مصنع لانتاج خشب البناء في كندا (أرشيف) / Radio-Canada

كندا: استعادة 290 ألف وظيفة لكنّ معدل البطالة ارتفع إلى 13,7%، الأعلى تاريخياً

ارتفع معدل البطالة في كندا إلى 13,7% في أيار (مايو) الفائت، وهو سقف قياسي، بالرغم من استرداد سوق العمل 289.600 وظيفة مع إعادة فتح الاقتصاد بشكل تدريجي بعد تخفيف حكومات المقاطعات الإجراءات التقييدية غير المسبوقة التي كانت قد فرضتها للحدّ من انتشار جائحة "كوفيد - 19"، وفق ما أفادت بياناتٌ صادرة اليوم عن وكالة الإحصاء الكندية.

وكان معدّل البطالة لشهر نيسان (أبريل)، في عزّ الإجراءات التقييدية، قد بلغ 13,0%. وتعزو وكالة الإحصاء ارتفاعه إلى 13,7% الشهر الفائت إلى العدد المتزايد للباحثين عن عمل.

وهذا أعلى معدّل بطالة يُسجّل في كندا منذ عام 1976 عندما بدأت تتوفر بيانات قابلة للمقارنة، ويفوق سقفَ البطالة التاريخي السابق المُسجّل في كانون الأول (ديسمبر) 1982 والبالغ 13,1%.

وكان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت آراءَهم شركةُ "ريفينيتيف" (Refinitiv) للمعلومات المالية قد توقعوا خسارة سوق العمل الشهر الفائت 500.000 وظيفة في محصلة صافية وارتفاع معدّل البطالة إلى 15,0%.

وعلى الصعيد الجندري أفادت البيانات أنّ الرجال استعادوا الشهر الفائت وظائف أكثر من النساء، ما أدى إلى اتساع الهوة بين الجنسين بالنسبة للوظائف المفقودة جرّاء الجائحة وأظهر أنّ الأضرار الناجمة عنها لا تزال تطال العمال ذوي الأجور المتدنية أكثر من سواهم بشكلٍ نسبي.

ويعمل ذَوُو الأجور المتدنية بصورة رئيسية في تجارة التجزئة والمطاعم والفنادق، وهي قطاعات أغلقت فيها المؤسسات أبوابها في مرحلة مبكرة من الجائحة.

من ذوي الأجور المتدنية: عاملة صندوق في مقهى (أرشيف) / (هيئة الإذاعة الكندية)

والوظائف الـ289.600 المستعادة الشهر الفائت هي جزء من 3 ملايين وظيفة فُقدت في الشهريْن السابقيْن، آذار (مارس) ونيسان (أبريل).

أمّا عدد الموظفين الذين تقلّص دوام عملهم جرّاء الجائحة فتراجع الشهر الفائت بـ292.000 شخص بعد أن بلغ 2,5 مليون شخص في آذار (مارس) ونيسان (أبريل).

وإذا أُضيف هذا التحسن إلى عدد الوظائف المستعادة تكون سوق العمل قد استعادت 10,6% من الخسائر في الوظائف والتغيّب عن العمل الناجمة عن الجائحة.

"يجب ألّا يُنظر إلى ارتفاع معدّل البطالة الإجمالي إلى 13,7%، الأعلى على الإطلاق في البيانات المتوفّرة، على أنه علامة ضعف ضمني، لأنه يعني بكل بساطة أنّ عدداً أكبر من الكنديين يقولون إنهم يبحثون الآن عن عمل بعد أن فقدوا وظائفهم"، يقول رويس مينديس، كبير خبراء الاقتصاد لدى "سي آي بي سي" (CIBC)، أحد أكبر المصارف الكندية.

ويرى مينديس أنّ طريق نهوض الاقتصاد لا تزال طويلة بالرغم من الأرقام الإيجابية التي تضمنها البيانات الصادرة اليوم.

مقر وكالة الإحصاء الكندية في أوتاوا (Sean Kilpatrick / CP)

وتفيد بيانات وكالة الإحصاء أنّ العدد الإجمالي للعاطلين عن العمل تضاعف بين شباط (فبراير) ونيسان (أبريل) الفائتيْن جراء عمليات التسريح المؤقت الناجمة عن الجائحة. وتتوقع غالبية كبيرة من هؤلاء استمرار هذا الوضع فترة تقلّ عن ستة أشهر.

