مصافحة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (إلى اليمين) ونظيره التركي رجب طيّب أردوغان في مؤتمرهما الصحفي المشترك الذي تلى محادثاتهما في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود يوم أمس الأول (Sergei Chirikov / Pool via Reuters)

قراءة في الوضع في شمال سوريا في ظل انكفاء أميركي وميل ميزان القوة لصالح روسيا

يرى الكثيرون أن قمّة سوتشي يوم أمس الأول بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيّب أردوغان ستشكل منعطفاً أساسياً في مسار النزاع السوري الذي انفجر عام 2011.

وأفضت القمة في المنتجع الروسي على ساحل البحر الأسود إلى توقيع اتفاق أو "مذكرة تفاهم" تعطي تركيا حق السيطرة على "منطقة آمنة" بطول 120 كيلومتراً وعمق 32 كيلومتراً تقع بين مدينتيْ تل أبيض ورأس العين الحدوديتين ذات الغالبية العربية. وإنشاء هذه المنطقة كان هدفاً أساسياً للهجوم العسكري الذي شنته تركيا في 9 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في شمال شرق سوريا. ويريد أردوغان أن يعيد قسماً كبيراً من 3,6 ملايين لاجئ سوري موجودين في تركيا إلى هذه المنطقة.

كما نص الاتفاق الروسي التركي على انسحاب قوات "وحدات حماية الشعب" الكردية (YPG) خلال 150 ساعة إلى عمق 30 كيلومتراً عن الحدود السورية مع تركيا شرقَ الفرات وعلى امتداد نحو 440 كيلومتراً، وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية. واستثنى الاتفاق مدينة القامشلي، التي كانت المركز الأساسي للإدارة الذاتية الكردية، من هذه الدوريات.

وأفضت القمة في المنتجع الروسي على ساحل البحر الأسود إلى توقيع اتفاق أو "مذكرة تفاهم" تعطي تركيا حق السيطرة على "منطقة آمنة" بطول 120 كيلومتراً وعمق 32 كيلومتراً تقع بين مدينتيْ تل أبيض ورأس العين الحدوديتين ذات الغالبية العربية. وإنشاء هذه المنطقة كان هدفاً أساسياً للهجوم العسكري الذي شنته تركيا في 9 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في شمال شرق سوريا بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من هذه المنطقة إثر حديث هاتفي بينه وبين نظيره التركي.

ويريد أردوغان أن يعيد قسماً كبيراً من 3,6 ملايين لاجئ سوري موجودين في تركيا إلى المنطقة المذكورة.

مقاتلون سوريون مدعومون من أنقرة متجمعون اليوم قرب مدينة تل أبيض السورية المحاذية للحدود مع تركيا (خليل عشاوي / رويترز)

وأمس قال ترامب إن أنقرة التزمت بوقف إطلاق النار في شمال سوريا بموجب الاتفاق الأميركي التركي بشكلٍ فاق التوقعات، ورأى أن هذا الاتفاق أنقذ أرواح الآلاف من الأكراد، وأعلن رفع العقوبات التي كان قد فرضها على تركيا.

"منذ أسابيع قليلة نظرنا إلى تركيا بعدم الرضا لكن اليوم تغير الوضع"، قال الرئيس الأميركي. وكشف ترامب أن قوة أميركية صغيرة العدد ستبقى في محيط مناطق آبار النفط في شمال شرق سوريا.

واليوم قال ترامب إنه "ربما حان الوقت" أن يتسلم الأكراد في شمال شرق سوريا المسؤولية عن حقول النفط.

هل تبدد الحلم الكردي بمنطقة حكم ذاتي في شمال سوريا بشكل كامل؟ وما مصير "وحدات حماية الشعب" الكردية في ظل الانكفاء الأميركي وميل ميزان القوة لصالح روسيا؟ تناولتُ هذه المحاور مع الناشط الكندي السوري الدكتور محمد محمود في حديث أجريته معه اليوم.

(أ ف ب / أورونيوز / سي ان ان / فرانس 24 / الجزيرة / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.