رائدة الأعمال السيدة دانيال هنكل: أكّن إعجابا كبيرا لجميع هؤلاء الذين يبذلون الجهود في سبيل الآخر ولعل الزعيم السياسي الجيد هو ذلك الذي يُبدّي مصلحة شعبه على مصلحته هو ورفاهه..." /حقوق الصورة:Bénédicte Brocard

دانيال هنكل: ردّ الجميل للحياة وما منّت به عليك أول أسرار النجاح

إنها سندباد أيامنا هذه بأسفارها المتعددة إلى أصقاع الدنيا لتحقيق غاية نبيلة وهي "إعطاء أدوات النجاح للآخر" وفي شكل خاص لبنات جنسها من النساء رائدات الأعمال.

سيدة الأعمال الكندية المغربية دانيال هنكل عادت لتوها من قمة الـ WE-FI في دبي وهي قمة مخصصة لرواد الأعمال من النساء وكيفية إيجاد المبادرات المالية لهن.

هذا وتصل دانيال هنكل الأسبوع المقبل إلى المملكة المغربية حيث تزور عدة مدن وتشارك في منتديات ومحاضرات حول التحديات الجديدة للمرأة المغربية في ريادة الأعمال.

في حواري الهاتفي معها تعطي دانيال هنكل المميزات التي يجب توافرها في كل شخص يريد تسلّق قمم النجاح والتميّز في الحياة.

تقول هنكل: من المهم أن يدرك المرء كيفية رد الجميل لما منحته إياه الحياة في كل وقت وكل آن.  لا يجب أن ينسى المرء البيئة التي نشأ وترعرع فيها وعندما تسمح له الحياة بالنجاح بطريقة أو بأخرى، عليه أن يتقاسم هذا النجاح مع أخيه الانسان ويعطي بدوره بعضا مما منحته إياه الحياة.  وتشير ضيفتي إلى أنه قلما يهم تصنيف النجاح لأنه شخصي قبل أي شيء آخر.

تدأب دانيال هنكل على المطالبة بمكانة المرأة في كل تفاصيل المجتمع وتريدها في الصفوف الامامية تقول:

أعتقد أن عالمنا يصير أجمل مع ارتياد المرأة للأعمال والسياسة والفن والفكر والأدب وكل ما هنالك من حقول أثبت فيها المرأة جدارتها وتميّزها.

وعما قالته للمرأة في دبي وستقوله للمرأة في المغرب تجيبني دانيال هنكل:

إنني أذكر النساء بأنه مهما كان خيارهن في الحياة فإنه يلقى على عاتقهن دور مهم يحتم عليهن ضرورة التقدم والمثابرة في الجهود على الرغم من كل العراقيل والصعوبات.  إنني أذكّرهن بأنه بفضل نساء أمثالهن نلنا الحرية في التعبير والوجود. 

هذا وتعرب ضيفتي عن فرحها العارم بوجودها في المغرب في يوم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة الأسبوع المقبل، تقول:

أعود إلى الجذور، فأنا ولدت في المغرب، وكبرت وترعرعت في الجزائر و يساورني شعور خاص لأنني سأكون في المغرب الأسبوع المقبل.

عندما تركت المغرب كنت طفلة يانعة وعندما تركت الجزائر كنت أما شابة، وها أنا أعود اليوم ككندية لم تنس يوما جذورها والأمكنة التي عاشت فيها.  تلك البلدان هي التي أعطتني هذه القوة والصلابة والتصميم والإرادة التي اتمتع بها اليوم.

كل يوم هو عيد للمرأة وعليهن أن يتعاضدن ويتشاركن ويتقاسمن الأفكار والتطلعات والطموحات.

أما عن السر في نجاحها فتقول هنكل بكلماتها:

لقد تعلّقت دوما بقيمي، تلك التي علمتني إياها أمي وهي: الشجاعة، الكمال، احترام الذات، الثقة بالنفس، التناغم والمصالحة مع الذات، ردّ الجميل وغيرها من القيم التي أسست لنجاحي.

تحملّت دوما مسؤولية أفعالي وكلامي ولا تظنن أن مسيرة الألف ميل سهلة وبسيطة تحدث في ظرف 24 ساعة، بل هي صعبة وشاقة تقتضي المواظبة على العمل الواعي الهادف، لقد اقتضى بناء علامتي التجارية وشخصيتي والمكتسبات المتعددة أكثر من ربع قرن في زمن كان أصعب بكثير من اليوم.  عندكن اليوم أدوات لم تكن متاحة قبل 20 أو 15 أو حتى 10 سنوات وهذه الأدوات هي مواقع التواصل الاجتماعي.

غلاف الكتاب الأخير لدانيال هنكل عن دار النشر الفرنسية: "بلون" وعنوان الكتاب: هذه الاختلافات التي تقرّب فيما بيننا

أما عن كيفية أن تصبح المرأة مؤثرة في مجتمعها على غرار دانيال هنكل التي اختيرت في قائمة أكثر 100 نساء أثرن في المجتمع الكندي فتجيب ضيفتي:

إذا علمنا كيف نرّد الجميل وكيف نصغي، فأنا قضيت حياتي في مشاركة الآخر بكل شيء أملكة أكان المال أو الخبرة، من دون أن انتظر المقابل لأن أمي هكذا ربّتني.

قد لا يمكننا إعطاء كل شيء دفعة واحدة ولكن من المؤكد أن باستطاعتنا أن نعطي قليلا كل يوم لإنسان ما في مكان ما.

إذا استطعت أن تمّد يدك كل يوم لشخص واحد فقط فاعلم أن هذا الأخير سيقوم بدوره بمد اليد لآخر لتتحقق سلسلة بشرية قوية متراصة.

قد تعطي ضحكة أو نقاشا أو حفنة من المال، تفتح نافذة أو بابا، تقدّم فرصة عمل...علينا أن نحاول كل يوم بمد اليد لأحدهم.  وثقوا أنه لا يمكن للانسان أن يعيش ولا أن يتطور بمفرده من دون الآخر.

في النهاية تفصح دانيال هنكل عن سر شبابها الدائم وحيويتها وهي في منتصف العقد السادس من العمر تقول:

هناك كلمة واحدة تعرّف بي وهي الحب المجرد الغير مشروط وتجديني مبتسمة دوما للحياة ومتفائلة.

كل يوم جديد تهبني إياه الحياة هو هدية علي أن أردها بدوري لشخص آخر يستحقها، سأبقى محتفظة بالأمل والابتسامة والطاقة لأنني أعلم جيدا أن عليّ ما انجزه إلى أن يأخذ الله أمانته، فادعوا لي بالصحة فقط الصحة خلصت إلى القول رائدة الأعمال الكندية المغربية دانيال هنكل.

تجدر الإشارة إلى أن هنكل تشارك في منتصف شهر نيسان/أبريل المقبل في معرض الكتاب في مدينة كيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك حيث توقع لقرائها كتابها الأخير بعنوان: هذه الفروقات التي تجمعنا.

تاليا تستمعون إلى كامل الحوار مع دانيال هنكل الذي أجريته معها اليوم عشية مغادرتها إلى المملكة المغربية. 

(المصدر:  Labonte Communications)

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.