أثار مقتل الشاب الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد مشاعر غضب في كندا، وجرت مظاهرات مناهضة للعنصريّة في عدد من المدن الكنديّة، ويجري العديد منها اليوم الجمعة ونهاية الأسبوع.
وانضمّ رئيس الحكومة جوستان ترودو إلى المتظاهرين الذين احتشدوا بعد ظهر اليوم الجمعة في هضبة البرلمان في العاصمة أوتاوا، كما شارك الآلاف في مظاهرة جرت في تورونتو للتنديد بالعنصريّة والتمييز.
ووصل ترودو إلى المظاهرة و هو يضع كمّامة للوقاية من مرض كوفيد-19، وركع في وقت من الأوقات تضامنا مع المتظاهرين الذين رفعوا لافتات تندّد بالعنصريّة
وصفّق رئيس الحكومة وهزّ رأسه في علامة تأييد عندما قال أحد المتحدذثين إنّه ينبغي أن يختار كلّ شخص بين أن يكون عنصريّا أو مناهضا للعنصريّة.
كما انضمّ مارك ساندرز رئيس جهاز شرطة تورونتو إلى المتظاهرين في المدينة الملكة، وركع معهم تعبيرا عن تأييده لموقفهم المندّد بالعنصريّة في كندا والولايات المتّحدة.
ومن المتوقّع أن ينضمّ سيلفان كارون رئيس جهاز شرطة مونتريال إلى المظاهرة التي تجري بعد غد الأحد بعد أن تلقّى دعوة للمشاركة فيها من قبل المتظاهرين.
ووقعت أعمال شغب خلال مظاهرة جرت في مونتريال الأسبوع الفائت، شارك فيها الآلاف للتنديد بالعنصريّة و بمقتل جورج فلويد، وألقت الشرطة القبض على عدد من الأشخاص.
وجرت مظاهرات حاشدة في مدينة تورونتو حيث توفّيت سيّدة سوداء تُدعى ريجيس كورسينسكي باكيت، بعد أن رمت بنفسها من الشرفة أثناء وجود الشرطة في الشقّة التي تسكنها.
ووجّه مارك ساندرز رئيس جهاز شرطة تورونتو دعوة للهدوء لأبناء المدينة، وكرّر دعوته لأن تكون المظاهرات سلميّة وهادئة.
وفي السياق نفسه، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر فيه عنصر شرطة في مدينة لافال الكيبيكيّة وهو يسحب شابا أسود من شعره ليخرجه من السيّارة ويضربه على رأسه.
وتمّت مشاهدة الشريط أكثر من 900 ألف مرّة منذ نشره على موقع فيسبوك للتواصل الأسبوع الماضي.
و يظهر الشرطي وهو يدعو الشاب للخروج من السيّارة، بسبب "التحقيق وعرقلة عمل الشرطة" كما قال ردّا على سؤال الشاب.
وعندما كرّر الشاب السؤال حول السبب ، أمسكه الشرطي من شعره و أرغمه على الركوع ورماه ارضاً كما يظهر في شريط الفيديو.
وتزامنت الحادثة مع حادثة مقتل الأميركي جورج فلويد على يد شرطيّ أبيض في منيابوليس.
و ترافقت المظاهرات المندّدة بالعنصريّة الممنهجة مع الدعوات إلى ضرورة إصلاح اجهزة الشرطة في كندا والولايات المتّحدة.
وقال مارك ساندرز رئيس جهاز تورونتو إنّ ما جرى لجورج فلويد ولّد لديه شعورا بالأسى، وأضاف بانّه آن الأوان للتغيير.
"لا يمكنني أن أفكّر بأيّ ضابط شرطة لم ينتابه شعور مروّع لدى رؤية ما حدث لجورج فلويد": مارك ساندرز رئيس جهاز شرطة تورونتو.
وأضاف ساندرز الذي كان يتحدّث في مؤتمر صحفي بأنّ إنفاذ القانون لا يجري بهذه الطريقة، ومن واجب الشرطة أن تحمي حياة الناس، وتعزّز أمن المجتمعات.
والعنصريّة ضدّ السود أكثر من مجرّد كلام وهو يفهم ذلك كما قال.
"إنّه واقع. عندما تنظر إلى تاريخ أميركا الشماليّة، عليك أن تتعلّم ذلك. عليك أن تمتلكه": مارك ساندرز رئيس جهاز شرطة تورونتو.
دعوة إلى تغيير في العمق:
وفي حين تحسّنت الأمور، شعر الكثيرون بالغضب لكون التغيير يحصل تدريجيّا كما قال مارك ساندرز.
"ينبغي أن يكون هناك تغيير أهمّ. ينبغي أن تكون هناك بصمة أكبر للمجتمع. علينا أن نغيّر عمليّات التدريب بمجملها. وهذه أمور قمت بها بحكم منصبي وسوف أستمرّ بالقيام بها": مارك ساندرز رئيس جهاز شرطة تورونتو.
وأكّد ساندرز أنّ الأحداث الأخيرة أثارت حزن عناصر شرطة تورونتو ولكنّ الكلّ يأملون في العمل معا، للمساعدة على استعادة الثقة بالشرطة التي فقدها الرأي العام، خصوصا في ما يتعلّق بالعنصريّة تجاه السود.
شرطة مونتريال تعمل على التغيير:
وفي مونتريال، أكّد سيلفان كارون مدير جهاز الشرطة أنّه من المهمّ أن يخلو عمل الشرطة من العنصريّة والتمييز.
ويُجري جهاز شرطة مونتريال إعادة نظر في سياسته، ومن المتوقّع أن تدخل السياسة الجديدة حيّز التطبيق في غضون أشهر قليلة، ريثما يتمّ تأهيل العناصر عليها.
وكان متوقّعا أن تكشف الشرطة عنها في أيلول سبتمبر المقبل وساهمت الأحداث الراهنة في تسريع الإعلان.
وتسعى شرطة مونتريال لتطوير علاقاتها مع المجموعات العرقيّة منذ سنوات كما قال مدير جهاز الشرطة سيلفان كارون.
وتمّ تطوير سياسة الاستجواب بعد أن أفاد تقرير نُشر الخريف الفائت أنّ السود والعرب والسكّان الأصليّين هم بشكل خاص ضحايا "تحيّزات ممنهجة" تتعلّق بانتمائهم العرقي من قبل عناصر الشرطة.
وتريد الشرطة التأكّد من أن تكون الاستجوابات مستندة إلى أساس كما قال مدير جهاز شرطة مونتريال سيلفان كارون الذي أشار إلى أنّ شرطة المدينة تقوم بعمل جيّد.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.