رجل الأعمال فراس المطاوع صاحب متجريْن وشركة سيارات تاكسي في مونكتون، كبرى مدن نيو برونزويك / نوفو برونزويك (Guy Leblanc / Radio-Canada)

السوريون في المقاطعات الأطلسية: روح المبادرة في الأعمال وتَجاوُز العوائق

استقبلت كندا نحواً من 52 ألف لاجئ سوري بين تشرين الأول (أكتوبر) 2015 وشباط (فبراير) 2018.

وحملت هذه الموجة الجديدة من الهجرة السورية أناساً هربوا من جحيم الحرب ومآسيها في وطنهم.

واندمج السوريون بشكل تدريجي في الوطن الجديد، بالرغم من عدم إجادة 75% منهم أياً من لغتيْه الرسميتيْن، الفرنسية والإنكليزية، عند وصولهم إلى كندا.

واختار نحوٌ من 10% من اللاجئين السوريين الاستقرار في مقاطعات الأطلسي، أصغر أربع مقاطعات كندية من حيث عدد السكان، وهي من أكبرها إلى أصغرها بالترتيب السكاني: نوفا سكوشا، ونيو برونزويك (نوفو برونزويك)، ونيوفاوندلاند ولابرادور، وجزيرة الأمير إدوارد.

منظر عام لهاليفاكس، عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا وكبرى مدن مقاطعات كندا الأطلسية، وتبدو قلعة المدينة محاطة بمساحة خضراء / Ron Garnett / Parcs Canada

ويفيد تقرير لراديو كندا عن أحوال السوريين في المقاطعات الأطلسية أنهم يندمجون بشكل جيد في المجتمع وأنّ معظمهم وجد عملاً بالرغم من عائق اللغة لدى الكثيرين.

والحصول على عمل حسّن المداخيل، لكنّ الفارق لا يزال كبيراً بين معدّل مداخيل الأسر السورية الأصل ونظيره لدى سائر الأسر الكندية.

ويفيد تقرير أصدرته وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة في الحكومة الكندية في حزيران (يونيو) 2019 أنّ 57% من اللاجئين السوريين يعملون فيما يبحث 23% آخرون عن عمل.

"في السنوات الأخيرة كانت هناك فترة تأقلم، والآن بدأنا نرى أشخاصاً يدخلون سوق العمل أو يطلقون شركاتهم الخاصة"، يقول مهدي سودي من المركز الفرنكوفوني لاستقبال ومواكبة المهاجرين (CAFI) في مونكتون وسائر جنوب شرق نوفو برونزويك. ومونكتون هي كبرى مدن هذه المقاطعة الأطلسية.

مهدي سودي من المركز الفرنكوفوني لاستقبال ومواكبة المهاجرين (CAFI) في مونكتون (Radio-Canada)

فراس المطاوع وزوجته فاطمة الجيباوي يشكلان مثالاً عن روح المبادرة والنجاح في الأعمال لدى السوريين في المقاطعة.

ففراس وفاطمة افتتحا متجراً للمواد الغذائية المستوردة من الشرق الأوسط في شارع سانت جورج، أحد الشوارع الرئيسية في مونكتون، أطلقا عليه اسم ابنهما الأصغر، ربيع.

ويوفّر متجر "ربيع" لزبائنه في مونكتون تشكيلة من المواد الغذائية لم يكن بالإمكان الحصول عليها من قبل سوى في تورونتو ومونتريال، على التوالي أكبر مدينتيْن في كندا، أو في هاليفاكس، كبرى مدن المقاطعات الأطلسية.

فاطمة الجيباوي في متجر الملبوسات النسائية الذي تملكه مع زوجها فراس المطاوع في مونكتون (Guy Leblanc / Radio-Canada)

وإضافةً إلى متجر المواد الغذائية افتتح فراس وفاطمة متجراً للملبوسات وإكسسوارات الأزياء التي تواكب الموضة وتناسب العائلة والمرأة المسلمة بشكلٍ خاص.

ويقول الزوجان إنّ ما يبيعانه في متجريْهما يلبي احتياجات العدد الكبير من اللاجئين السوريين الذين استقروا في منطقة مونكتون.

"إضافة إلى اهتمامي بالمتجريْن يحدث أن أضطر لقيادة سيارة تاكسي إذا ما غاب أحد السائقين"، يقول فراس الذي يملك أيضاً شركة تاكسي في مونكتون.

وتسير أمور هذه الشركة بشكل جيد جداً، كما يقول فراس لراديو كندا. وتملك الشركة سبع سيارات أجرة، ويشغّل فيها فراس سائقين من وطنه الأم، سوريا.

وكان فراس عامل لِحام في سوريا. لكن لكي يعمل في هذا المجال في كندا كان عليه العودة إلى دراسة المهنة في معهد متخصص، فآثر الانطلاق في الأعمال.

صورة من وسط مونكتون، كبرى مدن مقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) / Aconcagua / Wikipedia

السوري خالد قنقوري هو أيضاً من سكان مونكتون، وحافظ على المهنة التي كان يزاولها في الوطن الأم، وهي الخياطة. ووجد عملاً في هذا المجال بسرعة بعد وصوله إلى كندا في كانون الأول (ديسمبر) 2015، بالرغم من عائق اللغة الذي لا يزال قائماً.

ويعمل خالد حالياً في متجر للملبوسات الرجالية في شارع مين (Main Street)، وهو شارع رئيسي آخر في مونكتون.

وعندما يتحدث مدير المتجر عن خالد لا يجد سوى عبارات الثناء لتقييم أدائه. فخالد، برأيه، أفضل خيّاطي مونكتون لإدخال تعديلات على القمصان والبدلات أو لإصلاحها.

الخياط خالد قنقوري يقوم بخدمة أحد زبائن متجر الملبوسات الذي يعمل فيه في مونكتون (Guy Leblanc / Radio-Canada)

وخالد رب عائلة ويتحلى هو الآخر بروح المبادرة في الأعمال، فهو ينوي افتتاح مشغل خياطة خاص به، مستنداً إلى كفاءته المهنية وإلى تقدير الزبائن لها.

وما فراس وفاطمة وخالد سوى أمثلة قليلة عن نجاح اللاجئين السوريين في كندا. ومع مر الوقت يُذلل السوريون الصعوبات ويندمجون في دورة الحياة في الوطن الكندي الجديد ويساهمون بدفع عجلة اقتصاده إلى الأمام.

(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
كندا: هل يوفَّق اللاجئون السوريون بفرص عمل في المقاطعات الأطلسية؟
اللاجئون السوريون: الأمية تعيق دراسة الإنكليزية في هاليفاكس
صانع "شوكولاتة السلام" طارق هدهد واستحقاق المواطنية الكندية

فئة:اقتصاد، مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.