المدير البرلماني للميزانية إيف جيرو متحدثاً إلى الصحفيين مطلع العام الماضي (Philippe-Vincent Foisy / Radio-Canada)

العجز في الميزانية قد يفوق 250 مليار دولار هذه السنة، لكنّ ترودو يثق بالكنديين

يقول المدير البرلماني للميزانية إيف جيرو إنّ من المرجّح أن يبلغ العجز في الميزانية الفدرالية 252,1 مليار دولار خلال السنة المالية الحالية، 2020 - 2021، جرّاء جائحة "كوفيد - 19".

ويشير جيرو في تقرير أصدره اليوم إلى أنّ هذا المبلغ تقديري ويأخذ بالاعتبار تكلفة البرامج التي أطلقتها الحكومة لمساعدة الكنديين على مواجهة الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الجائحة والتراجعَ المتوقع في إجمالي الناتج المحلي وبقاءَ أسعار النفط الخام في مستويات أدنى بكثير ممّا جاء في توقعات سابقة.

وكندا هي رابع أكبر مصدّر للنفط في العالم، خلف السعودية وروسيا والعراق التي تحتلّ المراتب الثلاث الأولى على التوالي.

وكان جيرو قد توقّع قبل ثلاثة أسابيع بلوغ العجز في الميزانية 184 مليار دولار، ما اعتُبر في حينه سقفاً تاريخياً.

وبلغ العجز في الميزانية الفدرالية 24,9 مليار دولار السنة المالية الماضية، 2019 - 2020.

واستناداً إلى التوقعات الجديدة سترتفع نسبة العجز إلى إجمالي الناتج المحلي من 1,1% في السنة المالية الماضية إلى 12,7% في السنة المالية الحالية.

مؤسسة خاصة في العاصمة الفدرالية أوتاوا أغلقت أبوابها في ظلّ جائحة "كوفيد - 19" (Francis Ferland / CBC)

ويلفت جيرو إلى أنّ البرامج والإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة لغاية الآن قد لا تكون كافية، "فقد تصبح إجراءات مالية أُخرى ضرورية لدعم الاقتصاد في الأشهر المقبلة" على حد قوله. كما أنّ سلوك المستهلكين والشركات قد يؤثّر أيضاً على المنحى المستقبلي.

ويتوقع جيرو تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 12% هذه السنة ليرتفع معدل الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي إلى 48,4%.

يُذكر أنّه وفق توقعات حكومة جوستان ترودو الليبرالية قُبيْل نهاية عام 2019 كان من المفترض أن يتراجع معدل الدين العام إلى إجمالي الناتج المحلي، بعد تعديله حسب بعض المخاطر، بشكل تدريجي حتى يبلغ 29,1% بحلول السنة المالية 2024 – 2025، أي أدنى مستوى له منذ السنة المالية 2008 – 2009.

لكنّ جيرو يُذكّر بأنه قبل الصدمة الاقتصادية الناجمة عن جائحة "كوفيد - 19" وعن انهيار أسعار النفط كانت بيانات الحكومة الاقتصادية سليمة.

ونظراً للطبيعة المؤقتة للإجراءات المتخذة لمواجهة الأزمة الحالية ولتجارب الماضي، وبما أنّ أسعار الفائدة في سوق الاقتراض هي في أدنى مستوياتها التاريخية، لا يستبعد جيرو أن تلجأ الحكومة لاقتراض المزيد من المال إذا ما اقتضت الحاجة.

رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو متحدثاً اليوم في مؤتمر صحفي في مبنى البرلمان في أوتاوا (Sean Kilpatrick / CP)

ومن جهته لم يُبدِ رئيس الحكومة قلقاً من الأرقام الواردة في تقرير المدير البرلماني للميزانية.

فقد أعرب ترودو اليوم في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان في أوتاوا عن تفاؤله بالمستقبل وثقته بقدرة الكنديين على دفع عجلة الاقتصاد بزخم بعد نهاية الجائحة.

وردّاً على سؤال حول ما إذا كان ينوي زيادة الضرائب أو اعتماد سياسة تقشفية للتعويض عن المبالغ التي ستقدمها حكومته للأفراد والشركات في إطار خطة مواجهة الأزمة، أجاب ترودو "لا نفكّر مطلقاً بهذا الأمر حالياً"، مضيفاً أنّ تركيزه ينصب في الوقت الراهن "على ما يجب القيام به لمساعدة الكنديين على اجتياز الأزمة".

"نحن محظوظون بأن يكون لدينا أحد أفضل معدلات الدين العام إلى إجمالي الناتج الداخلي في مجموعة الدول السبع وبين العديد من اقتصادات العالم التي نقارن أنفسنا بها"، قال ترودو.

(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

إقبالٌ على الإعانة الطارئة للأجور وتنبيهٌ من عدم الاستفادة من برنامجيْن معاً

كندا: خسارة أكثر من مليون وظيفة في آذار (مارس) في ظلّ "كوفيد - 19" ومُعدّل البطالة 7,8%

حكومة ترودو في وضع مالي يتيح زيادة النفقات أو تخفيض الضرائب

فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.