مصنع لانتاج خشب البناء في كندا (أرشيف) / Radio-Canada

كندا دخلت في ركود وهو “تراجع واضح ومتواصل وواسع في النشاط الاقتصادي الكلّي”

يقول معهد "سي دي هاو" (C.D. Howe) الكندي إنّ كندا دخلت مرحلة ركود بسبب الخراب الاقتصادي الذي تسببت به جائحة "كوفيد - 19".

ويفيد تقرير أصدره اليوم "مجلس دورة الأعمال" (Business Cycle Council) التابع للمعهد أنّ الاقتصاد الكندي بلغ ذروته في شباط (فبراير) الفائت قبل اتخاذ السلطات التدابير الهادفة للحدّ من انتشار الجائحة والتي وضعت الاقتصاد في حالة جمود.

ويأتي صدور التقرير في وقت بدأت بعض المقاطعات الكندية إعادة فتح اقتصاداتها بشكل تدريجي أو الإعلان عن إعادة فتحها بهذا الشكل.

ويُحدِّد تعريفٌ شائعُ الاستخدام الركودَ الاقتصادي بأنه فترة حدّها الأدنى فصلان متتاليان من النمو السلبي لإجمالي الناتج المحلي.

لكنّ "مجلس دورة الأعمال" الذي يضمّ مجموعة من خبراء الاقتصاد يحدّد الركود بأنه تراجع واضح ومتواصل وواسع الانتشار في النشاط الاقتصادي الكلّي، ويعتبر أنّه يُقاس بشكل رئيسي استناداً إلى إجمالي الناتج المحلي ووضع سوق العمل.

مؤسسة خاصة في العاصمة الفدرالية أوتاوا أغلقت أبوابها في ظل جائحة "كوفيد - 19" (Francis Ferland / CBC)

"أعضاء المجلس متفقون على أنه إذا ما طُبّقت المنهجية المعتمدة من قبله على البيانات الأولية المتوفرة، تكون كندا قد دخلت حالة ركود (اقتصادي) في الربع الأول من عام 2020"، يفيد بيان صادر عن "مجلس دورة الأعمال".

فبيانات العمل لشهر آذار (مارس) أظهرت خسارة كندا أكثر من مليون وظيفة، فيما تفيد بيانات أولية لوكالة الإحصاء الكندية أنّ إجمالي الناتج المحلي في كندا سجّل تراجعاً بنسبة 9,0% في الشهر المذكور.

ويضيف البيان أنّ أعضاء المجلس اتفقوا على أنّ "حجم الإنكماش يجعل من المستبعَد جداً أن تُلغي أيّةُ تعديلات مستقبلية الاستنتاج بحصول تراجع أساسي في النشاط الاقتصادي في الربع الأول من السنة".

ومعهد "سي دي هاو" مركز أبحاث مرموق في مجال الاقتصاد والسياسات المجتمعية، ويوصف غالباً بأنه ذو ميول محافظة ولكن غير حزبية، ويقع مقره في تورونتو، كبرى مدن كندا وعاصمتها الاقتصادية والمالية.

مقر وكالة الإحصاء الكندية في أوتاوا (Sean Kilpatrick / CP)

وكانت وكالة الإحصاء الكندية قد أفادت أمس بأنّ النمو الاقتصادي توقّف في شباط (فبراير) الفائت قبل الانهيار في الشهر اللاحق، آذار (مارس)، بسبب جائحة "كوفيد - 19".

وقالت الوكالة إنّ إجمالي الناتج المحلي الفعلي لم يتغيّر بشكل أساسي في شباط (فبراير) بسبب إضراب المعلمين في أونتاريو، كبرى مقاطعات كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، وبسبب تعطيل حركة السكك الحديدية في مناطق عديدة من كندا من قبل ناشطين متعاطفين مع الزعماء الوراثيين من أمّة وتسُويتن (Wet’suwet’en) من السكان الأصليين في مقاطعة بريتيش كولومبيا المعترضين على مدّ أنبوب "كوستال غاز لينك" (Coastal GasLink) لنقل الغاز الطبيعي المُسال في أراضيهم التقليدية.

شرطة مقاطعة أونتاريو توقف صباح 24 شباط (فبراير) 2020 ناشطين على أراضي الموهوك من سكان كندا الأصليين في تيينديناغا في جنوب المقاطعة لأنهم لم يمتثلوا لقرار المحكمة بفكّ الحصار عن خط السكك الحديدية (Adrian Wyld / CP)

وبالتالي سجّل قطاع الخدمات التعليمية في كندا تراجعاً بنسبة 1,8% في شباط (فبراير) فيما تراجع قطاع النقل والتخزين بنسبة 1,1% للسبب المذكور أعلاه بشكل رئيسي ولكن أيضاً بسبب انحراف قطار عن مساره في محيط ساسكاتون، كبرى مدن مقاطعة ساسكاتشيوان الزراعية في غرب كندا.

ولو وُضِع هذان القطاعان جانباً لسجّل الاقتصاد الكندي نمواً بنسبة 0,2%.

يُشار إلى أنّ وكالة الإحصاء تُصدر تقديراتها الرسمية لإجمالي الناتج المحلي في شهر آذار (مارس) والربع الأول من عام 2020 في 29 أيار (مايو) الحالي.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

العجز في الميزانية قد يفوق 250 مليار دولار هذه السنة، لكنّ ترودو يثق بالكنديين

"كوفيد - 19": إعادة فتح الاقتصاد بشكلٍ تدريجي وآمن في مقاطعة مانيتوبا

حكومة ساسكاتشيوان تعلن عن خطّة لإعادة فتح الاقتصاد

كندا: خسارة أكثر من مليون وظيفة في آذار (مارس) في ظلّ "كوفيد - 19" ومُعدّل البطالة 7,8%

الاقتصاد الكندي ينمو بـ0,1% في كانون الثاني (يناير)، لكنه رقمٌ بات من "التاريخ القديم"

شرطة أونتاريو تتدخل لإعادة حركة القطارات إلى طبيعتها وتوقف ناشطين من الموهوك

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.