استأنفت المدارس نشاطها في عدد من المقاطعات الكنديّة وعاد التلاميذ إلى مقاعد الدراسة لإكمال العام الدراسي، في حين قرّرت مقاطعات أخرى تأجيل موعد استئناف الدراسة حتّى الخريف المقبل.
واليوم، فتحت المدارس في بريتيش كولومبيا أبوابها أمام التلاميذ الذين لديهم خيار العودة أم لا، في حين أعلن مدرّسو المقاطعة عن قلقهم من استئناف العمل في ظلّ ما اعتبروه بيئة "غير آمنة".
وكانت المدارس الابتدائيّة قد فتحت أبوابها في مقاطعة كيبيك ، باستثناء مونتريال الكبرى مطلع الأسبوع الفائت.
وأعربت حكومة فرانسوا لوغو في كيبيك، المقاطعة ذات الأغلبيّة الناطقة بالفرنسيّة،عن ارتياحها للاجراءات المتّخذة لحماية صحّة التلاميذ والمدرّسين والعاملين جميعا في المدارس، وفي طليعتها إجراءات التباعد الجسدي.
وأثار الإعلان عن 40 حالة إصابة بالعدوى في شبكة مدارس كيبيك مخاوف المدرّسين في مقاطعة بريتيش كولومبيا .
وفتحت المدارس أبوابها أمام من يرغب من الأهل في إرسال أولاده في هذه المقاطعة الواقعة في الغرب الكندي المطلّ على المحيط الهادي.
طفل يغمر والدته في إحدى مدارس كيبيك التي فتحت أبوابها في المقاطعة باستثناء منطقة مونتريال الكبرى/Ryan Remiorz/CP
"من المؤسف والبغيض إعادة فتح المدارس لأنّ من حقّ الأهل أن يعرفوا أنّنا لسنا قادرين على تأمين التباعد الجسدي للتلاميذ في قاعة الدرس طوال اليوم" كما قالت إحدى المدرّسات في مدرسة في دائرة شمال فانكوفر.
ووافقت سي بي سي ، القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة على عدم نشر اسم المدرّسة التي تتخوّف من فقدان عملها.
ووضعت المدرّسة علامات بمتر القياس على أرض قاعة الصفّ وأكّدت أنّه ليس هناك ما يكفي من المساحة لتأمين التباعد الجسدي بين التلاميذ.
وكانت د. بوني هنري رئيسة الخدمات الطبيّة في المقاطعة قد قالت نهاية الأسبوع الفائت إنّ إعادة فتح المدارس قد تؤدّي إلى بعض القلق، ولكنّها تشكّل الأرضيّة من أجل خطّة إعادة فتح شاملة الخريف المقبل.
وحثّت د. هنري كلّ الذين يشعرون بالقلق على الاستمرار في متابعة الدروس عن بعد.
ولكنّها طمأنت إلى قدرة السلطات الصحيّة على التعامل مع إعادة فتح المدارس، و إلى أنّ العدوى لا تنتقل بالسهولة التي يعتقدها البعض ومن الممكن تجنّبها من خلال الإرشادات التي وضعتها السلطات الصحيّة.
وتشمل الإرشادات غسل اليدين وغسل الأسطح التي يتمّ استخدامها بوتيرة عالية مرّتين في اليوم على الأقلّ، والحدّ من الأغراض التي يصعب غسلها أو إلغاء استخدامها بالكامل.
باصات المدرسة خضعت لإجراءات جديدة للوقاية من انتشار فيروس كورونا/Graham Hughes/CP
وينبغي أن يُجري الأهل والتلاميذ والمدرّسون تقييما يوميّا لحالتهم الصحيّة وأن يمتنع كلّ من يشعر بالإزعاج الصحّي عن المجيء إلى المدرسة.
وتقول مدرسة دائرة شمال فانكوفر إنّه ينبغي احترام قاعدة التباعد الجسدي والبقاء على مسافة مترين من الآخرين، ولكنّه من الصعب تطبيق القاعدة ، ولا يمكن توقّع الالتزام بها طوال الوقت أثناء تواجد التلاميذ في المدرسة.
وتقول وزارة التربية في بريتيش كولومبيا إنّ خفض عدد التلاميذ في قاعة الدرس الواحدة يساعد على الالتزام بالتباعد الجسدي، وتستقبل رياض الأطفال وصفوف المرحلة الابتدائيّة 50 بالمئة من عدد تلاميذها ، وتتدنّى النسبة إلى 20 بالمئة في المراحل الأعلى.
و لا بدّ حسب وزارة التربية من دمج بعض الصفوف للتعويض عن تغيّب محتمل من قبل المدرّسين.
وليس من خيار أمام المدرّسين سوى العودة إلى مدارسهم، وتقول المدرّسة من دائرة شمال فانكوفر التي تحدّثت لسي بي سي إنّ مدرستها توفّر القليل من التسهيلات حتّى لأولئك الذين يعانون من ضعف المناعة.
وبدل الحصول على إجازة مدفوعة في ظروف معيّنة، ينبغي أن يطلب المدرّسون الذين يشعرون بالقلق ولا يرغبون في استئناف العمل ، إجازة غير مدفوعة أو أن يستخدموا أيّام الإجازة المرضيّة المدفوعة التي تحقّ لهم في الأوقات العاديّة.
وتثني المدرّسة نيكول جارفيس من مدرسة ساليش الثانويّة على فكرة إعادة فتح المدارس في بريتيش كولومبيا، ولكنّها لا تعتقد أنّه ينبغي إعادة الجميع إلى مراكز عملهم.
وترى من الضروري التجاوب مع رغبة بعض المدرّسين في متابعة تقديم الدروس عن بعد للتلاميذ.
وأعرب اتّحاد المدرّسين في بريتيش كولومبيا هو الآخر عن قلقه، وأشارت رئيسته تيرا موري إلى أنّ الناس يطلبون تسهيلات بما فيها إغلاق مراكز رعاية الأطفال بسبب جائحة مرض كوفيد-19.
وأضافت بأنّ التسهيلات مُنحت للمدرّسين في الوقت المناسب، ولكنّ عددا كبيرا منهم يحتاجها في وقت قريب جدّا.
ومن المهمّ حسب قولها أن يوفّر أصحاب العمل التسهيلات اللازمة وأن يعطي الأطبّاء المعلومات الطبيّة الضروريّة مهما كان العمل صعبا.
وتقول ستيفاني هيغينسون رئيسة أمناء اتّحاد المدارس في بريتيش كولومبيا إنّه من غير المسؤول إعطاء تسهيلات لكلّ من لا يرغب في استئناف العمل.
وأكّدت هيغينز أنّ السلطات الصحيّة في المقاطعة اعتبرت المدارس آمنة ومن الممكن العودة إليها.
ولن تقدّم حكومة المقاطعة أيّ دعم مالي لإعادة فتح المدارس الشهر الجاري كما قالت ستيفاني هيغينز رئيسة أمناء اتّحاد مدارس بريتيش كولومبيا.
ولدى البعض منها فائض ماليّ لأنّها أغلقت أبوابها منذ منتصف آذار مارس الفائت، ما وفّر عليها نفقات عديدة يمكنها استخدامها للمتطلّبات الراهنة.
وبإمكان المدرّسين إحضار معدّات الوقاية الخاصّة بهم لأنّ المدارس لن توفّرها لهم، وتعتبر أنّ غسل اليدين وتنظيف الأسطح المستخدمة أكثر الوسائل فعاليّة لمنع انتشار الفيروس.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.