تفيد البيانات الصحية أنّ معدّل عدد الكنديين الذين يُصابون يومياً بنوبات قلبية حادة هو 173 (حقوق الصورة لـiStockphoto)

المصاب بأعراض قلبية ويتجنب المستشفى خوفاً من “كوفيد-19” يُعرّض نفسه لمخاطر جمّة

اليوم هو اثنين الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، وهو يوم عطلة رسمية في كندا. لكنّ هذه السنة، وبسبب التعليمات الراهنة بضرورة البقاء في المنزل والعمل منه لمن يستطيع ذلك في ظلّ جائحة "كوفيد - 19"، لا تختلف اليوم شوارع كندا وساحاتها كثيراً عن وضعها في أيام الأسبوع الأُخرى. وأمس الذي صادف يوم عيد الفصح، أقدس الأعياد المسيحية، ظلت الكنائس مقفلة، كما هي حال مختلف دور العبادة منذ نحو شهر.

لكن هناك حالات لا بدّ فيها من الخروج من المنزل، لا سيما عندما يتعلّق الأمر بصحة الإنسان.

إلّا أنّ كنديين مصابين بأعراض نوبة قلبية وأعراضٍ قلبية وعائية يُحجمون بأعدادٍ متزايدة عن التوجه إلى المستشفى لاستشارة الطبيب مخافة احتمال التعرّض للإصابة بفيروس كورونا المستجدّ المسبّب لوباء "كوفيد - 19"، كما يفيد تقرير لراديو كندا.

فقد تراجع عدد الاستشارات الطبية للنوبات القلبية الحادة بنسبة تتراوح بين 40% و60% في مقاطعة كيبيك حسب بيانات جمعية أطباء القلب في المقاطعة (ACQ). وعلى صعيد كلّ كندا تراجع عدد هذه الاستشارات بنسبة 40%.

وتراوحت نسبة التراجع في عدد الزيارات الطبية في حالات الإصابة بالحوادث القلبية الوعائية الخفيفة أو في حالات الإصابة بالنوبة الإقفارية العابرة (TIA - AIT) بين 70% و80% حسب جمعية أطباء الأعصاب في مقاطعة كيبيك (ANQ).

مُمرضات في أحد مستشفيات مقاطعة كيبيك (حقوق الصورة لـRadio-Canada)

وهذا ما دفع الأطباء إلى دقّ ناقوس الخطر، لأنّ من يؤثر البقاء في المنزل بالرغم من الأعراض المذكورة مخافة أن يُصاب بفيروس كورونا المستحجدّ في المستشفى يعرّض نفسه لعواقب قد تكون وخيمة.

“إنها قنابل موقوتة"، يقول طبيب أمراض القلب الدكتور رضا سالم من المركز الاستشفائي التابع لجامعة مونتريال (CHUM)، مضيفاً "سوف نرى موجة من الأشخاص المعانين من قصور في القلب".

ويشير الدكتور سالم إلى أنه في الأسابيع الأخيرة أصبح يكاد لا يستقبل أيّ مريض أُصيب بنوبة قلبية، فيما لا يزال "الناس يُصابون بهذه النوبات". وهو يعزو هذا الانكفاء عن زيارة الطبيب إلى خوف الناس من أن يُصابوا بفيروس كورونا المستجدّ خلال تواجدهم في المستشفيات والعيادات الطبية.

وتفيد البيانات الصحية أنّ معدّل عدد الكنديين الذين يُصابون يومياً بنوبات قلبية حادة هو 173.

مدخل قسم الطوارئ في مستشفى "بيار بوشيه" في مدينة لونغُوي إلى الجنوب من جزيرة مونتريال في منطقة مونتي ريجي (Martin Thibault / Radio-Canada)

ومن جهته ينبّه رئيسُ جمعية أطباء القلب في مقاطعة كيبيك الدكتور أرسين بَسْمادجيان إلى أهمية عامل السرعة في معالجة المصاب بأعراض قلبية، مشيراً إلى أنّ المُحجمين عن زيارة الطبيب في هذه الحالات "يعرّضون أنفسهم لخطر كبير".

"كلّما أبكر المصاب في استشارة الطبيب كلّما تمكنّا من تقليص الأضرار"، يؤكّد الدكتور بَسْمادجيان الذي يزاول أيضاً مهنته في معهد أمراض القلب في مونتريال (ICM - MHI).

المشكلة في حالات احتشاء عضلة القلب هي أنّه، إذا ما نجا المصاب من الوفاة المفاجئة، قلّما يكون الألم من النوع الذي لا يُطاق ويتلاشى بعد بضع ساعات.

"وعندما تموت العضلة بشكل كامل يزول الألم عن المصاب، فيشعر هذا الأخير بالسرور"، يشرح الدكتور سالم، "لكنّه سيصبح شخصاً يعاني قصوراً في القلب و صعوبات تنفسية متواصلة ووجود ماء في الرئتيْن وسواها (من المشاكل)".

وهذا الإحجام عن زيارة الطبيب أو الذهاب إلى قسم الطوارئ في المستشفى عندما تدعو الضرورة لذلك هو أحد تأثيرات فيروس كورونا المستجدّ على عادات الناس وتصرفاتهم وأنشطتهم الاجتماعية، في كندا وحول العالم.

عمّالٌ في قطاع البناء في مقاطعة كيبيك (أرشيف) / Radio-Canada

وفي سياق متصل أضافت اليوم سلطات مقاطعة كيبيك بعض المهن إلى قائمة المهن الأساسية التي سَمحت لأصحابها بمزاولتها بالرغم من استفحال الجائحة.

وفي هذا الإطار سيتمكّن عمّال البناء في كيبيك من استئناف أعمال البناء والترميم المنزلي ابتداءً من الاثنين المقبل من أجل ضمان تسليم الوحدات السكنية التي كان مقرراً تسليمها للشارين بحلول 31 تموز (يوليو) المقبل.

وتشير آخر البيانات المتوفرة عند إعداد هذا الخبر إلى بلوغ عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجدّ 25578 حالة في كندا، من ضمنها 5312 حالة شفاء من وباء "كوفيد - 19" و823 حالة وفاة به.

وتظل مقاطعة كيبيك الأولى من حيث عدد الإصابات (13557 حالة) والوفيات (360 حالة)، تليها أونتاريو بـ7470 حالة إصابة و336 حالة وفاة.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

"كوفيد - 19": 10% من النساء و6% من الرجال يخشون العنف الأُسري خلال الحجر المنزلي

"كوفيد - 19": كندا سوف تنتج 30 ألف جهاز تنفّس إصطناعي

كندا تواصل تنسيق جهود مكافحة "كوفيد – 19" مع سائر أفراد الأسرة الدولية

"كوفيد - 19": لا يزال المشي في الخارج ممكناً لكن على مسافة متريْن من الآخرين

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.