"موشوم" أو Mushum، أطلق على نفسه وهي كلمة تعني الجَدُّ بلغة شعوب الإينو من الأمم الأوائل في كندا، واتخذ آخر "النسر الأزرق" لقبا له.
وقد اقتفى برنامج "تحقيق" الذي يقدمه تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية مسيرة هذين الرجلين اللذين "يتاجران" ويروّجان "للمعرفة التي اكتسباها" عن السكان الأصليين في كندا. ويذاع البرنامج حول قصتهما هذه الليلة في تمام التاسعة مساء على قناة ICI TÉLÉ على شاشة تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية.
وفي التفاصيل أن 25 أوروبيا قصدوا في شهر أيلول/سبتمبر الماضي مدينة شارلفوا في شمال مقاطعة كيبيك للمشاركة في تجربة أطلقها "الجد" مارسيل غرودان تحت عنوان: " عيشٌ على طريقة سكان كندا الأصليين في العام 1608". وقد بلغت رسوم المشاركة للشخص الواحد 1700$ تضاف إليها تكلفة الطائرة التي حملت الوافدين من عدة مدن أوروبية إلى المدينة الكندية الجميلة Charlevoix.
وقد تابع تلفزيون هيئة الإذاعة الكندية بالتعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسري الرحلة التي قام بها غرودان إلى أوروبا لا سيما إلى سويسرا حيث نظم ورشات عمل حول الطبابة عند شعوب الأمم الأوئل. وبلغ سعر التذكرة لولوج قاعة المحاضرات في يومي عطلة الاسبوع 500$ للشخص الواحد.
هذا "الطبيب الشافي من الأسقام" يستقبل في أحد المنازل في فرنسا المرضى ويشّخص حالات مرضهم ببضغة دقائق. وتقول هيئة الإذاعة الكندية بأن غرودان يستقبل ثلاثة أو أربعة مرضى في الساعة الواحدة بدوام يبدأ من العاشرة صباحا حتى السادسة مساء.
أظهري لسانك، مديّ يدك، المسي ظهرك، وتكفي هذه الحركات التي طلبها "الجد" من سيدة تشارك مع الفريق التلفزيوني الكندي في "تحقيقهم لتشخيص حالة من الأرق والقلق تعاني منها ناجمة عن اختلال في التوازن الهرموني".
ويبيع "الموشوم"، الذي يدّعي بأنه يملك معرفة الأسلاف والجدود بواسطة جدّه، لتلك السيدة مرهما يحتوي على هرمون البروجسترون الذي لا علاقة له على الإطلاق بالطب التقليدي كما يصف لها قطرات أعدّها بنفسه.
تكّبدت هذه السيدة جرّاء الزيارة الاستشارية تلك: 70$ تكلفة المعاينة و140$ ثمن الأدوية.
ويستهجن أطباء سويسريون شاهدوا كل ما جرى في منزل "الجد" مارسيل غرودان مع مبعوثة التلفزيون الكندي "المريضة" أن يتّم تشخيص المرض بهذه السرعة الفائقة. ويوضح طبيب متخصص بأن مرهم البروجسترون بيع بشكل غير قانوني كما تبدي طبيبة نسائية سويسرية قلقها من الأعراض الجانبية لهذا المرهم خصوصا على المرأة الشابة التي ستستخدمه وتأثيره على الدورة الشهرية والخصوبة.
هذا وقد استهجنت أيضا نقابة أطباء الأعشاب في كيبيك قطرات الزيت التي ينتجها مارسيل غرودان ويطلب من مرضاه شربها مما قد يتسبب لهم بتسمم غذائي.
إن هذا الشخص يعمل بطريقة خطرة وينقض العمل الجاد والآمن الذي نروّج له في كيبيك منذ سنين عديدة من خلال الأعشاب الطبية، خلصت نقابة أطباء الأعشاب إلى القول.

الكندي لوك بورغو قاده الحلم إلى اكتشاف جذوره وأيقن أنه متحدّر من سلالات الأمم الأوائل، فنصّب نفسه زعيما روحيا يأتمر بإرشادات وتعاليم اسلافه/حقوق الصورة: الموقع الالكتروني لـ Luc Bourgault
ويذهب برنامج "تحقيق" بعيدا في تقّصيه للحقائق ويكشف للمشاهدين أن "الجد" يبلغ 59 عاما ويدّعي بأنه في الـ 74 من العمر وهو لا يتحدّر من قبيلة للإينو في شمال مقاطعة كيبيك كما يقول ولا حاصل على شهادات في الطب النفسي كما يدّعي من جامعة هارفارد الأميركية. كما يؤكد أفراد من أسرته بأنه "لم يدخل يوما معهدا أكاديميا ولا ذهب إلى جامعة أصلا ولم يكن يوما طبيبا ولا معالجا نفسيا".
أما قبائل الإينو من الأمم الأوائل فهم أعربوا من جهتهم عن صدمتهم الكبرى بما سمعوا عن هذا الطبيب المزعوم المتحدّر من أصولهم مؤكدين بأن الطب الحقيقي عند شعوب الأمم الأوائل لا يباع.
وتجدر الإشارة إلى أن مارسيل غروندان كان يلجأ أحيانا إلى خدمات "النسر الأزرق" فيدعوه إلى المشاركة في ورشات تدريب كان ينظمها للأوروبيين في كيبيك.
وذلك النسر يُدعى لوك بورغو ويلعب دور الزعيم الروحي عند شعوب الأمم الأوائل وهو ينتج عطورا خاصة ويعلّم الروحانية عند السكان الأصليين. وهو يقول إنه اكتشف اصوله التي تعود إلى الامم الاوائل خلال حلم.
وقد سخر وهزأ أشخاص يتحدرون فعلا من الأمم الاوائل من مشاهد الغناء وأداء الطقوس التي يقوم بها النسر الأزرق وقالوا إ"نها تصلح لفيلم هزلي فكاهي عن الأب الروحي عند السكان الاصليين".
وتجدر الإشارة إلى أن لوك بورغو لم يرّد على أي من رسائل البريد الالكتروني أو المكالمات الهاتفية التي حاول برنامج "تحقيق" إجراءها معه. وهو كان بعيدا عن المتجر حيث يوجد مقرّه الرئيسي عندما قصده فريق البرنامج التلفزيوني.
أما بالنسبة لمارسيل غرودان فقد استوقفه الفريق في باريس عندما كان يقدّم ورشة عمل حول الطبابة عند الأمم الأوائل. فاعترف بأنه لا يتحدث بلغة الإينو على عكس ما يدّعي وقال: "إنها لغتي الأم ولكنني لم أتعلمها" مستمرا على تأكيده بأنه من الإينو.
وعلى الرغم من أنه وعد فريق Enquete بلقائه عند عودته إلى كندا وتزويده بوثائق عن عمره والشهادة المزعومة من جامعة هارفارد، إلا أنه لم يفعل ذلك.
وبدلا من ذلك ارسل اليهم بخطاب من المحامي "ينكر فيه كل المزاعم " من دون تقديم أي توضيح آخر.
(المصدر: برنامج "تحقيق، Enquete في هيئة الإذاعة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.