تبثّ إذاعة كورونا الدولية على موقع فيسبوك كلّ ثلاثاء وجمعة خلال ساعتين من الزمن وهي إشارة إلى مسيرتَيْ الحراك يومي ‏الثلاثاء والجمعة في الجزائر والمُعلّقتين بسبب أزمة فيروس كورونا - ‏Photo : Radio Corona Internationale

تبثّ إذاعة كورونا الدولية على موقع فيسبوك كلّ ثلاثاء وجمعة خلال ساعتين من الزمن وهي إشارة إلى مسيرتَيْ الحراك يومي ‏الثلاثاء والجمعة في الجزائر والمُعلّقتين بسبب أزمة فيروس كورونا - ‏Photo : Radio Corona Internationale

إذاعة كورونا الدولية، شُعلة الحراك الشعبي الجزائري في زمن الحجر

فرضت جائحة كوفيد 19 على الحراك الشعبي الذي تعرفه الجزائر منذ 22 فبراير شباط 2019، وقف مظاهراته الأسبوعية يوم الثلاثاء والجمعة عبر شوارع مدن وقرى البلاد.

لكنّ "من يظن أن الحراك يقتصر فقط على مظاهرتَيْ الثلاثاء والجمعة، قد يعتقد أنّ الحراك مات "، كما يقول الإعلامي الجزائري عبد الله بن عدّودة الذي أطلق في شهر مارس آذار الماضي إذاعة كورونا الدولية على موقع فيسبوك كامتداد للحراك في بلده الأصلي الذي غادره إلى الولايات المتحدة الامريكية.

وكان ذلك بعد توقيف برنامجه "System DZ"على إحدى القنوات الخاصة خلال حملة الانتخابات الرئاسية الجزائرية في عام 2014 بعد بثّه لمعلومات على حملة الرئيس-المترشّح لولاية رابعة، عبد العزيز بوتفليقة. ومن المعروف أنّ ترشّح هذا الأخير لولاية خامسة أشعل فتيل الاحتجاجات التي أدّت إلى استقالته.

وليس من باب الصدفة أن تكون أيّام بث إذاعة كورونا أو "إذاعة نهاية العالم" كما يحلو لمؤسسيها تسميتها، هي الثلاثاء والجمعة كإعادة بعث للمظاهرات المتوقفة في الجزائر وحفاظًا على شعلتها إلى أن يُرفَع الحجر الصحّي.

ويقول عبد الله بن عدّودة إنّ فكرة إذاعة كورونا الدولية جاءت بعد بثّ موسيقي مباشر أطلقه على فيسبوك حيث لاحظ أنّ هناك مئات من المتابعين على المباشر. حينها وبمشاركة مجموعة من أصدقائه على فيسبوك أثرى البرنامج بإضافة مداخلات ثقافية وسياسية مختلفة تهمّ الجزائريين أينما كانوا.

ويساهم في الإذاعة جزائريون من داخل البلاد وخارجها في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وغيرها من البلدان.

ولاقت هذه التجربة على الانترنت رواجًا وشهرة سريعة. ويرى عبد الله بن عدودة إن سرّ هذا النجاح  هو حريّة التعبير. "حينما تتكلّم بحريّة تصل إلى قلوب المتابعين ويحبّك الناس"، كما قال.

ولا يعتزم وضع حدود لحرية التعبير. لكنّه لا ينسى أنّ من المساهمين من يقيم في الجزائر. "بالنسبة لنا كمقيمين في الخارج فإن الأمر سهل لكنّ بالنسبة للمتواجدين في الجزائر فإنّهم معرّضون  للاعتقال في أيّ وقت لأنّ هناك قمع كبير وضغوطات من طرف السلطات على حرية التعبير."، كما يضيف عبد الله بن عدّودة.

ويقول هذا الأخير إنّه يتحاشى المواضيع التي قد تشكّل خطرًا على المساهمين من داخل الجزائر مثل إحصائيات جائحة كوفيد 19 في الجزائر التي تنشرها السلطات أو "المساس" برئيس الجمهورية لأنّ ذلك قد يؤدّي غلى الاعتقال خاصة بعد صدور قانون تجريم الأخبار الكاذبة.

وفعلأً، فقد تمّ الحكم على كمال عزيزي، أحد ناشطي الحراك الشعبي من مدينة بير العاتر في الشرق الجزائري بعام حبس نافذ بتهمة "التشكيك في نتائج تحاليل كورونا"، وفقًا لناشطين في الحراك.

لكنّ هذا لا يمنع الإذاعة من مساندة معتقلي الرأي وبصوت عال.

وللإشارة فقد فرضت السلطات الجزائرية الرقابة على ثلاثة مواقع إخبارية ناشطة في تغطية الحراك، هي "مغرب ايميرجون" الإخباري وإذاعة "راديو ام" المرتبط به وتبث عبر الانترنت وكذلك موقع "انترلين" الإخباري.

وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، حضت عدة منظمات غير حكومية وأحزاب، السلطات الجزائرية على إنهاء الملاحقات القضائية والإفراج عن الصحافيين المسجونين، بمن فيهم الصحفي خالد درارني الذي أصبح رمز النضال من أجل حرية الصحافة.

وهل إذاعة كورونا الدولية هي إذاعة الحراك ؟ "نحن لسنا إذاعة الحراك. والحراك أكبر من أن تكون له إذاعة. ونحن طبعًا مع الحراك."، كما يقول عبد الله بن عدّودة الذي يتنبّأ بعودة قوية للحراك الشعبي الجزائري بعد انتهاء جائحة كوفيد 19.

ووفقًا له "سيعود الحراك بقوّة وبمطالب جديدة، رغم الاعتقالات التي تقوم بها السلطات المتخوّفة من استئناف الاحتجاجات"

(راديو كندا الدولي / TSA / أ ف ب)

روابط ذات صلة:

الخبير السياسي رؤوف فرّاح: “النظام الجزائري لم يرحل برحيل أحمد قايد صالح”

برنامج بلا حدود حولنتائج الانتخابات الرئاسية في الجزائر (15-12-2019)

فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.