المسؤول في المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك محمد العبيدي مفجوعا يحيط به رئيس حكومة كيبيك فيليب كويار إلى يساره وعمدة كيبيك ريجيس لابوم إلى يمينه/RADIO-CANADA / MAXIME CORNEAU

السينما الكندية تُؤرِّخ لهجوم مسجد كيبيك

"المسجد: مجتمع مهدد" عنوان الفيلم الوثائقي الذي صدر مؤخرا لمناسبة الذكرى الثالثة لوقوع الهجوم على المسجد الكبير في المركز الإسلامي في مدينة كيبيك في 29 كانون الثاني/يناير من العام 2017 وأسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين بجروح..

يحاور المخرج أرييل نصر الذي رشح في العام 2013 لجائزة أوسكار، أبناء الجالية المسلمة في مدينة سانت-فوا التي تحتضن المسجد الكبير وينقل شجونهم ومشاغلهم ومشاعرهم الحزينة إزاء الهجوم.

يقول السينمائي: عدت من أفغانستان للاستقرار في كيبيك بحثا عن حياة أفضل لي ولعائلتي.  ولكن الهجوم على مسجد كيبيك أحيا في نفسي مشاهد الهجمات الإرهابية التي عشتها في أفغانستان. الغاية من فيلمي ليس إظهار صمود الجالية المسلمة فحسب بل إنما أيضا عكس الأمل في نفوسهم الذي دفعهم غداة المأساة الأليمة إلى التوجه إلى أبناء مجتمعهم وحضّهم على العمل من أجل بناء مستقبل أفضل.

أراد المخرج إظهار أثر الهجوم على المسجد الكبير على أبناء الجالية المسلمة من دون تسليط الضوء كثيرا على القاتل ألكسندر بيسونيت.

وأشار الأشخاص الذين شاركوا في الفيلم الوثائقي التسجيلي إلى أن الخوض في الحديث عن الهجوم على مسجدهم ينّم عن رغبة منهم في تغيير النظرة "السلبية في شكل عام" عن المسلمين.

تجدر الإشارة إلى أن الفيلم ومدته 68 دقيقة قدم في عرض أول في كيبيك يوم السبت الماضي وتقدمه الليلة عدة دور سينمائية في عدد من المدن عبر مقاطعة كيبيك وتلي عروض الفيلم نقاشات مع جمهور الصالة السينمائية.

مراسم إحياء الذكرى الأولى للاعتداء المسلّح على مسجد كيبيك الكبير/Ryan Remiorz/CP

مراسم إحياء الذكرى الأولى للاعتداء المسلّح على مسجد كيبيك الكبير/Ryan Remiorz/CP

عمدة مدينة كيبيك: الهجوم على المسجد الكبير كان كابوسا

سرد عمدة كيبيك ريجيس لابوم اللحظات التي أعقبت حدوث الهجوم قبل ثلاث سنوات في مدينته مؤكدا أنه لا يتمنى إطلاقا أن يوضع من جديد في الموقف ذاته لإدارة أزمة ناجمة عن حوادث القتل واطلاق الرصاص.  وأعاد رئيس بلدية كيبيك استعراض الأحداث وحالة الاستنفار القصوى واستدعاء السياسيين إلى مكاتب الأمن القومي مشيرا إلى أنه توّخى عدم التوجه إلى الإعلام قبل جمع أكبر عدد من التفاصيل وكانت الساعة نحو الثانية فجرا عندما اجتمع بالإعلاميين يومها.

يقول لابوم: قلت في ذلك اليوم لرئيس الحكومة فيليب كويار ووزير الأمن القومي مارتان كواتو بأن علينا أن نوّجه رسالة توّحد ولكن في الوقت ذاته تعطي كل المعلومات.

إن تفكيري لحظتها، يتابع لابوم، انصّب على العواقب التي ستحدث في مدينتي والخوف من احتمال وقوع أعمال انتقامية.  كان علي أن أنظر في كيفية الحفاظ على تماسك المجتمع وتعاضده.

في مقّر البلدية غداة وقوع الهجوم نقل الإعلام عبر أصقاع الأرض وقائع المؤتمر الصحافي الذي شارك فيه عدد كبير من أبناء الجالية المسلمة.

يقول عمدة كيبيك:كنا نبكي ونجهش في البكاء ونتعانق، لم يكن يعرف أحدنا الآخر ولكننا كنا نبكي معا ويعانق أحدنا الآخر.

ويثني لابوم على جهود المسؤولين في المركز الثقافي الإسلامي الذين كان لهم الفضل في تعزيز التعايش والتماسك في المجتمع الكيبيكي الواحد.

إن دور محمد العبيدي وبوفلجة بن عبدلله من المركز الثقافي الإسلامي كان هاما وهما تعاونا وواظبا على المجيء إلى مكاتبنا على مدى أسبوعين كاملين للمشاركة في إدارة الأزمة، العمل كان شاقا بالنسبة لنا ولكنه كان شاقا أكثر بالنسبة لهما.

كيبيك ومونريال ووينيبيغ ومدن كندية أخرى تتذكر ضحايا المسجد الكبير  

تقام اليوم العديد من الأنشطة عبر عدة مدن كندية في الذكرى السنوية الثالثة لوقوع الهجوم على المسجد الكبير.

ويفتح المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك طيلة اليوم أبواب المسجد الكبير أمام الزوار وتشهد كنيسة القديس متى في كيبيك مساء اليوم برنامجا خاصا وتقام الصلوات لأرواح الضحايا كذلك يجتمع على مائدة العشاء عدد كبير من أبناء كيبيك.  وقد أعلنت المجموعة المنظمة للأنشطة التي تطلق على نفسها اسم "29 يناير، أتذكّر" بأن هذه السنة سيتم الاستعاضة عن الخطابات السياسية الرسمية ويفسح المجال لتبادل وتفاعل أكبر للمشاركين والحاضرين فيما بينهم. هذا وأكدت المجموعة أن رئيس حكومة كيبيك فرنسوا لوغو وعمدة كيبيك ريجيس لابوم يشاركان في الأنشطة التي ستشهدها كيبيك.

تجدر الإشارة أيضا إلى أن أبناء الجالية المسلمة في مدينة وينيبيغ عاصمة مقاطعة مانيتوبا دعوا أبناء المجتمع إلى المشاركة في أنشطة مماثلة تجري اليوم في المدينة وتهدف إلى كسر الحواجز بين أبناء المجتمع الواحد وتكثيف الجهود من أجل زرع الانفتاح والتسامح بين شرائح المجتمع الكندي.  

(المصدر: الصحافة الكندية، القسم الإنكليزي لهيئة الإذاعة الكندية)

فئة:سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.