استأنفت الجمعيّة الوطنيّة الكيبيكيّة (البرلمان) أعمالها أمس الأربعاء بعد توقّف استمرّ نحوا من شهرين بسبب الإجراءات الوقائيّة التي فرضتها حكومة المقاطعة برئاسة فرانسوا لوغو للوقاية والحدّ من انتشار فيروس كورونا.
ولم تعقد الجمعيّة اجتماعات بحضور الأعضاء منذ انتشار الفيروس، وبدأ النوّاب بالعودة تدريجيّا ، وشارك في جلسة الأمس 36 من أصل 125 نائبا تتشكّل منهم الجمعيّة الوطنيّة. وشارك نوّاب من حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (الكاك) وهو الحزب الحاكم و نوّاب من أحزاب المعارضة الثلاثة.
وشارك هذا العدد المحدود من النوّاب في الجلسة التزاما بقاعدة التباعد والحفاظ على مسافة مترين مع الآخرين، ولم يحتاجوا لوضع كمّامات، علما أنّ وضعها أو عدم وضعها يثير الجدل في كيبيك.
وكانت حكومة كيبيك قد أعلنت منتصف آذار مارس الفائت حالة الطوارئ الصحيّة ، ما عزّز صلاحياتها بموجب قانون الصحّة العامّة وخوّلها استخدامها لحماية صحّة أبناء المقاطعة.
ويتناول رئيس الحكومة فرانسوا لوغو يوميّا في مؤتمر صحفي آخر التطوّرات المتعلّقة بالجائجة ، ويشاركه كلّ من وزيرة الصحّة الكيبيكيّة دانيال ماكّان ورئيس الخدمات الطبيّة د. أوراسيو أرودا.
وشكّل استئناف أعمال الجمعيّة الوطنيّة فرصة لتطرح أحزاب المعارضة موقفها من أداء الحكومة في جلستين قبل الظهر وبعده تميّزتا بالحماس خلال فترة طرح الأسئلة.
وكانت زعيمة الحزب الليبرالي دومينيك أنغلاد الأولى التي تناولت الكلام، وذلك للمرّة الأولى منذ أن أصبحت زعيمة الحزب بعد انسحاب آخر منافسيها من السباق على الزعامة.
وطرحت أنغلاد زعيمة حزب المعارضة الرسميّة في الجمعيّة الوطنيّة الأسئلة حول أداء الحكومة في التعامل مع أزمة كوفيد-19.
وأشارت إلى أنّ كوفيد-19 تسبّب في 3113 حالة وفاة في كيبيك، ووصفت ذلك بأنّه أشبه بمحو قرية صغيرة من الخارطة.
وجاء انعقاد الجلسة البرلمانيّة في وقت بدأت حكومة المقاطعة تخفيف القيود المتشدّدة وإعادة فتح المدارس الابتذائيّة ودور الحضانة وبعض القطاعات في مختلف المناطق باستثناء منطقة مونتريال الكبرى، وفي وقت تسجّل كيبيك أعلى عدد من حالات الإصابة والوفاة بمرض كوفيد-19 من بين المقاطعات الكنديّة.
وتساءلت المعارضة إن كان الوقت مناسبا لتخفيف القيود في وقت نسبة الإصابات والوفيات مرتفعة في كيبيك، وهي الأعلى في كندا.
وفي حين أرجأت الحكومة إعادة فتح الأعمال والمدارس الابتدائيّة في مونتريال حتّى الخامس والعشرين من الشهر الجاري، رأت المعارضة الليبراليّة أنّ استراتيجيّتها غير واضحة.
وقال باسكال بيروبيه الزعيم المؤقّت للحزب الكيبيكي المعارض إنّه في حين تشكّل كيبيك 23 بالمئة من سكّان كندا، نجد فيها 60 بالمئة من إجمالي عدد حالات الوفاة المرتبطة بمرض كوفيد-19 في البلاد.
وأضاف بأنّ خطّة إعادة فتح الاقتصاد هي أكثر من لائحة تواريخ، وهي تسلسل مفصّل ومعايير محدّدة تقود نحو خطوات تدريجيّة، مشيرا إلى أنّ المعايير التي تستند إليها حكومة فرانسوا لوغو لتخفيف القيود الوقائيّة غير واضحة بالنسبة لمونتريال الكبرى وسواها من مناطق كيبيك.
وتعهّد رئيس الحكومة فرانسوا لوغو بإصلاح نظام مراكز الرعاية الطويلة الأمد، مشيرا إلى أنّ ارتفاع عدد حالات الوفاة فيها ترك مضاعفات ضخمة على عدد الوفيات في مقاطعة كيبيك.
"من المؤسف أنّنا نعاني منذ سنوات نقصا في عدد العاملين في مراكز الرعاية الطويلة الأمد ولم نكن بالتالي مستعدّين للتعامل مع الجائحة": رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو.
وردّ لوغو على سؤال للنائب الليبرالي عن دائرة نيليغان منصف دراجي الذي اعتبر أنّ الحكومة لا تتحرّك بسرعة لتخفيف القيود الوقائيّة في منطقة مونتريال الكبرى، واعتبر لوغو أنّ الاقتراح تجاهل متهوّر لمخاوف الصحّة العامّة.
ودعت أحزاب المعارضة الثلاثة، الحزب الليبرالي والحزب الكيبيكي وحزب التضامن حكومة فرانسوا لوغو إلى اعتماد المزيد من الشفافية بشأن المعايير التي تستخدمها وتقرّر على ضوئها ما إذا كان سيتمّ فتح المزيد من المتاجر والمدارس.
وانتقدت المعارضة عدم قدرة الحكومة على تحقيق أهدافها بإجراء 14 ألف اختبار كشف عن الفيروس يوميّا في المقاطعة أكان للأفراد أو في مراكز الرعاية الطويلة الأمد.
وشارك كافّة وزراء الحكومة في جلسة الأمس وشارك كلّ منهم حسب الحقيبة التي يتولّاها، في الردّ على أسئلة المعارضة.
وأكّد رئيس الحكومة فرانسوا لوغو أنّ وزيرة المسنّين والأقرباء المسعفين مارغريت بليه، التي واجهت سيلا من الأسئلة من قبل أحزاب المعارضة، تحظى بكامل ثقته.
وجرى أمس تنكيس الأعلام فوق مقرّ الجمعيّة الوطنيّة في مدينة كيبيك طوال النهار حدادا على الضحايا الذين ماتوا بمرض كوفيد-19 في مقاطعة كيبيك.
( وكالة الصحافة الكنديّة/سي بي سي / راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.