تزّين ورقة أشجار القيقب علم الاتحادية الكندية وتعرف شعوب العالم قاطبة جودة وتميّز مذاق شراب القيقب الكندي الفاخر. إلا أنه اليوم موضع جدال ومنافسة بين المقاطعات الكندية التي ترغب في أن يكون لها حصّة الأسد في شهرة هذا الشراب اللذيذ.
مطلع شهر آذار/مارس يعلن بداية موسم "بيوت السكر" في كندا المعروف باسم "Cabane A Sucre" والذي يستمر لغاية عيد الفصح عند الطوائف المسيحية في شهر نيسان/أبريل. وقد يوازي الاحتفال ببيوت السكر في كندا موسم شم النسيم في مصر الذي بدأ على أيام الفراعنة. فمظاهر الاحتفال هي ذاتها في مصر وكندا لجهة جمع شمل العائلة حول موائد الطعام والمأكولات الموسمية بكل البهجة والفرح والحبور.
وإذا كانت مقاطعة كيبيك تحتل المركز الطليعي في استخراج وانتاج القيقب فإن الجدال مفتوح على مصراعيه في تحديد المقاطعة الكندية التي تأتي في المرتبة الثانية. بالنسبة إلى كيبيك كبرى المقاطعات الكندية الواقعة في الوسط، فإنه لا يختلف اثنان على أن خريفها يتميّز دونا عن غيرها من المقاطعات بالألوان البهيجة المتشكلة بألف لون ولون التي تحملها أوراق أشجار القيقب الكثيفة الغضّة والممتدة إلى كل أطرافها. وهذه الكمية الشاسعة من الأشجار تسمح بأن تحتكر كيبيك سوق شراب القيقب المميز الفريد ويبلغ إنتاجها منه أكثر من 91% من إجمالي الإنتاج الكندي الوطني.
أما الشجار اليوم فهو قائم بين مقاطعة أونتاريو ومقاطعة نيوبرنزويك وكل منهما تدّعي بأنها تحتل المرتبة الثانية في انتاج شراب القيقب.
وقد استهجن منتجو شراب القيقب في نيو برنزويك مؤخرا دعاية نشرها نظراؤهم في مقاطعة أونتاريو تروّج على أن مقاطعتهم تحتل المرتبة الثانية في صناعة القيقب في كندا.

"بيت السكر أو القيقب" النموذجي في مقاطعة كيبيك ويشكو منتجو شراب القيقب في البلاد من التغييرات المناخية التي تؤثر سلبا على صناعتهم/ حقوق الصورة:Claude Brunet
تقول الدعاية: هل تعلم بأن أونتاريو تحتل المرتبة الثانية في إنتاج شراب القيقب في البلاد؟
ويرد المنتجون في نيوبرنزويك بالارقام التي تظهر بأن مقاطعتهم تجاوزت في نتاجها في السنوات الثمانية الأخيرة كميات الإنتاج في أونتاريو عدا سنة واحدة. وسجلت المقاطعة الأطلسية العام الماضي رقما قياسيا في إنتاج شراب القيقب وصل إلى 2،7 مليون لتر بزيادة بلغت 19% عن جارتها أونتاريو.
إلا أن المقاطعة الأطلسية تخلفت عاما واحدا سنة 2018 بسبب الأحوال الجوية غير المواتية لازدهار أشجار القيقب فيها لتسبقها أونتاريو وتعلل اليوم بأنها ثاني أكبر منتج لشراب القيقب في البلاد.
وفي عودة إلى أرقام قديمة تعود إلى العام 1924، تظهر مؤسسة الإحصاء الكندية بأن أونتاريو كانت تفوقت على نيو برنزويك بإنتاج شراب القيقب طيلة 82 عاما متتاليا حتى العام 2006 حيث بدأت المقاطعة الأطلسية تعرف نموا مضطردا بإنتاج شراب القيقب.
في كل الأحوال، المرتبة الثانية أو الثالثة وما يليهما لا يهّم كثيرا لأن الفارق في نسبة الإنتاج بين هذه المراتب ضئيل جدا. أما الفرق بين المركز الأول والمركز الثاني فهو شاسع جدا، ففي حين بلغ انتاج كيبيك من شراب القيقب العام الماضي 91،1%، بلغ إنتاج نيو برونزويك 4،5% وأونتاريو 3،8% ونوفا سكوشا 1%.
(الصحافة الكندية، راديو كندا الدولي، هيئة الإذاعة الكندية)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.