عادت نائبة رئيس الحكومة الكندية كريستيا فريلاند إلى واشنطن أمس للمشاركة في مفاوضات جديدة حول الاتفاق الجديد للتبادل الحر بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك.
وأبقى رئيس الحكومة الكندية زعيمُ الحزب الليبرالي جوستان ترودو ملف هذه المفاوضات بين يديْ وزيرة خارجيته السابقة عندما أعلن منتصف الأسبوع الماضي حكومته الجديدة التي عيّنها فيها نائبةً له مع تكليفها بحقيبة العلاقات مع المقاطعات. ففريلاند نجحت بعد مفاوضات شاقة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التوصل إلى نسخة جديدة من اتفاق التجارة الحرة لأميركا الشمالية ("نافتا" – NAFTA).
وشاركت فريلاند في العاصمة الأميركية أمس في اجتماع ضمّها إلى كل من الممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتهايزر ومساعد وزير الخارجية المكسيكي لشؤون أميركا الشمالية خيسوس سيادِه (سعادة).
وبعد نهاية الاجتماع الذي دام نحو ساعة قالت فريلاند للصحفيين، "كان اجتماعنا جيداً اليوم، أنجزنا فيه عملاً جيداً".
وأضافت فريلاند أنها ستبقى على تواصل مع شريكيْها في المفاوضات خلال الأيام المقبلة، ولكن ليس اليوم الخميس الذي هو عطلة رسمية في الولايات المتحدة بمناسبة عيد الشكر.
وكانت فريلاند قد تواصلت هاتفياً مع لايتهايزر يوميْ الثلاثاء والأربعاء، قبل سفرها إلى واشنطن، وفق ما أكده مسؤولون حكوميون كنديون طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم.
وأحجمت فريلاند عن تأكيد ما إذا كانت ستستقبل خيسوس سيادِه في أوتاوا غداً الجمعة بالرغم من إعلانه أنه ينوي المجيء إلى العاصمة الكندية غداً.
وتوصلت كندا والولايات المتحدة والمكسيك إلى النسخة الجديدة من اتفاق التجارة الحرة بينها، والتي تُعرف اختصاراً بـ"أوسمكا" (USMCA)، في 30 أيلول (سبتمبر) 2018 بعد 13 شهراً من المفاوضات الشاقة.
ووقّع قادة هذه الدول الثلاث على الاتفاق الجديد في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018. والمكسيك هي الوحيدة التي صادقت على الاتفاق حتى الآن. وقام برلمانها بذلك في 19 حزيران (يونيو) الفائت.
وفي كندا قدّمت حكومة ترودو السابقة مشروع قانون للمصادقة على الاتفاق أواخر الربيع الفائت. والآن تنتظر حكومة ترودو الجديدة المنبثقة عن الانتخابات الفدرالية العامة التي جرت قبل شهر ونيّف، وهي حكومة أقلية، أن يقوم الكونغرس الأميركي بالخطوة الأولى باتجاه المصادقة على الاتفاق كي تقوم هي بتقديمه للبرلمان.
وقالت نائبة رئيس الحكومة الكندية إن كندا تحترم عملية المصادقة الخاصة بكل واحدة من دول الاتفاق الثلاث. "حيثما نستطيع أن نكون شريكاً داعماً يسرّنا فعل ذلك، ولهذا السبب نحن هنا"، قالت فريلاند أمس للصحفيين في واشنطن.
وخلال المفاوضات الطويلة والشاقة التي سبقت التوصل إلى الاتفاق الجديد مارس الوفدان المفاوضان الكندي والأميركي ضغوطاً على الوفد المكسيكي لتحسين معايير العمل في بلاده من أجل تفادي قيام شركات في قطاعيْ التصنيع وصناعة السيارات بنقل مصانعها إلى المكسيك حيث أجور العمال أدنى بكثير مما هي عليه في كندا والولايات المتحدة.
وتطرقت فريلاند إلى هذه النقطة في حديثها مع الصحفيين أمس فقالت، "بالنسبة لكندا حقوق العمّال شديدة الأهمية، هذه الحقوق مهمة في كندا وحول العالم، وهذا موقف مبدئي لحكومتنا، والاتفاق الجديد (للتجارة الحرة في أميركا الشمالية) هو حقاً اتفاق ينص على حماية حقوق العمال، وهذا أمر جيد لكندا وأيضاً للعمال في المكسيك".
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي قد قالت في وقت سابق من الأسبوع الحالي إنها ولايتهايزر باتا "داخل نطاق التوصّل إلى اتفاق مُحسَّن بنسبة كبيرة لعمال الولايات المتحدة".
ويتمتع الحزب الديمقراطي الذي تنتمي إليه بيلوسي بالأكثرية في مجلس النواب الأميركي، فيما الأكثرية في مجلس الشيوخ هي للحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت بيلوسي إنها تريد التوصل إلى صيغة نهائية لاتفاق التجارة الحرة الجديد بحلول نهاية السنة الحالية.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.