نقص في عدد منازل إيواء النساء والأطفال ضحايا العنف المنزلي أدّى إلى رفض استقبال الكثيرين منهم/Istock

نقص في عدد منازل إيواء النساء والأطفال ضحايا العنف المنزلي أدّى إلى رفض استقبال الكثيرين منهم/Istock

العنف المنزلي: نقص في عدد الملاجئ الخاصّة بالنساء والأطفال ضحايا العنف

يواجه ضحايا العنف المنزلي في كندا صعوبة في اللجوء إلى منازل خاصّة لإيواء النساء والأطفال حسب تحقيق أجراه  القسم الانكليزي في سي بي سي  هيئة الإذاعة الكنديّة.

ففي منطقة العاصمة أوتاوا، أصبحت ملاجئ النساء ضحايا العنف مكتظّة، واضطرّ البعض منها أحيانا لرفض الطلبات التي يتلقّاها.

ويروي  تحقيق  سي بي سي قصّة "حميدة"  (26 عاما) المقيمة في مونتريال والتي كانت تتعرّض للعنف من قبل زوجها الذي كان يضربها على مسمع من طفلهما إبن الأربع سنوات.

وطفح الكيل في يوم من الاأيّام و تركت المرأة الشابّة منزلها واتّصلت برقم الطوارئ  لطلب المساعدة.

واتّصلت الشرطة بخمسة ملاجئ للنساء ضحايا العنف دون أن تفلح في إيجاد مركز قادر على استقبال حميدة ، وهو  إسم مستعار حرصا من سي بي سي على سلامة المرأة الشابّة.

ويروي تقرير  سي بي سي أيضا قصّة  ميشيل،  (إسم مستعار) وهي شابّة من وادي فرايزر في  بريتيش كولومبيا تعرّضت للعنف الجسدي والنفسي طوال عدّة أشهر على يد  زوجها ، قبل أن تتنتقل إلى ملجأ  مؤقّت خاص بالنساء ضحايا العنف.

ولم تكن قادرة على المكوث فيه أكثر من شهر، واضطرّت للعودة إلى منزلها الزوجي لأنّها لم تكن قادرة على تحمّل كلفة استئجار مسكن.

واستمرّ العنف من قبل زوجها على حاله، واستمرّت في البحث عن ملجأ تأوي إليه لأنّها أصبحت تخشى على حياتها كما قالت لسي بي سي، إلى أن وجدت مركزا يستقبلها بصورة مؤقّتة.

ولم تتردّد في الانتقال إليه وكلّها أمل في أن تجد مكانا تقيم فيه بصورة مؤقّتة.

وثمّة حالت كثيرة مشابهة، و يتعذّر أن تجد المرأة ضحيّة العنف مركزا تلجأ إليه بسبب النقص في عدد الأماكن المتوفّرة في كلّ مركز.

ففي تشرين الثاني نوفمبر 2019، رفضت مراكز الإيواء طلب نحو من 620 سيّدة في اليوم، أي ما يقرب من 19 ألف طلب في الشهر بسبب النقص في الأماكن لديها.

ليز مارتان مديرة ملاجئ النساء في كندا تؤكّد على الحاجة لخطّة وطنيّة لتنسيق توفير الملاجئ للنساء والأطفال ضحايا العنف/ Mathieu Theriault/CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة

ليز مارتان مديرة ملاجئ النساء في كندا تؤكّد على الحاجة لخطّة وطنيّة لتنسيق توفير الملاجئ للنساء والأطفال ضحايا العنف/ Mathieu Theriault/CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة

وقد تكون الأرقام أعلى من ذلك  حسب عاملات في الملاجئ  أشرن لسي بي سي أنّ الكثير من النساء ضحايا العنف الزوجي يتردّدن في مغادرة المنزل في شهر تشرين الثاني نوفمبر مع اقتراب موسم الأعياد.

