مصنع سيارات "فورد" في أوكفيل في مقاطعة أونتاريو (أرشيف) / Chris Young / CP

كندا: تراجع المبيعات الصناعية بـ9,2% في مارس، الأكبر منذ الأزمة المالية الكبرى

تراجعت القيمة الإجمالية للمبيعات الصناعية الكندية في مارس (آذار) الفائت بنسبة 9,2%، ما يعتبر أكبر تراجع شهري لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، لتبلغ 50,8 مليار دولار، أدنى مستوى لها منذ حزيران (يونيو) 2016، وفق ما أفادت اليوم وكالة الإحصاء الكندية.

وسُجّل هذا التراجع في ظلّ جائحة "كوفيد - 19". ففي النصف الثاني من آذار (مارس) اتخذت السلطات الفدرالية وسلطات المقاطعات تدابير استثنائية للحدّ من انتشار الجائحة، فطلبت من المواطنين لزوم منازلهم، باستثناء الذين يقدّمون خدمات أساسية في ظلّ الجائحة، وشدّدت على ضرورة التقيّد بإجراءات التباعد الاجتماعي. فأقفلت الكثير من المصانع أبوابها، أو عملت بجزءٍ من طاقتها فقط نظراً لتراجع الطلب على السلع.

وفاق هذا التراجع توقعات خبراء الاقتصاد بكثير، إذ كان الخبراء الذين استطلعت آراءَهم شركةُ "ريفينيتيف" (Refinitiv) للخدمات المالية قد توقعوا تراجعاً معدله 5,7%.

منشآت لاستخراج النفط من الرمال الزفتية قرب فورت ماك موراي في شمال مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jeff McIntosh / CP

وتراجعت المبيعات في 17 من القطاعات الصناعية الـ21 التي ترصدها وكالة الإحصاء لإعداد بياناتها. وسُجّل التراجع الأكبر، ونسبته 26,5%، في صناعة معدات النقل، إذ قلّصت منشآت تجميع السيارات في كندا الإنتاج، وكذلك فعلت شركات عديدة تنتج قطع غيار للسيارات في أميركا الشمالية.

وضمن هذا القطاع تراجعت ميبعات السيارات بنسبة 33,8% ومبيعات قطع الغيار بـ31,6%.

وتراجعت المبيعات في قطاع النفط والفحم بنسبة 32,2%.

وفي المقابل ارتفعت مبيعات المنتجات الغذائية بنسبة 8,2% ومبيعات المصنوعات الورقية بـ8,4%. وهذا عائد إلى تهافت الكنديين في آذار (مارس) على شراء الأغذية وورق الحمّام بهدف تخزينها خشيةً من انقطاعها بسبب الجائحة.

وإذا ما استُثنيت مبيعات السيارات وقطعها ولوازمها لتراجعت القيمة الإجمالية للمبيعات الصناعية بنسبة5,5% بدلاً من 9,2%.

ومن حيث الحجم تراجعت المبيعات الصناعية بنسبة 8,3% في آذار (مارس).

أحد الزبائن يكدّس ورق الحمّام في عربة تسوّق في أحد المتاجر الكبرى في فانكوفر، كبرى مدن مقاطعة بريتيش كولومبيا، بعد انتشار جائحة "كوفيد 19" (Ben Nelms / CBC)

ولفت خبراء الاقتصاد إلى أنّ البيانات المقبلة لوكالة الإحصاء ستظهر استمرار تراجع المبيعات الصناعية في نيسان (أبريل) بسبب تعطيل الجائحة الاقتصاد.

ويتوقّع كبير خبراء الاقتصاد لدى مصرف "رويال بنك أوف كندا" (RBC) نايثان جانزن أن تكون مبيعات نيسان (أبريل) أسوأ بكثير من مبيعات آذار (مارس)، فإجراءات التباعد الاجتماعي كانت سارية طوال الشهر الفائت.

لكنّ جانزن توقّع "بعض التحسّن في أيار (مايو) مع تخفيف قيود التباعد الاجتماعي في بعض الأماكن" مع إشارته إلى أنّ التراجع المسجّل في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) سيظلّ غير مسبوق منذ توفّر البيانات الاقتصادية الحديثة المقاسة.

و"رويال بنك أوف كندا" هو أكبر المصارف الكندية من حيث الأصول والقيمة السوقية.

وقال الخبير الاقتصادي عمر عبد الرحمن من "بنك تورونتو دومينيون (تي دي بنك)" (TD Bank)، أحد أكبر المصارف الكندية أيضاً، إنّ تخفيف القيود سيتيح ارتفاعاً متواضعاً في أيار (مايو)، لكنه رأى أنّ "طريق التعافي (في المبيعات الصناعية) لا تزال ضبابية"، مشيراً إلى أنّ صناعات قليلة، كالأغذية والكيميائيات، ستسجّل أداءً متفوقاً أو نهوضاً سريعاً.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا: خسارة مليونيْ وظيفة في نيسان (أبريل) ومُعدّلُ البطالة 13% وكيبيك الأكثر تضرراً

قطاع المطاعم قلِق ويطالب الحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات بمزيدٍ من الدعم

كندا: خسارة أكثر من مليون وظيفة في آذار (مارس) في ظلّ "كوفيد - 19" ومُعدّل البطالة 7,8%

أثر "كوفيد - 19" على العالم أعمق من أثر هجمات 11 سبتمبر حسب رئيس مصرف كندي

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.