اعتمدت الهيئة التنفيذية في الحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ) قراراً أعلنت بموجبه دومينيك أنغلاد زعيمةً جديدةً لأقدم حزب سياسي في مقاطعة كيبيك والذي يشكلّ المعارضة الرسمية في جمعيتها الوطنية (الجمعية التشريعية) الحالية.
وأقدمت الهيئة التنفيذية على هذه الخطوة بعد إعلان أليكساندر كوسّون، عمدة مدينة دراموندفيل السابق والرئيس السابق لاتحاد بلديات مقاطعة كيبيك، انسحابه صباح اليوم من السباق الانتخابي على زعامة الحزب الذي تأسس عام 1867.
فبانسحاب كوسّون باتت أنغلاد المرشحة الوحيدة لزعامة الحزب، ما اضطرّ هذا الأخير إلى تغيير خططه وإعلانها زعمية له.
أليكساندر كوسّون (أرشيف) (حقوق الصورة لراديو كندا)
وكان الحزب الليبرالي يريد تجنّب عملية تتويج لمرشّح وحيد، مؤثراً تنظيم سباق انتخابي يفسح المجال أمام تبادل للأفكار، ما يستقطب تغطية إعلامية واهتماماً من المواطنين.
ومن جهته قال كوسّون إنّ حملته الانتخابية كانت تسير بشكل جيد، لكنه عزا انسحابه لاعتبارات مادية. فقال في رسالة طويلة نشرها على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي إنّ جائحة "كوفيد - 19" أجبرت الحزب الليبرالي على تأجيل موعد الانتخابات إلى أجل غير معلَن، ما جعله شخصياً في وضع دقيق على الصعيد المالي.
وقال كوسّون إنّ "من غير الواقعي وغير المسؤول" الاعتقاد باحتمال استئناف السباق الانتخابي "في الأسابيع المقبلة، أو حتى قبل عام 2021"، وإنه باستقالته من وظيفته العامة لكي يتمكن من خوض غمار الانتخابات تخلّى عن مصدر دخله، وإنّه "أسوة بالغالبية العظمى من الكيبيكيات والكيبيكيين" مضطر للعمل لكسب العيش، وبالتالي هو غير قادر على انتظار حلول موعد الانتخابات الذي قد يطول كثيراً.
لذا طلب كوسّون من الحزب الليبرالي إلغاء السباق الانتخابي مجادلاً بأنه الخيار الوحيد الممكن في الظروف الراهنة.
مبنى الجمعية الوطنية الكيبيكية في مدينة كيبيك (أرشيف) / Sébastien Vachon / Radio-Canada
وابتداءً من بعد ظهر اليوم أصبحت أنغلاد، التي تمثّل في الجمعية الوطنية دائرةَ "سان هنري - سانت آن" (Saint-Henri - Sainte-Anne) في جزيرة مونتريال لمرةٍ ثانية على التوالي، أوّل امرأة زعيمة للحزب الليبرالي الكيبيكي، وستقوم بدور الزعيمة البرلمانية للحزب في الجمعية الوطنية ابتداءً من بعد ظهر غدٍ الأربعاء خلال فترة الأسئلة.
وستوجّه أنغلاد بالتالي أسئلة إلى رئيس حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك ("كاك" CAQ) الذي كانت هي رئيسته (لا زعيمته) منذ كانون الثاني (يناير) 2012 ولحين مغادرتها الساحة السياسية في أيلول (سبتمبر) 2013، قبل العودة إلى ساحة العمل السياسي مجدداً عام 2015 كمرشحةٍ تحت راية الحزب الليبرالي الكيبيكي هذه المرة في انتخابات فرعية في الدائرة التي لا تزال تمثلها.
وأنغلاد المولودة عام 1974 في مونتريال لوالديْن من هايتي هي أول شخص ينتمي للأقليات الظاهرة يتبوأ قيادة حزب وصل إلى السلطة في مقاطعة كيبيك أو شكّل المعارضة الرسمية فيها.
وأنغلاد متخصصة في الهندسة وإدارة الأعمال في جامعة مونتريال وكانت نائبة رئيس الحكومة الليبرالية السابقة فيليب كويار ووزيرة الاقتصاد والعلوم والابتكار في حكومته.
زعيم الحزب الليبرالي الكيبيكي، رئيس الحكومة الخارجة في مقاطعة كيبيك، فيليب كويار معلناً في 4 تشرين الأول (أكتوبر) 2018، من مبنى الجمعية الوطنية في مدينة كيبيك، انسحابه من الحياة السياسية، وتقف إلى جانبه زوجته سوزان بيلوت (Jacques Boissinot / PC)
واستقال كويار من زعامة الحزب الليبرالي ومن الحياة السياسية في تشرين الأول (أكتوبر) 2018 بعد أيامٍ من الهزيمة التاريخية التي مُني بها حزبه في الانتخابات التشريعية العامة التي أوصل فيها الناخبون حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) بقيادة فرانسوا لوغو للمرة الأولى إلى السلطة وبحكومة أكثرية.
فالليبراليون بقيادة كويار لم يحصلوا سوى على 32 مقعداً، انحصرت تقريباً في مونتريال الكبرى، من أصل 125 مقعداً تتكوّن منها الجمعية الوطنية الكيبيكية، بعد أن كانوا فازوا بـ70 مقعداً في الانتخابات العامة السابقة في نيسان (أبريل) 2014 في ظلّ قيادته الحزب للمرة الأولى. كما أن 24,8% فقط من المقترعين أعطوا الحزب أصواتهم، في أسوأ نتيجة له منذ تأسيسه.
وقاد الحزبَ في المرحلة الانتقالية، التي تلت استقالة كويار وانتهت اليوم بتتويج أنغلاد، النائبُ بيار أركان الذي يمثّل في الجمعية الوطنية دائرةَ "مون رْوَيال - أوترومون" (Mont-Royal - Outremont) الواقعة في جزيرة مونتريال.
(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
زعيم الحزب الليبرالي الكيبيكي فيليب كويار يترك الحياة السياسية
انتخابات كيبيك العامة: قراءة في فوز الـ"كاك" الحاسم وحجم التحديات التي تنتظره في السلطة
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.