الاعلعاب عبر الإنترنت قد تكون في رأي الخبراء وسيلة للتواصل مع الآخرين والالتفاف على التباعد الاجتماعي/Andrew Vaughan/CP

الاعلعاب عبر الإنترنت قد تكون في رأي الخبراء وسيلة للتواصل مع الآخرين والالتفاف على التباعد الاجتماعي/Andrew Vaughan/CP

كوفيد-19: الإغلاق ومضاعفاته على الصحّة النفسيّة في كندا

لم يتوقّع أحد ربّما يوم بدأ الحديث عن فيروس كورونا المستجدّ أن يتحوّل الوباء إلى جائحة تركت تداعياتها على العالم، وفرضت تغييرا في نمط العيش، ولا سيّما التباعد الاجتماعي والإغلاق والعزل المنزلي الذي تسبّب في معاناة نفسيّة لدى الكثيرين.

ولم يشذّ الكنديّون عن القاعدة، ويعاني نصفهم تقريبا من تدهور حالتهم النفسيّة نتيجة الجائحة وفقدان الوظائف والعزل والتباعد الاجتماعي الذي فرضته السلطات الصحيّة في إطار جهودها للتصدّي للفيروس واحتواء انتشاره حسب استطلاع للرأي أجراه معهد أنغوس ريد.

وقال 44 بالمئة من الكنديّين الذين شملهم الاستطلاع إنّهم قلقون بسبب الأوضاع الراهنة، وقال 33 بالمئة إنّهم ممتنّون و 30 بالمئة إنّهم يشعرون بالملل.

و يفيد الاستطلاع أنّ 10 بالمئة يشعرون أنّ صحّتهم النفسيّة أصبحت أسوأ منذ أن فرضت السلطات إجراءات العزل.

وزيرة الصحّة الكنديّة باتي هايدو أكّدت أنّ الحكومة تقدّم الدعم للذين يعانون من مشاكل الصحّة النفسيّة بسبب جائحة فيروس كورونا/Justin Tang/CP

وزيرة الصحّة الكنديّة باتي هايدو أكّدت أنّ الحكومة تقدّم الدعم للذين يعانون من مشاكل الصحّة النفسيّة بسبب جائحة فيروس كورونا/Justin Tang/CP

وقال 20 بالمئة من المستطلعين إنّهم متفائلون بشأن الوضع الذي يعيشونه منذ أسابيع، في حين يشعر 16 بالمئة بالاكتئاب حسب الاستطلاع الذي نشره اليوم الإثنين معهد انغوس ريد.

واختلفت النتائج بين مواطنين يشعرون بالسعادة وآخرين مصابين بالاكتئاب و فئة تشعر أنّ الوضع طبيعيّ  كما اختلفت النتائج بين مقاطعة وأخرى.

ويدور الحديث عن الصحّة النفسيّة بصورة ملحوظة منذ أن بدأ الإغلاق والعزل كما قال شاشي كورل المدير التنفيذي لمعهد أنغوس ريد  في حديث للقسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة سي بي سي.

"عندما يقول نصف الكنديّين إنّ صحّتهم النفسيّة تدهورت في الأسابيع القليلة الماضية، وتقول فئة مهمّة منهم إنّها تدهورت كثيرا، فالأمر ملفت للنظر": شاشي كورل المدير التنفيذي لمعهد أنغوس ريد.

ورغم هذه النتائج، ما زال ثلاثة أرباع الكنديّين يعتقدون أنّه من المبكّر تخفيف الإجراءات المتشدّدة المفروضة على الأعمال والتجمّعات حسب الاستطلاع.

و يحدّد مؤشّر تاثير كوفيد-19 الذي وضعه معهد أنغوس ريد  4 فئات من الكنديّين: أولئك الذين يتعاملون جيّدا ماليّا ونفسيّا مع الأوضاع، و فئة الذين يجاهدون نفسيّا، تمّ فئة الذين يجاهدون ماليّا، وأخيرا الأشخاص الأكثر تضرّرا من بين الفئات التي تعاني ماليّا ونفسيّا، والذين يشعرون بتداعيات جديّة.

و أفاد الاستطلاع أنّ 20 بالمئة من الكنديّين في مختلف أنحاء البلاد هم من بين الفئة الأكثر تضرّرا، و ترتفع النسبة إلى 32 بالمئة  في مقاطعة ألبرتا، لتكون الأعلى من بين المقاطعات الكنديّة ، في حين تتدنّى إلى 20 بالمئة في مقاطعة كيبيك.

ويشار إلى أنّ اقتصاد مقاطعة ألبرتا الغنيّة بثروتها من الرمال النفطيّة تأثّر بحدّة جرّاء تراجع أسعار النفط العالميّة،.

والشعور بعدم الاستقرار المالي يفسّر تأثّر أبناء المقاطعة بصورة خاصّة وتدهور وضعهم النفسي حسب شيشا كورل المدير التنفيذي لمعهد أنغوس ريد.

وفي حين يعرب كلّ اثنين من أصل خمسة كنديّين عن قلقهم من الأوضاع الراهنة، يشعر كلّ واحد من أصل ثلاثة بالامتنان.

ويرى معدّو الاستطلاع في ذلك مؤشّرا على الثناء الذي عبّر عنه الكنديّون لمسؤولي الصحّة العامّة والعاملين في الخطوط الأماميّة.

واختلفت النتائج بين الرجال والنساء، وأعرب 44 بالمئة من المنتمين للفئة العمريّة بين 18 و34 عاما عن شعورهم بأنّ الوقت طويل، و أعرب 42 بالمئة ممّن تجاوزوا الخامسة والثلاثين عن قلقهم حيال الأوضاع التي تسبّبت بها جائحة فيروس كورونا المستجدّ، وارتفعت النسبة إلى 50 بالمئة بين النساء.

و يحلّ الوضع الاقتصادي في الأولويّة بالنسبة لـ6 بالمئة من المستطلعة آراؤهم في حين يولي 39 بالمئة الأهميّة نفسها للصحّة والاقتصاد، ما يعني أنّ 52 بالمئة من الكنديّين يعتبرون الصحّة أهمّ من الاقتصاد.

وأجرى معهد أنغوس ريد الاستطلاع بين 15 و17 نيسان أبريل الجاري، وشمل عيّنة عشوائيّة من 1912 شخصا وبلغ هامش الخطأ فيه 2،2 بالمئة كلّ 19 من أصل 20 مرّة.

(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

هل يغيّر الكنديّون عاداتهم الغذائيّة؟

كوفيد-19: المجمّع الرياضي يتحوّل مطبخا لتزويد بنوك الغذاء في تورونتو

فئة:صحة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.