قمّة المناخ في مدريد: تحذيرات من تبعات التغيّر المناخي

افتتحت الأمم المتّحدة مؤتمرها الخامس والعشرين حول المناخ في مدريد وسط دعوات يطلقها العلماء ودعاة البيئة من أجل تكثيف الجهود لمكافحة التغيّر المناخي.

وكان مقرّرا أن تنعقد قمّة المناخ في تشيلي، إلّا أنّ الحكومة ألغتها بسبب الاضطرابات التي تشهدها البلاد منذ نحو اسبوعين، وقرّرت اسبانيا استضافتها بدل ذلك.

ويشارك في القمّة ممثّلون من نحو 195 دولة موقّعة على اتّفاقيّة باريس للمناخ، وتتناول المناقشات كيفيّة اعادة احياء الاتّفاقيّة الموقّعة في العاصمة الفرنسيّة عام 2015.

حان وقت التحرّك" هو الشعار الذي رفعه مؤتمر مدريد، وقد حذّر الأمين العام للأمم المتّحدة انطونيو غوتيريش  في كلمته الافتتاحيّة من أنّ "نقطة اللاعودة لم تعد بعيدة ".

يقول الدكتور معن حسين أستاذ هندسة الكيمياء وهندسة البيئة في جامعة كالغاري إنّ تحذير الأمين العام ليس بجديد وسبق أن سمعنا هذا النوع من التحذيرات.

ويضيف في حديث اجؤيته معه عبر الهاتف بأنّ التحذير موجّه لصنّاع القرار من أجل تغيير التعامل مع الغازات المتسبّبة للاحتباس الحراري.

وتكرار التحذير مهمّ كما يقول الدكتور معن حسين، والدول لم تحقذق الكثير على صعيد خفض الانبعاثات منذ اتفاقيّة باريس حتّى اليوم، لا سيّما أنّ بعض الدول انسحبت من التزاماتها بتحديد انبعاثاتها وخفضها، ومن بينها الولايات المتّحدة والصين.

والغلاف الجوّي هو عبارة عن شراكة بين الكلّ، لكنّ تأثير التلوّث على سكّان الدول النامية أكبر بكثير لعدم وجود آليّة لديها للحدّ من تاثيره على مواطنيها كما يقول د. معن حسين الذي يعطي مثال الجفاف والحرائق.

وهنالك فترات تعرّض فيها الناس للفيضانات والجفاف والعوامل الطبيعيّة الأخرى قبل الثورة الصناعيّة، ولكنّ الأمر مختلف اليوم حيث أنّه يتمّ الاطّلاع على كلّ ما يجري في أيّ مكان من العالم  بصورة فوريّة بفضل تقنيات الاعلام المتطوّرة.

أضف إلى ذلك أنّ هذه العوامل اصبحت تتكرر دون أن تفصل بينها فترة زمنيّة طويلة، ما يوحي بضرورة دقّ ناقوس الخطر.

وهنالك من يشكّك في أن يكون للتغيّر المناخي تأثير في ما يجري كما يقول د. معن حسين، ويردّ الأمر إلى ميل بعض العلماء للتضخيم من أهوال الاحتباس الحراري، وهو تضخيم يضرّ بمصداقيّة العلم والعلماء.

وعن وعي الشعوب والمجتمع المدني لمخاطر التغيّر المناخي وإمكانيّة تأثيره على صنّاع القرار، يقول د. معن حسين إنّ ذلك ينطبق على الدول الديمقراطيّة فحسب دون سواها.

واوروبا اكثر وعيا للحدّ من انبعاثات الغازات المتسبّبة بالاحتباس الحراري كما يقول د. معن حسين، أستاذ الهندسة الكيميائيّة وهندسة البيئة في جامعة كالغاري.

وأوروبا هي التي تدفع  العالم نحو الحدّ من استخدام الوقود الأحفوري، وهنالك اتّجاه في الولايات المتّحدة نحو استخدام بدائل الطاقة الأقلّ تأثيرا على الغلاف الجوّي، والاتّجاه موجود أيضا في كلّ دول العالم.

واحتجاجات الشعوب ومطالبها بمكافحة التغيّر المناخي تلقى آذانا صاغية لدى الحكّام في الدول التي لديها ديمقراطيّة واقعيّة وحقيقيّة قال د. معن حسين في ختام حديثه لإذاعتنا.

استمعوا