وزيرة الدولة لشؤون الهجرة في الحكومة المصرية نبيلة مكرم عبد الشهيد متحدثةً في مؤتمر صحفي في القاهرة في شباط (فبراير) 2016 (أسماء وجيه / رويترز)

قراءة في كلام مثير للجدل لوزيرة مصرية في كندا عن “تقطيع” رؤوس المعارضين

تضج مواقع التواصل الاجتماعي بشريط مصوّر يتضمّن كلاماً مثيراً للجدل قالته وزيرة مصرية قبل أيام في إطار زيارتها إلى كندا.

فيوم الأحد الفائت ألقت وزيرة الدولة لشؤون الهجرة في الحكومة المصرية نبيلة مكرم عبد الشهيد كلمةً في تورونتو، كبرى مدن مقاطعة أونتاريو وكندا على السواء، أمام حشدٍ من الجالية المصرية وبحضور سفير مصر لدى كندا أحمد أبو زيد وقنصل مصر العام في مونتريال حُسام مُحرّم. وتخلل هذه الكلمة تهديدٌ من الوزيرة، بنبرة مازحة، بـ"تقطيع" أي مصري يتحدث بالسوء عن مصر في الخارج.

"علشان إنو نحنا ما عندناش (ليس لدينا) غير بلد واحدة مصر، مصر إلّي بتضمّنا (تجمعنا) كلنا، ومصر إلي بتقرَّبنا كلّنا مع بعض، ومهما تغرّبنا ومهما رحنا ومهما جينا بتفضل البلد دي داخلة كِده في قلبنا وما نستحملش (لا نتحمّل) ولا كلمة عليها برّا، وأيّ حدّ يقول كلمة برّا على بلدنا يحصل له إيه؟"، قالت الوزيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد باللهجة العامية المصرية أمام عدسات المصورين قبل أن تصمت قليلاً فيردّ عليها بعض الحضور بكلام غير واضح في الشريط المصوّر، لتكمل الوزيرة بكلمة "يتقطّع" وهي تشير بيدها على رقبتها بعلامة النحر، ثم يعلو تصفيق الحضور.

"الوزيرة تحدثت في كندا بالأسلوب نفسه الذي كانت اتبعته لو كانت في مصر من أجل قمع الحريات وإسكات الأصوات المعارضة"، قال الصحفي الكندي المصري محمد نصر، مضيفاً "قد تكون الوزيرة نسيت أنها متواجدة في بلد يحترم حقوق الإنسان".

الناشط الكندي المصري محمد شريف كامل، العضو في "المجلس الثوري المصري" المعارض لنظام الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي، رأى أن كلام وزيرة الدولة لشؤون الهجرة في وطنه الأم "خطير جداً وغير مقبول" و"يذكّر بقضية (الصحفي السعودي) جمال الخاشقجي".

وكان الخاشقجي قد قُتل نحراً في قنصلية بلاده في اسطنبول قبل نحو ثمانية أشهر بعد انتقاداته المتكرّرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وزيرة الدولة لشؤون الهجرة في الحكومة المصرية نبيلة مكرم عبد الشهيد رافعةً العلم المصري أمام مبنى الجمعية التشريعية لمقاطعة أونتاريو في تورونتو في 22 تموز (يوليو) الجاري في إطار زيارتها إلى كندا (Facebook / Sherif Sabawy)

من جهتها ردّت الوزيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد على سيل الانتقادات لكلامها في تورونتو بأن الدولة المصرية لا تهدد أبناءها بل تتواصل معهم وتساندهم وتلبي احتياجاتهم وترد على استفساراتهم وتطمئن المصريين في الخارج على بلدهم، مضيفة أن هذا هو ما تقوم به الوزارة وما تحرص عليه من منطلق عملها كوزيرة خلال حديثها مع الجاليات المصرية.وأكدت الوزيرة المصرية أنها تفوهت بكلمة "يتقطّع" تجاوباً منها مع قول أحد الحضور "نقطع رقبته" رداً على سؤالها "ماذا نفعل بمن يسيء بكلامه إلى مصر في الخارج؟"، وهي كلمة دارجة في العامية المصرية تعني شدة الغضب على حد تعبيرها.

وتزامنت زيارة وزيرة الدولة المصرية لشؤون الهجرة مع احتفال الكنديين من أصل مصري في مقاطعة أونتاريو للمرة الأولى بشهر التراث المصري في تموز (يوليو) من كل عام، بعد أن صادقت الجمعية التشريعية في كبرى مقاطعات كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد على مشروع القانون 106 الذي نص على ذلك.

ضيفي طبيب الأسنان الكندي المصري الدكتور هاني شنودة عضو في "الهيئة الكندية للتراث المصري" (CEHA) ويرأس "اتحاد نشطاء أقباط كندا"، وهما منظمتان غير حكوميتيْن، وكان حاضراً في لقاء تورونتو الذي تحدثت فيه الوزيرة، كما أنه شارك في تنظيم هذا اللقاء في إطار نشاطه في "الهيئة الكندية للتراث المصري". سألتُه عن ظروف عقد اللقاء وعن تقييمه لكلام الوزيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، إن لناحية التهديد بالـ"تقطيع" الذي أقلق الكثيرين، وإن قالته الوزيرة بنبرة مازحة، أو لناحية قولها إن للحضور "بلداً واحداً هو مصر"، بالرغم من أنها تتوجه إلى جمهور كندي من أصل مصري لديه بلدان لا بلداً واحداً.

(راديو كندا / أ ف ب / الجزيرة / العربية / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.