عاملٌ في إحدى مزارع مقاطعة كيبيك (حقوق الصورة لراديو كندا)

كوفيد – 19: الكيبيكيّون بدأوا تلبية نداء حكومتهم للتوجّه إلى الحقول الزراعيّة

بدأ الكيبيكيون يُلبّون النداء الذي وجهته لهم حكومة مقاطعتهم للتوجه إلى الحقول من أجل مساعدة المزارعين المحتاجين ليدٍ عاملة، كما يفيد تقرير لراديو كندا.

فبسبب جائحة "كوفيد - 19" والإجراءات الوقائية المتخذة من السلطات الكندية وسلطات حكومات المقاطعات، لن تستقبل كندا هذه السنة العدد الكافي من العمال الموسميين الأجانب لسدّ احتياجات مزارعيها.

ومقاطعة كيبيك لوحدها تبحث عن 8500 شخص لدعم المزارعين في الموسم الحالي. ومن هنا قرار حكومة المقاطعة الأسبوع الفائت بتقديم تحفيز مالي بقيمة 100 دولار أسبوعياً لكلّ من يُيمّم شطر الحقول للعمل في الزراعة، مدة 25 ساعة على الأقل في الأسبوع بين 15 نيسان (أبريل) الجاري و31 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

وهذا المبلغ التحفيزي يتقاضاه من يلبّي النداء علاوةً على أجره الذي يحصل عليه من ربّ العمل. ونداء الحكومة استهدف بشكل خاص الأشخاص الذين فقدوا عملهم بسبب الجائحة أو غير القادرين على العثور على عمل في ظلّ الأزمة الراهنة.

جيروم فيري (الصورة مُقدّمة منه لراديو كندا)

جيروم فيري كان من بين الذين لبّوا النداء، فوصل أمس إلى إحدى مزارع منطقة "كانتون دو ليست" (Cantons-de-l'Est) قادماً من مونتريال، كبرى مدن كيبيك وعاصمتها الاقتصادية.

وفيري البالغ من العمر 29 ربيعاً والذي يعمل في مونتريال مستشاراً في مجال الإعلانات، شمّر عن زنديْه للمباشرة بزراعة الفراولة في المزرعة التي وصلها.

ولم ينتظر فيري نداء حكومة فرانسوا لوغو لاتخاذ قراره. "بدل تقاضي إعانات البطالة وأنا مسترخٍ على الكنبة لا أفعل شيئاً، سأساعد من هم بحاجةٍ لمساعدة"، يؤكّد فيري الذي أقفلت شركة الإعلانات التي يعمل فيها أبوابها مؤقتاً بسبب الجائحة.

ويقول فيري إنه كان صريحاً مع صاحب المزرعة، فقال له إنّه سيُضطر لمغادرته إذا ما أعادت شركة الإعلانات فتح أبوابها واستدعته للعمل.

جيسّيكا فورتان (الصورة مُقدّمة منها لراديو كندا)

الطالبة الجامعية جيسّيكا فورتان لبّت النداء هي الأُخرى، فأعطت اسمها لمركزٍ للتوظيف الزراعي في منطقة "كانتون دو ليست" أيضاً.

وتتخصص فورتان في مجال التعليم في جامعة شيربروك (Université de Sherbrooke)، الواقعة في المدينة التي تحمل الاسم نفسه وهي كبرى مدن "كانتون دو ليست". كما أنّ فورتان تعمل نادلةً في أحد المطاعم لتحصيل عيشها، لكنّ الأزمة الحالية أفقدتها إياه، وهي لا تتوقع العودة إليه قريباً.

"أفضّل القيام بشيء ما خلال هذه الأيام بدل الاكتفاء بتلقي المساعدة الكندية لحالات الطوارئ (PCU - CERB)"، تقول فورتان.

ولا تخشى فورتان العمل الجسدي في الحقول، إذ سبق لها أن اختبرته. "قبل المباشرة بدراستي الجامعية قصدتُ الغرب الكندي حيث عملتُ في كروم العنب"، تقول فورتان.

إيف بيرجورون، هو أيضاً، لبّى النداء للعمل في المزارع. وبيرجورون أكبر سناً من فيري وفورتان، هو عسكري سابق في الخمسينيات من عمره وكان قبل حلول الجائحة يعمل في صناعة الجِعة (البيرة) ويقدّم استشارات في هذا المجال.

"سيكون ذلك أفضل بكثير من ممارسة الرياضة"، يقول بيرجورون ممازحاً عن العمل في الزراعة قبل أن يضيف بجدية أنّ قيمه هي التي تدفعه للعمل في هذا المجال.

كاترين ميليسّا هوغ (الصورة مُقدّمة منها لراديو كندا)

فبيرجورون يرى أنّ العمل في الزراعة يُشكل "رافعة جميلة للنهوض بالاقتصاد"، وهو يدعم "توظيف استثمارات كبيرة" في هذا القطاع.

وحب "الزراعة المحلية" والرغبة بمساعدة المزارعين "المحليين" دفعا كاترين هوغ، العاملة في حقل السينما الأميركية، إلى حقول كيبيك الزراعية.

"يجب أن يُصبح الناس أكثر إدراكاً باستهلاكهم وأن يشتروا منتجات محلية"، ترى هوغ التي تعمل كباحثة ومساعدة مُخرج في المجال السينمائي.

وبانتظار العودة إلى ساحات الإنتاج السينمائي ستعمل هوغ في الزراعة. وهي الأُخرى لا تخشى العمل الجسدي، فهي معتادة على أيام العمل الطويلة خارج المنزل، في إطار عملها السينمائي، ويُطلب منها أحياناً أن تحمل لوازم غير خفيفة الوزن.

ميلاد داغِر (الصورة مُقدّمة منه لراديو كندا)

والبحث عن مُستقَرّ جديد دفع الشاب ميلاد داغِر إلى إعلان استعداده للعمل في الحقول الزراعية. فداغِر، الذي يوحي اسمه بأنه من لبنان، تخرّج مؤخراً في مجال الهندسة من إحدى جامعات كيبيك حيث كان يتابع الدراسة كطالب أجنبي.

"السبيل الوحيد أمامي للعمل هنا هو أن يطلب ربُّ عمل توظيفي كعامل أجنبي"، يقول داغِر. وفي هذه الحال يحصل داغِر على رخصة عمل مؤقتة.

لذا يتمنى داغِر أن تطلبه إحدى المزارع للعمل فيها، فيحصل على التأشيرة التي تتيح له البقاء في كندا، فيصبح وضعه القانوني كوضع العمال الأجانب الموسميين، ريثما يكون قد وُفّق بعمل في مجال اختصاصه. إنه السيناريو المُربح للطرفيْن: للمزرعة المحتاجة ليدٍ عاملة وللخريج الأجنبي في مجال الهندسة.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

"كوفيد – 19": الاتحاد الكندي للزراعة يطالب بصندوق طوارئ لمواجهة الأزمة

"كوفيد - 19": القلق يساورالعمّال الموسميّين الأجانب في كندا

"كوفيد – 19": تراجُع الاقتصاد الكندي بـ9% في آذار (مارس)، الأكبر منذ عام 1961

فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.