رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري مغادراً عقب إعلانه استقالته واستقالة حكومته من "بيت الوسط"، مقر إقامته في العاصمة اللبنانية بيروت، وتظهر على الجدار صورة والده رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري الذي اغتيل في انفجار في بيروت في شباط (فبراير) 2005 (محمد عساكر / رويترز)

لبنان: إلى أين يؤدي باب استقالة الحكومة؟

الصحفي الكندي اللبناني ابراهيم الغريّب (Facebook / Abraham Ghorayeb)

قدّم رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري اليوم استقالته واستقالة حكومته في اليوم الثالث عشر لانطلاق حراك احتجاجي واسع في لبنان طالب من جملة ما طالب به باستقالة الحكومة.

ففي كلمة مقتضبة وجهها إلى الشعب اللبناني من مقر إقامته في "بيت الوسط" في العاصمة بيروت، ونقلتها محطات التلفزة بشكل مباشر، قال الحريري "منذ 13 يوماً والشعب اللبناني ينتظر قراراً بحل سياسي يوقف التدهور، وأنا حاولت خلال هذه الفترة أن أجد مخرجاً نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية".

وأضاف الحريري "لا أخفي أنني وصلت إلى طريق مسدود لحل الأزمة، ويجب القيام بصدمة إيجابية للشارع، سأذهب إلى القصر الجمهوري في بعبدا لأقدم استقالة الحكومة للرئيس ميشال عون"، مشيراً إلى أنه اتخذ هذا القرار "تجاوباً مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير".

وبالفعل توجه سعد الحريري إلى القصر الرئاسي في بعبدا إلى الشرق من بيروت وقدّم استقالته الخطية للرئيس ميشال عون وغادر دون الإدلاء بأي تصريح.

وفي سياق ردود الفعل الداخلية على استقالة الحريري قالت رئاسة الجمهورية اللبنانية في بيان إن الرئيس عون مقتنع بضرورة إحداث صدمة إيجابية وتأليف حكومة قادرة على مواجهة التحديات.

الرئيس اللبناني ميشال عون (Dalati Nohra / Handout via Reuters)

وشهدت مختلف المناطق اللبنانية أجواءً احتفالية عقب إعلان الحريري استقالة حكومته. وقبل إعلان الاستقالة تعرض المتظاهرون في وسط بيروت لهجوم من قبل عشرات الشبان المسلحين بالعصي والحجارة. وقام المهاجمون بتحطيم خيام المتظاهرين وأضرموا النيران في بعضها، وكان البعض منهم يهتفون باسم رئيس البرلمان اللبناني نبيه برّي وزعيم تنظيم "حزب الله" حسن نصرالله. وواجهت وحدات حماية الشغب المهاجمين وقامت بتفرقتهم.

ويشهد لبنان منذ 17 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري حراكاً احتجاجياً واسعاً غير مسبوق في تاريخه على الفساد السياسي والإداري وتدهور الأوضاع المعيشية وتفشي البطالة، وتجاوز عدد المشاركين فيه في مختلف المناطق ومن مختلف الطوائف المليون نسمة، وقدّرت بعض المصادر عددهم بما يصل إلى 1,7 مليون شخص.

عناصر من مكافحة الشغب يطفئون حريقاً أضرمه شبان مسلحون بالعصي في خيام المتظاهرين في وسط بيروت اليوم (محمد عساكر / رويترز)

إلى أين يتجه الوضع في لبنان بعد تقديم سعد الحريري استقالة حكومته؟ وهل يُعاد تكليف الحريري لتشكيل حكومة مقبلة؟ وهل تُشكل الحكومة المقبلة من ذوي الاختصاص (تكنوقراط) للنهوض بوطن الأرز من أزمته المعيشية والاقتصادية؟ أم أن الحكومة المستقيلة ستقوم بتصريف الأعمال لمدة طويلة قبل توافق مختلف الأطراف اللبنانية على تشكيلة حكومية جديدة؟ تناولتُ هذه المحاور في حديث أجريته اليوم مع الصحفي الكندي اللبناني الدكتور ابراهيم الغريّب، رئيس تحرير مجلة "المستقبل الكندي" الشهرية الصادرة في مونتريال ومنسق الإعلام في تيار "المستقبل" اللبناني، حزب رئيس الحكومة اللبنانية المستقيلة سعد الحريري، في مقاطعة كيبيك.

(أ ف ب / راديو كندا / فرانس 24 / الجزيرة / سكاينيوز / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
لبنانيو كندا يتظاهرون دعماً للحراك الاحتجاجي ضد الفساد في الوطن الأم

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.