مواطنون نيجيريون قادمون من الولايات المتحدة يعبرون الحدود الكندية بصورة غير نظامية عند طريق روكسام في مقاطعة كيبيك بهدف طلب اللجوء لدى السلطات الكندية (أرشيف) (René Saint-Louis / Radio-Canada)

كوفيد – 19: دعوات لإضافة العمّال الأجانب بدون أوراق إلى برامج الإعانات المالية

لا تزال شريحة من القوة العاملة في كندا مُغيّبة في الوقت الذي توسّع فيه الحكومة الفدرالية نطاق الحصول على المساعدة الكندية لحالات الطوارئ (PCU - CERB) في إطار الخطة التي وضعتها لمواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة "كوفيد - 19"، كما يفيد تقرير لوكالة الصحافة الكندية.

ويقول التقرير إنّ "شبكة حقوق المهاجرين" (MRN) طلبت أمس من حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا تزويد العمال الأجانب غير الحاصلين على أوراق ثبوتية في كندا بأرقام تعريف ضريبية، ما يمنحهم حق الحصول على المساعدة الكندية لحالات الطوارئ إذا ما تأثرت مداخيلهم سلبياً بسبب الأزمة الراهنة.

كما طلبت الشبكة من الحكومة إعادة سريان أرقام الضمان الاجتماعي المنتهية الصلاحية والعائدة أيضاً لعمّال أجانب، كي يستطيعوا، هم أيضاً، الحصول على هذه المساعدة.

وهذه المساعدة مالية تبلغ قيمتها 500 دولار في الأسبوع وتُدفع لمستحقيها لفترة 4 أسابيع دفعة واحدة، أي 2000 دولار عن كلّ فترة 4 أسابيع، ولغاية 16 أسبوعاً كحدٍ أقصى، وهي خاضعة لضريبة الدخل.

طالبو لجوء يأخذون قسطاً من الراحة في 10 آب (أغسطس) 2017 في واحدةٍ من الخيم التي نصبها لهم الجيش الكندي عند مركز لاكول الحدودي في مقاطعة كيبيك بعد قدومهم براً من الولايات المتحدة / Graham Hughes / CP

ويقول المدير التنفيذي لـ"تحالف العمال المهاجرين للتغيير" (MWAC) سيّد حسين إنّ شيك عمل واحداً بالناقص يُنغّص بشكل كبير باقي الحياة. و"التحالف" عضو في "شبكة حقوق المهاجرين".

"لم أرَ في حياتي أمراً سيئاً لهذه الدرجة. نواجه يأساً مُدقعاً وخيبةً كاملة"، يضيف حسين.

من جهتها لم تردّ وزارة الهجرة واللاجئين والمواطنة في الحكومة الفدرالية يوم أمس على طلب وكالة الصحافة الكندية بالتعليق على هذا الموضوع.

والحصول على الإعانة الحكومية يعني الفرق بين مواصلة العيش في مسكن والاضطرار لمغادرته للعيش في الشارع بسبب عدم القدرة على تسديد إيجاره، يؤكّد عمّال أجانب غير حاصلين على أوراق ثبوتية.

الكولومبية ليليانا تريخو هي من بين هؤلاء العمال، وعملت كمساعِدة تمريض في أحد مستشفيات مونتريال قبل أن تفقد وضعها القانوني كمهاجرة، وباتت تواجه صعوبات في تغطية نفقات المعيشة لها ولابنتها.

"فقدتُ عملي بسبب جائحة ’’كوفيد - 19‘‘"، قالت تريخو مستعينة بمترجم، "من سيُغطي الآن إيجار مسكني وحاجاتي الأساسية؟".

وتقول تريخو إنّ العمال الأجانب غير الحاصلين على أوراق ثبوتية يساهمون بشكل فعّال في الاقتصاد الكندي.

وتضيف تريخو أنها تخشى، في ظل تشديد قيود الصحة العامة بسبب "كوفيد - 19"، أن توقفها الشرطة في الشارع وترسلها إلى مركز اعتقال.

مُمرضات في أحد مستشفيات مقاطعة كيبيك (حقوق الصورة لـRadio-Canada)

"إنه وضع لا يُحتمل"، يقول من جهته سيزر باريديس الذي من المنتظر أن تلد زوجته الحامل أواخر الشهر المقبل.

ويعمل باريديس في قطاع البناء من دون رقم ضمان اجتماعي، ويواجه فواتير استشفائية بآلاف الدولارات دون أن يكون له مصدر دخل موثوق.

"نحن بحاجة إلى دعم مالي أساسي كي نجتاز الجائحة"، يقول باريديس.

ويعمل العمال غير الحاصلين على أوراق ثبوتية في قطاعات عدة في كندا، من أبرزها البناء والتنظيف المنزلي، ويتلقون أجورهم بالمال النقدي في غالب الأحيان.

ويتعرّض هؤلاء العمال في بعض الحالات لأعمال تمييز من قبل سائر العمّال بسبب عدم حيازتهم الأوراق الرسمية التي تخوّلهم العمل، وفق ما تقوله المنظمات التي تدافع عنهم.

وتقول وكالة الخدمات الحدودية الكندية (ASFC - CBSA) إنها، بسبب الجائحة الحالية، لا تقوم بترحيل الأشخاص غير الحائزين على وضع قانوني للبقاء في كندا.

المدير التنفيذي لـ"تحالف العمال المهاجرين للتغيير" سيّد حسين في صورة مأخوذة في آب (أغسطس) 2016 (Colin Perkel / CP)

ومن جهته يقول المدير التنفيذي لـ"تحالف العمال المهاجرين للتغيير" إنّ الحكومة لا تأخذ القلق الذي يساور العمال الأجانب غير الحاصلين على أوراق ثبوتية على محمل الجدّ، بالرغم من الرسائل التي وجهتها لها منظمتُه.

يُشار إلى أنّ الحكومة الفدرالية أعلنت عن تخصيص 50 مليون دولار للمنتجين الزراعيين ومعامل التحويل الغذائي كي يتمكنوا من استقبال العمال الموسميين الأجانب بشكل آمن صحياً في ظل الجائحة الحالية. ومن أبرز الإجراءات المفروضة في هذا الإطار أنه عند وصولهم إلى كندا يقوم هؤلاء العمّال بعزل أنفسهم مدة 14 يوماً يتقاضون خلالها رواتبهم.

ويأسف سيّد حسين لكون العمال الأجانب غير الحاصلين على أوراق ثبوتية الموجودين حالياً في كندا لا يستفيدون من تقديمات حكومية مشابهة.

وبلغ عدد الأجانب غير الحاصلين على أوراق ثبوتية في كندا 500 ألف نسمة حسب دراسة استقصائية أجرتها الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) عام 2007. ويقول سيّد حسين إنّ عددهم الآن، بعد 13 عاماً، أكبرُ بكثير من ذلك.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

"كوفيد – 19": تراجُع الاقتصاد الكندي بـ9% في آذار (مارس)، الأكبر منذ عام 1961

"كوفيد - 19": توسيع نطاق الحصول على المساعدة الكندية لحالات الطوارئ مجدداً

"كوفيد - 19": 5,4 ملايين كندي يتلقون حالياً المساعدة المالية لحالات الطوارئ

كندا تعيد إلى الولايات المتحدة كلّ من يدخل أراضيها براً بشكل غير نظامي

هل أصبحت كندا ملاذاً للاجئين منذ وصول جوستان ترودو إلى الحكم؟

فئة:هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.