راية الأونتاريين الناطقين بالفرنسية ترفرف أمام المركز الوطني للفنون (Centre national des Arts) في أوتاوا (أرشيف) / Centre national des Arts

أول جامعة فرنكوفونية في أونتاريو: حكومة فورد تبدّل موقفها وتعلن استعدادها

أعلنت حكومة المحافظين في مقاطعة أونتاريو برئاسة دوغ فورد أنها مستعدة لتخصيص مبلغ 63 مليون دولار من أجل بناء أول جامعة فرنكوفونية في تورونتو، كبرى مدن المقاطعة وكندا على السواء، إذا ما ساهمت الحكومة الفدرالية بمبلغ مماثل في هذا المشروع.

ويشكّل هذا الموقف تحولاً جذرياً من قبل حكومة الحزب التقدمي المحافظ بعد عشرة أشهر على إصدارها قراراً بإلغاء بناء الجامعة الفرنكوفونية نظراً لـ"التحديات المالية" التي تواجهها أونتاريو. ويُذكر أن القرار أغضب الأقلية الناطقة بالفرنسية في كبرى المقاطعات الكندية من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد ودفع العضو الفرنكوفوني الوحيد في كتلة المحافظين النيابية أماندا سيمار للانسحاب من صفوف الحزب لتصبح نائبةً مستقلة.

ويمثل مبلغ 63 مليون دولار نصف تكاليف مشروع "جامعة أونتاريو الفرنسية" (UOF) الذي يستغرق إنجازه ثماني سنوات كما قالت حكومة أونتاريو لحكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا.

وقال وزير التأهيل والمعاهد والجامعات في حكومة أونتاريو روس رومانو في كتابٍ جوابي أرسله أمس إلى حكومة ترودو بعد يوميْن على استلامه بروتوكول تفاهم منها إن حكومة فورد مستعدة لتقديم التزام مالي بمشروع بناء الجامعة.

وزيرة اللغتيْن الرسميتيْن والفرنكوفونية في الحكومة الفدرالية (Adrian Wyld / CP)

وكانت وزيرة اللغتيْن الرسميتيْن والفرنكوفونية في الحكومة الفدرالية ميلاني جولي قد أكدت أن أوتاوا مستعدة لتقديم نصف التكاليف التي تغطي السنوات الأربع الأولى من المشروع، ابتداءً من سنة 2019 – 2020، على أن تغطي حكومة أونتاريو تكاليف السنوات الأربع الأُخرى، أي ابتداءً من سنة 2023 – 2024.

لكن حكومة أونتاريو ألغت في كتابها الجوابي أحد بنود بروتوكول التفاهم والذي يهدف لحماية الحكومة الفدرالية في حال تهربت أونتاريو من التزاماتها المالية.

وينص هذا البند على أن تتعهد حكومة أونتاريو بإعادة كل المبلغ الذي تكون الحكومة الفدرالية قد أنفقته على المشروع إذا لم تتمكن أونتاريو من توفير حصتها من التمويل ضمن المهل الزمنية المحددة.

وأعربت وزيرة الشؤون الفرنكوفونية في حكومة أونتاريو كارولين مالروني عن أملها بأن تقبل الحكومة الفدرالية بهذا التغيير.

"أنا مقتنعة بأن الحكومة الفدرالية، التي سبق لها أن أبدت اهتماماً بالتوصل إلى اتفاق، ستوقّع على الاتفاق (بعد التغيير الذي أجريناه)، آمل بذلك"، قالت مالروني.

وزيرة العدل والشؤون الفرنكوفونية في حكومة أونتاريو كارولين مالروني (Chris Young / CP)

من جهتها أعربت رئيسة مجلس إدارة "جامعة أونتاريو الفرنسية" ديان آدم عن سرورها من أول التزام ملموس تقدّمه حكومة فورد ببناء الجامعة الفرنكوفونية.

"هذا الالتزام هو الآن ثابت، فالسيدة مالروني والسيد رومانو نجحا بالحصول على موافقة السيد فورد وكامل أعضاء الحكومة، وهذا خبر عظيم".

ويقوم مكتب الوزيرة جولي في الحكومة الفدرالية بتقييم الاقتراح المقدّم من حكومة أونتاريو. وتتمنى الحكومتان التوصل إلى اتفاق نهائي قبل الحملة الانتخابية الفدرالية التي ستنطلق بين يوم وآخر. فالكنديون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع في 21 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل لانتخاب ممثليهم الـ338 في مجلس العموم في أوتاوا.

وحسب الإحصاء السكاني الكندي لعام 2016 بلغ عدد سكان أونتاريو الذين تشكل الفرنسية لغتهم الأم أو ينطقون بها في المنزل أكثر من سواها من اللغات نحواً من 550 ألف نسمة، أي ما نسبته 4,1% من إجمالي عدد سكان المقاطعة. لكن عدد سكان أونتاريو المتحدرين من أصول كندية فرنسية يفوق هذا الرقم بكثير، فالكثيرون منهم تحولوا إلى النطق بالإنكليزية، لغة الأكثرية في المقاطعة، على مر الأجيال.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
قراءة في أزمة الفرنكوفونية في أونتاريو وبُعدها الفدرالي

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.