وثمّة مجموعة من العوامل تفسّر ارتفاع الطلب على منازل إيواء النساء والأطفال ضحايا العنف المنزلي حسب سيلين لوفيفير المديرة العامّة لملجأ "ليبير إيل" Maison Libère-Elles في شيلسي في غرب كيبيك.

ومن بين العوامل، النموّ الديمغرافي والوقاية المتنامية و حركة "أنا أيضا" التي ساهمت في توعية النساء ودفعت بالكثير منهنّ للإفصاح عن معاناتهنّ، فضلا عن ارتفاع  كلفة إيجار المنزل كما تقول لوفيفر.

ويرتفع عدد الطلبات المرفوضة من قبل الملاجئ يوميّا، ويعود السبب في 80 بالمئة من الحالات إلى عدم توفّر ما يكفي من الأماكن لديها.

وارتفع العدد بنسبة 69 بالمئة من 539 في العام 2014 إلى 911 طلبا مرفوضا  يوميّا عام 2018 في مختلف أنحاء كندا حسب وكالة الإحصاء الكنديّة.

"الاتّصال بملجأ لطلب المساعدة قرار مهم، والاضطرار لرفض سيّدة أو طفل في خطر تكون عواقبه وخيمة": ليز مارتان ملاجئ النساء في كندا.

و نظرا لارتفاع كلفة إيجار المسكن،تضطرّ المرأة أحيانا للبقاء في المنزل رغم تعرّضها للعنف الزوجي كما تقول ليز مارتان.

سيمون لابيير أستاذ العمل الاجتماعي في جامعة أوتاوا يتابع منذ سنوات وضع ملاجئ النساء في منطقة العاصمة.

ويقول إنّ الملاجئ التي تفتقر إلى ما يكفي من الأماكن تبذل قصارى جهدها لتوجيه الطلبات التي تأتيها نحو ملاجئ أخرى.

ويضيف أن النقص في عدد الأماكن عرّض سلامة بعض النساء والأطفال للخطر، وعرّض حياتهم للخطر أحيانا كما يقول.

وتتخوّف المساعدات الاجتماعيّات من أن تكون حياة بعض النساء ضحايا العنف معرّضة للخطر بسبب هذا الوضع.

مريم منصف وزيرة قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين تتحدّث في مجلس العموم في 28-01-2020/Adrian Wyld/CP

مريم منصف وزيرة قضايا المرأة والمساواة بين الجنسين تتحدّث في مجلس العموم في 28-01-2020/Adrian Wyld/CP

وتعرّضت 200 امرأة لمحاولة قتل من قبل شريكهنّ أو شريكهنّ السابق العام الماضي، والوضع بالغ الحساسية كما قالت العاملات الاجتماعيّات.

وترى ليز مارتان مديرة ملاجئ النساء في كندا أنّه من الضروري وضع خطّة منسّقة على صعيد كندي شامل للتأكّد من أنّ للنساء والأطفال ضحايا العنف المنزلي مكانا يلجأون إليه.

ولدى الحكومة الفدراليّة الأموال لبناء  المزيد من الملاجئ من خلال استراتيجيّة الإسكان ، لكنّ إدارة الملاجئ وفرق العمل فيها تقع تحت صلاحيّة حكومات المقاطعات كما أوضحت ليز مارتان.

وتموّل المقاطعات فضلا عن ذلك برامج للناجين من سوء المعاملة من بينها برامج دعم الإسكان وبرامج الخدمات الاستشاريّة.

وأكّدت مريم منصف وزيرة شؤون المرأة والمساواة بين الجنسين في حديث لسي بي سي أنّ الحكومة الكنديّة باشرت فعلا في العمل على خطّة التنسيق الوطنيّة ولكنّ الوزيرة رفضت تحديد أيّة مهلة زمنيّة.

واستمعت الوزيرة منصف كما قالت إلى  مجموعات مدافعة عن المرأة تدعو لتقديم المساعدة بصورة خاصّة للنساء والأطفال الذين يتركون المنزل هربا من العنف.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.