الخوراسقف الدكتور شارل سعد، خادم كنيسة سيدة المعونات في إدمونتون، مع عدد من اللبنانيين المتظاهرين في المدينة دعماً للحراك الاحتجاجي في الوطن الأم (Facebook / Père Charles Saad)

حديث عن لبنان مع الخوراسقف الدكتور شارل سعد الداعم للحراك الاحتجاجي من إدمونتون

دعا البنكُ الدولي لبنانَ اليوم لتشكيل حكومة جديدة سريعاً لتخلف حكومة سعد الحريري التي استقالت في 29 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت بعد 12 يوماً على انطلاق حراك احتجاجي واسع ضد الفساد السياسي والإداري وتدهور الأوضاع المعيشية وتفشي البطالة.

وحذّر البنك الدولي من ركود اقتصادي في لبنان في عام 2019 يكون أكثر حدةً من توقعاته السابقة بانكماشٍ بنسبة 0,2%.

ومن جهته قال الرئيس اللبناني ميشال عون إن التحقيقات مع مسؤولين حاليين وسابقين تدور حولهم شبهات لن تستثني أحداً من المتورطين. وأضاف في لقاء مع المدير الإقليمي لمجموعة البنك الدولي ساروج كومارجاه أن 17 ملفاً تتعلق بالفساد أُحيلت إلى التحقيق، وأكّد أن الحكومة المقبلة ستضم وزراء يتمتعون بالكفاءة وبعيدين عن شبهات الفساد.

ولم يبدأ عون بعد عملية المشاورات الرسمية مع أعضاء البرلمان بشأن اختيار رئيس جديد للحكومة.

وفي غضون ذلك يتواصل الحراك الاحتجاجي لليوم الحادي والعشرين على التوالي. وهذا الحراك غير مسبوق في تاريخ لبنان، وقبل استقالة سعد الحريري تجاوز عدد المشاركين فيه في مختلف المناطق والطوائف المليون نسمة، فيما قدّرت بعض المصادر عددهم بما يصل إلى 1,7 مليون شخص.

مئات الكنديين من أصل لبناني يشاركون في تظاهرة أمام مقر الجمعية التشريعية لمقاطعة ألبرتا في إدمونتون في 27 تشرين الأول (اكتوبر) 2019 تعبيراً عن تضامنهم مع الحراك الاحتجاجي ضد الفساد السياسي في لبنان (Gabrielle Brown / Radio-Canada)

وهنا في كندا يتظاهر اللبنانيون وذوو الأصول اللبنانية في مدن عدة تضامناً مع الحراك الاحتجاجي في وطن الأرز. وفي إدمونتون، عاصمة مقاطعة ألبرتا في غرب كندا، تظاهروا مرتيْن، في 19 و27 تشرين الأول (أكتوبر).

وفي التظاهرة الثانية في إدمونتون ألقى الخوراسقف الدكتور شارل أنطونيوس سعد، خادمُ رعيةِ سيدة المعونات التابعة للكنيسة السريانية المارونية في المدينة، كلمةً في المتظاهرين، وبينهم رجال دين مسلمون، قال فيها "نحن اليومَ طائفةٌ واحدة اسمها لبنان، كلنا ننتمي إلى الطائفة اللبنانية"، وردّد المتظاهرون خلفه هذه العبارة مصفقين.

وأضاف الأب الدكتور سعد في كلمته " خرج شعب لبنان موحَّداً ومردداً: بعدَ اليوم لا مكان للصوص، لا مكان للفاسدين، لا مكان للظالمين ولا مكان للمستبدين، لا مكان في السلطة بعد اليوم لمغتصبي لقمة عيش الفقراء، لقد طفح كيل المساكين فقرروا تلقين المفسدين درساً".

واستشهد الأب الدكتور سعد بكلام للسيد المسيح وكلام آخر للإمام عليّ ليؤكد أن "الشعب اللبناني اليوم يريد، وبكلمة واحدة، استرجاع (المال العام) المسلوب ليعيشَ بكرامةٍ وعزةِ نفس".

والكنيسة السريانية المارونية كنيسة مشرقية كاثوليكية، يقع مقرها الرئيسي في لبنان.

الخوراسقف شارل سعد والإمام جمال طالب ورئيسة "المنتدى العربي للثقافة والفنون" حُسن حيمور في عداد اللبنانيين المتظاهرين في إدمونتون دعماً للحراك الاحتجاجي في الوطن الأم (Facebook / Père Charles Saad)

حاورتُ الخوراسقف الدكتور شارل سعد حول مضمون كلمته وما دفعه للتظاهر مع لبنانيين آخرين، وما إذا كان يدعم استمرار التظاهرات في لبنان ويعتقد أن استعادة اللبنانيين "المال العام المسلوب" أمرٌ ممكن، وما إذا كان يعتبر أن تاريخ 17 تشرين الأول (أكتوبر)، موعد انطلاق الحراك الاحتجاجي الواسع، يشكل نقطة تحول محورية في تاريخ لبنان.

(أ ف ب / الجزيرة / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
لبنانيو كندا يدعمون الحراك الشعبي ضد الفساد في الوطن الأم
السفارة الكندية في بيروت لا تزال مقفلة لكنّ المساعدة القنصلية مؤمّنة

استمعوا
فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.