"دنيز في بلد الفرنك فونيين" عنوان فيلم وثائقي تسجيلي صدر مطلع هذا الشهر تشرين الأول/اوكتوبر الجاري أعدّته وقدّمته، بكاميرا السينمائي بول بورجو، الصحافية والروائية من مقاطعة كيبيك دنيز بومبارديه التي أصبحت منذ ساعات الصباح الأولى "حديث البلد" من شرق كندا إلى غربها بعد تصريحاتها المثيرة للجدل أمس الأحد في برنامج "حديث البلد" التلفزيوني الذي يبّثه تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية. وهي انتقدت أمس واقع اللغة الفرنسية عبر المقاطعات الكندية ذات الغالبية الناطقة باللغة الانكليزية.
صرّحت دنيز بومبارديه خلال استضافتها في البرنامج التلفزيوني الشهير بالقول: أن التحدث بلغة معينة لا يعني بالضرورة بأننا نملك الثقافة الخاصة بهذه اللغة، وعندما نخلط بين الفرنسية والإنكليزية فإننا لا نتحدث أية لغة، لا هوية ولا ثقافة ولا تحديد لهذه اللغة المتأرجحة بين لغتين.
وفي أولى ردود الأفعال على تصريحات بومبارديه نقرأ تعليقا على موقع فيس بوك لإحدى الشخصيات الفرنكوفونية التي تعيش في مقاطعة أونتاريو ذات الغالبية الناطقة بالإنكليزية والتي شاركت في الفيلم الوثائقي ذاته موضع الجدل. كتبت استاذة العلوم السياسية في معهد كينغستون العسكري في اونتاريو ستيفاني شوينار على صفحتها على فيس بوك:

البروفسور في العلوم السياسية في معهد كينغستون العسكر ستيفاني شوينار شاركت في الفيلم الوثائقي حول واقع الأقليات الفرنكوفونية في المقاطعات الكندية ذات الغالبية الناطقة بالانكليزية/الصورة من موقع الفيس بوك لستيفاني شوينار
إن كل الطاقات والجهود التي بذلت لتغيير وجهة نظرها لم تأت بفائدة. لقد استقبل الناس السيدة بومبارديه في بيوتهم وعلى موائدهم، وهم نظموا الحفلات العائلية بحضورها من أجل أن تدرك وتلامس حقيقة واقعهم وما يعيشونه ولكن عبثا، فإن كل ذلك لم يغيّر بشيء في نظرتها وتفكيرها.
غدا سيستمرّ وجودنا، سنكون بعد هاهنا ولكن هذا الوجود سيتوقف بالنسبة لبومبارديه، بالنسبة إليها لن تكون لنا استمرارية، أي الفرنكوفونيين الذين يعيشون خارج مقاطعة كيبيك ، تتابع الكندية الفرنكوفونية الاستاذة في معهد كينغستون ستيفاني شوينار.
إنها تصريحات مؤسفة وعلينا طوي الصفحة قالت شوينار التي أكدت بأنها لا تتأسف على مشاركتها في الفيلم الوثائقي ولكنها في خيبة من تصريحات الكاتبة دنيز بومبارديه.
وتجدر الإشارة إلى أن عدة تغريدات على تويتر لكنديين من كافة المقاطعات الكندية ذات الغالبية الانغلوفونية من فانكوفر مرورا بمانيتوبا وأونتاريو، ندّدت بموقف دنيز بومبارديه المتشاءم لمستقبل الكنديين الفرنكوفونيين خارج مقاطعة كيبيك وترّدي وضع اللغة الفرنسية كما أظهر فيلم "دنيز في بلاد الفرنكو" التسجيلي الوثائقي.
من جهة أخرى أعطت شوينار الحق لبومبارديه في ما يتعلّق بالصراع والمواجهة المستمرة من أجل حماية حقوق الأقليات أكانت فرنكوفونية في كندا أو أنغلوفونية في كيبيك ولكن شوينار أكدت بأنها تعارض بومبارديه في رايها المتعلّق بمسألة ترّدي نوعية اللغة الفرنسية خارج مقاطعة كيبيك.
تتساءل استاذة العلوم السياسية: هل المشكلة في الفرنكوفونيين خارج كيبيك أم إنها مشكلة متعلّقة بالأجيال الجديدة ككل التي لم يعّد يهّمها التعمّق في اللغة.
(المصدر: الصحافة الكندية، هيئة الإذاعة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.