التاسعة عشرة والصغرى في الخامسة عشرة من العمر، والخيار متروك لهما في هذا المجال، كما أنّها هي شخصيّا اختارت أن تضع الحجاب.

والنصيحة التي توّجهها د. حوريّة حمزاوي للمهاجر في ختام حديثها لإذاعتنا هي أن يتحلّى بالصبر، لأنّ الصبر مفتاح الفرج، لا سيّما أنّ للهجرة خصوصيّاتها كمرحلة مهمّة في حياة الانسان.

فئة:مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.