يتخوّف الكثيرون في كندا من احتمال أن تعاني البلاد من نقص في الدواء بعد أن اعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطّة تسمح بموجبها للمواطنين الأميركيّين بشراء الأدوية الموصوفة طبّيا من كندا بصورة قانونيّة.
وجاء الاعلان بعد أيّام على الزيارة التي قام بها المرشّح الرئاسي الأميركي عن الحزب الديمقراطي بيرني ساندرز لمرافقة "قافلة الانسولين" التي ضمّت نحوا من 15 أميركيّا من المصابين بداء السكري، لشراء الدواء من مدينة وندسور في أونتاريو، بسبب تدنّي سعره مقارنة مع الولايات المتّحدة.
و تلغي السياسة تلك التي لم توضح ادارة الرئيس ترامب متى سيبدأ العمل بها، قرارات اتّخذتها الإدارات السابقة لأنّها تتيح للولايات والصيدليات شراء الدواء بأسعار أدنى من كندا.
وعلى سبيل المثال، يبلغ سعر دواء السكّري في الولايات المتّحدة 10 أضعاف ما هو عليه في كندا.
وينفق مريض السكّري الكنديّ 150 دولارا في الشهر على هذا الدواء، في حين ينفق المريض في الولايات المتّحدة من 1500 إلى 3000 دولار.

الصيدلي ريشار لي يقول إنّ عشرات الأميركيّين يتردّدون أسبوعيّا على صيدليّته في وندسور لشراء الدواء /Dale Molinar/ CBC
ويتخوّف قطاع الصيدلة الكندي من احتمال حصول نقص في حال ارتفع الطلب من الولايات المتّحدة على الدواء في كندا.
وظهر اليوم، تحدّث رئيس الحكومة جوستان ترودو خلال وجوده في ايكالويت في الشمال الكبير إلى الصحفيّين وطمأن الكنديّين بشأن هذا الموضوع.
"قد يترك الاعلان الأميركي مضاعفات على كندا ولهذا السبب، تستمرّ وزارة الصحّة في عملها لضمان وجود ما يكفي من الأدوية للكنديّين وألّا يكون هنالك نقص في الدواء وبأسعار معقولة بالنسبة لهم أوّلا وقبل كلّ شيء": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
و يقول البروفسور في معهد سياسة الصحّة في جامعة يورك جويل ليكشين في حديث لسي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة إنّ الحديث عن المخاوف يشمل نوعين من الأدوية: الأدوية التي تحمل علامة تجاريّة والأدوية الجنيسة.
وتنتج الكثير من الشركات الأميركيّة الأدوية الجنيسة والمنافسة كبيرة في هذا المجال، ولكنّ الأمر مختلف بالنسبة لأدوية العلامات التجاريّة.
والمشكلة ستستمرّ في الولايات المتّحدة مهما استوردت الدواء من كندا، لأنّها الوحيدة من بين البلدان الصناعيّة، التي ليست لديها أيّة رقابة على الدواء.

السناتور الأميركي بيرني ساندرز برفقة الأميركي هانتر سيغو ووالدته كيتي سيغو في وندسور في مقاطعة أونتاريو/Martin Trainor/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة
وأسعار الأدوية في كندا أدنى لأنّ الحكومة تنظّم سعر الأدوية الجنيسة وأدوية العلامات التجاريّة كما قال الروفسور ليشكين.
ويتمّ تحديد أسعار الأدوية الجنيسة التي تشكّل القسم الأكبر من الوصفات الطبيّة، من خلال اتّفاقات مع شركات الأدوية على المستويين المحلّي في المقاطعات والفدرالي في اوتاوا كما قال البروفسور ليشكين.
"من وجهة نظر صرف كنديّة، ينبغي أن نبحث في الحدّ من تصدير الدواء إلى الولايات المتّحدة، بما يضمن الابقاء على مخزون كاف من أدوية العلامات التجاريّة في كندا": البروفسور جويل ليشكين من معهد سياسة الصحّة في جامعة يورك.
ويقول برتران بولدوك رئيس نقابة صيادلة كيبيك في حديث لتلفزيون راديو كندا إنّ اعلان الادارة الأميركيّة ليس مقلقا على المدى القصير لأنّ الشركات الصيدلانيّة العاملة في كندا هي فروع لشركات أوروبيّة أو أميركيّة ، ويحقّ لها أن تبيع فقط في كندا ولتجّار جملة كنديّين، يبيعون بدورهم لصيدليّات كنديّة.
ويباع الدواء للمرضى الكنديّين، وفي حالات قليلة لأميركيّين قد يحتاجون الدواء لدى وجودهم في كندا، ولكنّه لا يباع بالجملة لأميركيّين كما أوضح نقيب صيادلة كيبيك برتران بولدوك.
"ينبغي الحذر لأنّ البعض قد يحاول الافادة من هذا الوضع. وسيكون الصيادلة تحت الرقابة، وهم دوما تحت الرقابة على هذا الصعيد، وينبغي التأكّد من أن يضمن المنتجون المحليّون وتجّار الجملة توفير الدواء للسوق المحليّة بصورة أوليّة": نقيب صيادلة كيبيك برتران بولدوك.
ونشير أخيرا إلى ما أكّدته وزيرة الصحّة الكنديّة جينيت بيتيبا تايلور في بيان من أنّ حصول الكنديّين جميعا على الأدوية التي يحتاجونها هو في أولويّاتها، وأنّها ستطرح الموضوع على البحث مع المسؤولين الأميركيّين .
استمعواروابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.