أفاد تحليل تلوي Meta-analysis أجرته جامعة ماكماستر في أونتاريو ونشرته مجلّة ذي لانسيت الطبيّة أنّ التباعد الاجتماعي وارتداء الكمّامة من بين العوامل التي تساهم في التصدّي لجائحة فيروس كورونا، في موازاة إجراءات أخرى مثل غسل اليدين والبقاء على مسافة متر من الآخرين.
واستند الباحثون في تحليل تلوي هو الأوّل من نوعه في العالم إلى نتائج 172 دراسة رقابيّة حول التباعد الاجتماعي والكمّامات و القناع الواقي للعين، وتأثيرها على انتشار فيروس كورونا، و المتلازمة التنفسيّة الحادّة الوخيمة ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة في المجتمعات والمراكز الصحيّة في 16 بلدا.
ويقول الباحثون إنّ كمّامة أحاديّة الطبقة مصنوعة من القماش أقلّ فعاليّة من الكمّامات الطبيّة من طراز إن 95، التي بإمكانها توفير وقاية أفضل.
والكمّامت من طراز إن 95 فعّالة أكثر بكثير لحماية العاملين في قطاع الصحّة و العمّال الأساسيّين.
ويساهم البقاء على مسافة ثلاثة أقدام ( حوالي المتر) من الآخرين في التخفيف من خطر العدوى بالفيروس، لكنّ مسافة مترين تخفّفه أكثر حسب الباحثين الكنديّين.
وتساهم النظّارات و نظّارات الحماية في الوقاية هي الأخرى، ولكنّ أيّا من هذه الاستراتيجيّات لا تعمل على نحو مثالي، وهناك حاجة للمزيد من الدراسات الصارمة حسب التقرير.

اختلفت المواقف حول فعاليّة الكمّامات للوقاية من عدوى فيروس كورونا/Graham Hughes/CP
"يرتبط خطر العدوى إلى حدّ بعيد بالمسافة التي يوجد فيها الشخص المصاب ونوع كمامة الوجه وحماية العين التي نرتديها" كما ورد في التقرير الذي نشرته جامعة ماكماستر.
"النتائج التي خلصنا إليها هي الأولى حسب معلوماتنا التي تعطي عرضا موجزا سريعا حول المعلومات المباشرة المتعلّقة بكوفيد-19، والمتلازمة التنفسيّة الحادّة الوخيمة ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسيّة، وتعطي أفضل الأدلّة الموجودة حاليّا حول أفضل استخدام لهذه التدخّلات الشائعة و البسيطة للمساعدة على تبسيط المنحى" : هولغر شوننمان أستاذ الوبائيّات السريريّة والإحصاء الحيوي في جامعة ماكماستر.
ومنذ منتصف آذار مارس الفائت، صدرت في العديد من الدول آراء متناقضة حول التباعد الجسدي للحدّ من انتشار الفيروس ، نظرا للمعلومات المحدودة التموفّرة بهذا الشأن.
ويدور جدل منذ بداية الجائحة حول ما إذا كانت الكمّامات والأقنعة الواقية للعين تخفّف من احتمال انتقال العدوى.

د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة أوصت مؤخّرا بوضع الكمّامة للوقاية من مرض كوفيد-19/Justin Tang/CP
وثمّة معلومات مدعومة بأدلّة أقلّ صرامة ولا سيّما تلك المتلّقة بالكمّامات والقناع الواقي للعين، نظرا لعدم وجود اختبارات عشوائيّة بشأنها.
وتتيح البيانات الجديدة إعطاء توجيه أفضل لبيانات منظّمة الصحّة العالميّة، وتساعد المنظّمة ومراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها والرقابة في الولايات المتّحدة على رفع التوصيات إلى العاملين الأساسيّين في القطاع الصحّي بوجوب وضع الكمّامات من طراز إن 95، وعدم الاكتفاء بالكمّامات الطبيّة.
ويرى الباحثون الكنديّون في جامعة ماكماستر و نظراؤهم من حول العالم أنّ لعملهم تأثيرا فوريّا على الجائحة وعلى الموجة الثانية المتوقّعة في الأشهر المقبلة.
ويتيح التحليل فهم طرق انتقال العدوى والأشخاص المعرّضين للإصابة على نحو أفضل، ولا سيّما الذين يبقون على مسافة مترين من الآخرين، ما يساهم في تحسين البحث عن الذين اختلطوا بهم.
وجرت الدراسة بتمويل من منظّمة الصحّة العالميّة التي تشير إلى أنّ الأشخاص الأصحّاء لا يحتاجون لوضع كمّامة إلّا إذا كانوا يعتنون بشخص مصاب بمرض كوفيد-19.
وتختلف مواقف المسؤولين بشأن وضع الكمّامة أو عدمه، و تدعو المراكز الأميركيّة للمراقبة والوقاية من الأمراض الجميع إلى وضع كمّامة من القماش لدى التسوّق في محلّات البقالة، و في الأماكن التي يصعب فيها الالتزام بالتباعد الجسدي.
وتشير المعلومات المتوفّرة حاليّا إلى أنّ العدوى تنتقل من خلال الرذاذ الذي يخرج من الفم عندما يعطس الشخص أو يغنّي أو يتكلّم، ويمكن أن يصل الرذاذ إلى الشخص الموجود في محيطه.
ويواجه الشخص الذي يلمس الأسطح التي استقرّ عليها الرذاذ والذي يضع يديه على فمه أو أنفه أو عينيه خطر الإصابة بالعدوى، ولكنّ الخطر أقلّ ممّا تمّ تقديره في البداية حسب بيانات نشرتها مؤخّرا مراكز الرقابة والوقاية من الأمراض في الولايات المتّحدة.
ومن المتوقّع أن تصدر في وقت لاحق نتائج التحليل الذي أجراه الباحثون الكنديّون والدنماركيّون حول أنواع الكمّامات المنتشرة في مجموعات من المجتمع و من الممرّضات تمّ اختيارها عشوائيّا
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.