ناخب كندي يسقط بطاقة الاقتراع في صندوق مخصص لهذه الغاية في أحد مراكز الاقتراع (Chris Young / CP)

نشر معلومات خاطئة شكّل مشكلة لثلثيْ المرشحين في الانتخابات الفدرالية الأخيرة

قال نحوٌ من ثلثيْ المرشحين في الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة، من بين الذين شاركوا في دراسة استطلاعية كُشفت نتائجها مؤخراً، إنّ نشر معلومات خاطئة على شبكة الإنترنت خلال الحملة الانتخابية شكّل لهم مشكلة.

يُذكر أنّ الانتخابات جرت في 21 تشرين الأول (أكتوبر) 2019 وأسفرت عن فوز الحزب الليبرالي الكندي بقيادة جوستان ترودو بولاية حكومية ثانية على التوالي، ولكن بحكومة أقلية. وكانت الحملة الانتخابية قد انطلقت بشكل رسمي في 11 أيلول (سبتمبر) 2019.

وأجرت الدراسة الاستطلاعية مؤسسة "إيكوس للأبحاث" (Ekos Research Associates) لحساب مكتب المدير العام للانتخابات الكندية (Elections Canada)، وهو وكالة مستقلة تشرف على حسن سير الانتخابات الفدرالية.

وتضمنت الدراسة 1172 مقابلة أُجريت بين 25 و27 تشرين الأول (أكتوبر) الفائت مع أشخاص من بين المرشحين الـ2146 الذين تنافسوا للفوز بمقاعد مجلس العموم الـ338. وأُجريت 396 مقابلة على الهاتف فيما أُجريت الـ776 الأُخرى على الإنترنت.

وتمّ ترجيح النتائج، استناداً إلى عمر المرشّح وحزبه وما إذا كان عضواً في مجلس العموم الخارج وما إذا فاز في الانتخابات أم لا، كي تعكس الخصائص الديمغرافية لجميع المرشحين.

زعماء الأحزاب الستة الممثَّلة في مجلس العموم المنحل، من اليسار إلى اليمين ومن الأعلى إلى الأسفل: زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو، زعيم حزب المحافظين أندرو شير، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ، زعيم حزب الشعب ماكسيم برنييه، زعيمة الحزب الأخضر إليزابيث ماي، وزعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه (حقوق الصورة لـRadio-Canada)

زعماء الأحزاب الستة الممثَّلة في مجلس العموم المنحل في الحملة الانتخابية الأخيرة، من اليسار إلى اليمين ومن الأعلى إلى الأسفل: زعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو، زعيم حزب المحافظين أندرو شير، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينغ، زعيم حزب الشعب ماكسيم برنييه، زعيمة الحزب الأخضر إليزابيث ماي، وزعيم الكتلة الكيبيكية إيف فرانسوا بلانشيه (حقوق الصورة لـRadio-Canada)

وقال 30% من بين المرشحين المستطلَعين الذين شكلت لهم المعلومات الخاطئة مشكلة مؤرقة إنّه كان لتلك المعلومات تأثيرٌ كبير على نتائج الانتخابات.

ورأى أكثر من مُرشّحيْن من أصل كلّ خمسة مرشّحين شاركوا في الدراسة أنّ دولاً أو جهات أجنبية استخدمت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل أُخرى من أجل التأثير على الآراء السياسية للكنديين.

وقال 64% من المرشّحين المستطلَعين إنّ نشر معلومات خاطئة على الإنترنت خلال الحملة الانتخابية شكّل مشكلة، فيما قال 22% منهم إنهم لم يروا مشكلة في ذلك، وقال الـ14% الباقون إنهم لا يدرون ما إذا شكّل الأمر مشكلة أم لا.

وأظهرت نتائج الدراسة أنّ مرشّحي الأحزاب الممثلة في مجلس العموم الخارج والمرشحين دون سن الـ35 كانوا أكثر ميلاً من المرشحين الآخرين لرؤية انتشارٍ لمعلومات خاطئة خلال الحملة.

وعلى صعيد التوزيع الجغرافي كان المرشّحون في مقاطعة ألبرتا أكثر ميلاً من سواهم للاعتقاد بوجود مشكلة متصلة بنشر واسع لمعلومات خاطئة على الإنترنت وباستخدام دول أجنبية منصات التواصل الاجتماعي للتأثير على آراء الناخبين السياسية.

أمّا الأقلّ ميلاَ للاعتقاد بوجود مشكلة متصلة بكلّ ذلك فكانوا ناخبي كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.

توقع مركز سلامة الاتصالات تعرّض الناخبين الكنديين لهجمات إلكترونية في الانتخابات الفدرالية العامة الأخيرة (Getty Images / Xijian)

وأظهرت النتائج أنّ الدعم للاقتراع على الإنترنت كان متدنياً في أوساط المرشّحين المستطلَعين، إذ قال أكثر من ثلثهم بقليل إنّه يجب أن يدلي الناخبون بأصواتهم عن طريق الإنترنت.

يُشار في هذا الصدد إلى أنّ كندا أعلنت مؤخراً عن تشكيل فريق عمل مع كلّ من عملاق تقنيات الحاسوب "مايكروسوفت" و"تحالف ضمان الديمقراطية" (ASD)، وهو من منظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة، من أجل مكافحة التدخلات في الانتخابات حول العالم في إطار مبادرة "نداء باريس من أجل الثقة والأمن في الفضاء الإلكتروني" التي أُطلقت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2018.

"خلال سنوات طويلة جرى تقديم الإنترنت لنا كفضاءٍ للفرص ضامنٍ للحريات الجماعية وحليفٍ طبيعي للديمقراطية" قال رئيس المجلس الخاص دومينيك لوبلان عند إعلانه تشكيل فريق العمل المشار إليه، قبل أن يضيف أنّ "السنوات الأخيرة لعبت إلى حدّ ما دور آلية تبريد أظهرت إلى أيّ حدّ يمكن لنا أن نكون معرضين لتهديداتٍ من البنية التحتية الإلكترونية ومن حملات التضليل الإعلامي".

والمجلس الخاص (Privy Council - Conseil privé) جهاز استشاري لحاكم كندا العام الذي يمثّل بموجب الدستور الكندي عاهلَ المملكة المتحدة الذي هو أيضاً ملك عدد من دول الكومنْولث من بينها كندا، أي الملكة إليزابيث الثانية منذ عام 1952. ومهام الحاكم العام فخرية.

رئيس المجلس الخاص دومينيك لوبلان مجيباً على سؤال في مجلس العموم الكندي في أوتاوا في 4 شباط (فبراير) 2020 (Adrian Wyld / CP)

وبصورة عامة أظهرت نتائج الدراسة الاستطلاعية أنّ نصف المرشحين أعربوا عن ارتياحهم للنظام الديمقراطي المعمول به في كندا.

أمّا أكثر سببيْن ذكرهما المرشحون المستطلَعون لعدم ارتياحهم للنظام الديمقراطي الكندي فهما غياب التمثيل النسبي وكونُ الفوز وفق نظام الأغلبية البسيطة من الجولة الأولى "لا يعكس الخيارات المفضلة لدى الناخبين".

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

قراءة في نتائج الانتخابات الكندية وتحديات حكومة الأقلية الليبرالية

الليبراليون والمحافظون يبدأون الحملة الانتخابية متقاربين في الشعبية

فريلاند قلقة من تدخل أجنبي في الانتخابات الكندية وترودو يَذكر روسيا بالاسم

كندا تثق بمنطق المواطنين السليم لمواجهة الهجمات الإلكترونية

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.