وارتفع عدد الأشخاص الراغبين بالعمل ولكن غير الباحثين بشكل فعلي عن عمل. وترجّح وكالة الإحصاء أن يكون السبب الرئيسي وراء عدم بحثهم عن عمل هو أنّ الإغلاق الاقتصادي حدّ من إمكانية الحصول على وظائف.

ولا يُحتسب هؤلاء في عداد العاطلين عن عمل في بيانات الوكالة الفدرالية، ولم يتغيّر عددهم كثيراً منذ نيسان (أبريل). ولو تمّ احتسابهم لبلغ معدّل البطالة في أيار (مايو) 19,6%.

صورة من الجوّ لمونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك الكندية وعاصمتها الاقتصادية (Tourisme Montréal)

وعلى صعيد المقاطعات تراجع معدّل البطالة في كيبيك من 17,0% في نيسان (أبريل) الفائت إلى 13,7% في أيار (مايو)، أي أنه أصبح مماثلاً لمعدّل البطالة الوطني الذي ارتفع، هو، 0,7 نقطة مئوية الشهر الفائت.

فقد استعادت سوق العمل في ثانية كبريات المقاطعات من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد 231.000 وظيفة الشهر الفائت، ما يضعها في المرتبة الأولى في هذا المجال بين مقاطعات كندا العشر.

وإذا ما أُضيف إلى هذا الرقم عدد العمال الذين ارتفع عدد ساعات عملهم بعد أن تقلّص جرّاء الجائحة، تكون سوق العمل في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية قد استعادت نحواً من 30% ممّا خسرته في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) الفائتيْن.

وتجدر الإشارة إلى أنّ كيبيك كانت بين المقاطعات الأولى التي خفّفت الإجراءات التقييدية المتصلة بالجائحة.

الوسط التجاري لمدينة تورونتو/Getty Images / Roberto Machado Noa/LightRocket

وسط تورونتو، كبرى مدن مقاطعة أونتاريو وكندا على السواء / Getty Images / Roberto Machado Noa / LightRocket

وفي أونتاريو، كبرى المقاطعات من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد وحيث تأخرت إعادة فتح الاقتصاد مقارنةً بكيبيك، واصلت سوق العمل خسارة الوظائف ليرتفع معدّل البطالة من 11,3% في نيسان (أبريل) إلى 13,6% الشهر الفائت.

وفي شرق البلاد ارتفع عدد العاملين الشهر الفائت في كلّ واحدةٍ من مقاطعات الأطلسي الأربع، لكنّ نيو برونزويك (نوفو برونزويك) هي الوحيدة بينها التي تراجع فيها معدّل البطالة، وبـ0,4 نقطة مئوية ليبلغ 12,8%.

كما ارتفع عدد العاملين في مقاطعات الغرب الأربع باستثناء ساسكاتشيوان، لكن مانيتوبا هي الوحيدة بينها التي تراجع فيها معدل البطالة، وبـ0,2 نقطة مئوية ليبلغ 11,2% ويصبح الأدنى بين مختلف المقاطعات.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

بنك كندا مهتم بالتوازن بين العرض في اقتصاد ما بعد الجائحة وطلب المستهلكين

كندا: خسارة مليونيْ وظيفة في نيسان (أبريل) ومُعدّلُ البطالة 13% وكيبيك الأكثر تضرراً

إقبالٌ على برنامج الإعانة الطارئة للأجور وتنبيهٌ من عدم الاستفادة من برنامجيْن معاً

كندا: خسارة أكثر من مليون وظيفة في آذار (مارس) في ظلّ "كوفيد - 19" ومُعدّل البطالة 7,8%

أثر "كوفيد - 19" على العالم أعمق من أثر هجمات 11 أيلول (سبتمبر) حسب رئيس مصرف كندي

بنك كندا يخفّض الفائدة الأساسية 0,5 نقطة، مرة ثالثة في آذار (مارس)، إلى 0,25%

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.