باشرت شرطة مقاطعة أونتاريو صباح اليوم فك الحصار عن خط السكك الحديدية على أراضي الموهوك من سكان كندا الأصليين في تيينديناغا (Tyendinaga Mohawk Territory) في جنوب المقاطعة وأوقفت عشرةً من الناشطين المشاركين في عملية تعطيل حركة القطارات المستمرة هناك منذ 6 شباط (فبراير) الجاري.
وكانت شرطة أونتاريو وشركة خطوط السكك الحديد الوطنية ("سي أن" - CN) قد أبلغتا الناشطين بأنهم يعرضون أنفسهم للتوقيف إذا لم يمتثلوا لقرار المحكمة بفك الحصار على خط السكك الحديدية. وأعطت الشرطة الناشطين مهلةً انتهت منتصف الليلة الماضية لفكّ الحصار تحت طائلة توجيه اتهاماتٍ جنائية لهم.
وقالت شرطة أونتاريو إنّ فريق الاتصال التابع لها حاول التفاوض سلمياً وبكل احترام مع الناشطين خلال الأسابيع الماضية، مضيفةً أنه "مع الأسف استُنفِدت كُلّ السبل لبلوغ حل سلمي من خلال المفاوضات ولا يزال أمر المحكمة ساري المفعول".
وكان الناشطون قد بدأوا تعطيل حركة القطارات في تيينديناغا القريبة من مدينة بلفيل (Belleville) قبل نحو ثلاثة أسابيع، أسوةً بما يقوم به ناشطون آخرون في مناطق عدّة من كندا، دعماً للزعماء الوراثيين من أمّة وتسُويتن (Wet’suwet’en) من السكان الأصليين في شمال غرب مقاطعة بريتيش كولومبيا المعترضين على مدّ أنبوب "كوستال غاز لينك" (Coastal GasLink) لنقل الغاز الطبيعي المُسال في أراضيهم التقليدية.
ويوم الجمعة قال رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو في مؤتمر صحفي إنه يجب احترامُ الأوامر الصادرة عن المحاكم الكندية بإزالة ما يعيق حركة القطارات ودعمُ القانون.
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متحدثاً في مؤتمره الصحفي يوم الجمعة في أوتاوا حول أزمة تعطيل حركة القطارات، ويحيط به عدد من وزرائه (Fred Chartrand / PC)
ولم يمضِ وقتٌ طويل على تحرك شرطة أونتاريو صباح اليوم حتى بادر ناشطون موهاك في مقاطعة كيبيك، جارة أونتاريو الشرقية، بإغلاق جسر هونوريه مرسييه (Honoré Mercier).
وهونوريه مرسييه الذي يحمل اسم رئيس حكومة سابق لمقاطعة كيبيك (1887 – 1891) هو أحد الجسور التي تربط جزيرة مونتريال بالضفة الجنوبية لنهر سان لوران، ويمر بالقرب من محمية كاناواكي للموهاك.
وانتشر عناصر من شرطة المحمية، المكونة من الموهوك أنفسهم والمعروفة بـ"بيسكيبرز" (Peacekeepers أي "أفراد حفظ السلام")، للحفاظ على النظام، لكن لم يضطروا للتدخّل.
وقال أحد مسؤولي المحمية إنّ ناشطي الموهوك قد يغلقون الجسر مجدداً أو يتخذون إجراءات احتجاجية أُخرى، وقد لا يقدمون على أي عمل آخر.
"لا نكشف مطلقاً عن خطتنا لأيّ شخص كان، فلا حكمة في ذلك"، قال المسؤول في محمية كاناواكي كينيث دير اليوم في مؤتمر صحفي، مضيفاً "قد نتخذ إجراءات أُخرى... وربما لا".
صورة من الأرشيف لجسر هونوريه مرسييه الذي يربط جزيرة مونتريال بالضفة الجنوبية لنهر سان لوران ويمر بالقرب من محمية كاناواكي للموهاك (Paul Chiasson / PC)
لكنّ الحاجز الذي يعيق في منطقة كاناواكي حركة القطارات بين مدينة كاندياك على الضفة الجنوبية للسان لوران ووسط مدينة مونتريال لا يزال قائماً.
ويعيق هذا الحاجز أيضاً حركة نقل البضائع التي توفرها شركة "كناديان باسيفيك" (Canadian Pacific) للسكك الحديدية.
وفي أوتاوا قال وزير السلامة العامة في حكومة ترودو الليبرالية بيل بلير إنه يعتمد على شرطة الـ"بيسكيبرز" في المحمية. "لديّ ثقة كاملة بأنهم سيقومون بعملهم"، أكّد بلير.
وكان بلير يردّ على طلب حزب المحافظين، حزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم، بتدخّل الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية)، حتى في محميةٍ للموهاك، لأنّ خط السكك الحديدة يُشكل "بنية تحتية حيوية" كما قال.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
المؤسسات الكندية تناشد الحكومة إعادة حركة القطارات إلى طبيعتها
رؤساء حكومات المقاطعات يحثّون أوتاوا على الإسراع في حلّ أزمة السكك الحديديّة
عرقلة حركة القطارات: ترودو يدعو إلى الحوار
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.