عناصر من "الخوذ البيض" للدفاع المدني يبحثون عن ناجين وضحايا بين ركام مبنى دمرته الغارات الجوية الروسية والحكومية السورية أمس في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا (Syrian Civil Defense White Helmets via AP)

سوريا: حرب استنزاف في محافظة إدلب؟ و”منطقة آمنة” شرق الفرات على حدود تركيا؟

قُتل أكثر من 50 شخصاً يوم أمس في غارات جوية على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، سقطوا في غالبيتهم الساحقة في سوق لبيع الخضار وفي أبنية مجاورة في مدينة معرة النعمان، في ريف إدلب الجنوبي.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" ومنظمة "الخُوَذ البيضاء" للدفاع المدني إن سلاح الجو الروسي هو الذي أغار على سوق الخضار. لكن روسيا نفت ذلك.

وتعتبر محافظة إدلب مع أجزاءٍ من المحافظات المجاورة (اللاذقية وحماة وحلب) المعقلَ الأخير للقوات المعارضة لنظام الرئيس بشار الأسد. وتخضع هذه المنطقة في معظمها لسيطرة "هيئة تحرير الشام" الإسلاموية، التي كانت تعرف بـ"جبهة النُصرة"، كما أن لتركيا المجاورة جغرافياً نفوذاً قوياً فيها. وتتعرض هذه المنطقة للقصف الحكومي السوري وللغارات الجوية الروسية بشكل منتظم منذ أواخر نيسان (أبريل) الفائت.

كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن 14 مدنياً قُتلوا أمس في محافظتيْ حلب وحماه في قصف بالقذائف الصاروخية مصدره المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.

ودفع القصف والغارات الجوية والمعارك أكثر من 330 ألف شخص إلى النزوح عن ديارهم في المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات المعارضة حسب الأمم المتحدة.

وهذه المنطقة هي واحدة من مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا التي تم التوافق عليها في مفاوضات أستانا عام 2017، وقُتل فيها 690 مدنياً منذ أواخر نيسان (أبريل) حسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان".

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاطاً بالرئيس السوري بشّار الأسد عن يمينه وبوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن يساره في 11 كانون الأول (ديسمبر) 2017 في قاعدة حميْميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية السورية (Mikhail Klimentyev/Sputnik via Reuters)

وفي مجال آخر متصل بالنزاع الدائر في سوريا أجرى أمس قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي محادثات مع قيادة "قوات سوريا الديمقراطية" في مدينة كوباني/عين العرب الواقعة إلى الشرق من نهر الفرات في أقصى الشمال السوري عند الحدود مع تركيا.

وباشر اليوم مسؤولون أميركيون وأتراك سلسلة لقاءات للتباحث حول إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا، إلى الشرق من الفرات على امتداد الحدود مع تركيا.

هل يشن النظام السوري المدعوم من روسيا حرب استنزاف على المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات المعارضة؟ وهل عدل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن فكرة اجتياح المناطق الواقعة تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري؟ محاور تناولتها في حديث أجريته اليوم مع الناشط والمدوّن الكندي السوري الدكتور محمد محمود.

(أ ف ب / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.