الكنديون مدعوّون للتبرّع بالدم قبل تراجع المخزون الوطني إلى مستويات خطيرة (حقوق الصورة: David Donnelly / CBC)

استئناف الجراحات الاختيارية يضغط على مخزون الدم والكنديون مدعوّون لسدّ النقص

تقول المؤسسة الكندية لخدمات الدم (SCS - CBS) إنّ استئناف العمليات الجراحية الاختيارية (الجراحات غير العاجلة) بعد أشهرٍ من تجميدها بسبب إجراءات الحدّ من انتشار جائحة "كوفيد - 19" يضع إمدادات الدم الوطنية تحت ضغط شديد.

ويأتي هذا التنبيه تزامناً مع بدء الأسبوع الوطني للتبرّع بالدم يوم أمس.

فعدد متبرعي الدم الذين يمكن قبولهم في عيادات الدم محدود بسبب تدابير التباعد الجسدي التي لا تزال سارية.

وكان حجم التبرعات قد تراجع بنحوٍ من 20% بسبب القلق من فيروس كورونا المستجدّ المسبّب لوباء "كوفيد - 19".

لكن مع تجميد العمليات الجراحية الاختيارية تراجع الطلب على الدم بنحوٍ من 15%، فتمكنت المؤسسة من تلبية الطلب على الدم لغاية الآن.

"إنها العودة إلى وضع طبيعي جديد"، يقول بيتر ماكدونالد، مدير العلاقات مع المتبرعين في المؤسسة.

"رأينا في الأسبوعيْن الأخيريْن أنّ حجم الطلب من المستشفيات بدأ يعود إلى مستويات ما قبل الجائحة مع تخفيف القيود في ظلّ عمليات إعادة الفتح التي أطلقتها سلطات المقاطعات"، يقول ماكدونالد، مضيفاً "هناك الآن جراحات اختيارية متراكمة (تنتظر أن تُجرى) قد تتطلب كميات من الدم ومنتجات الدم".

صورة مأخوذة في 18 نيسان (أبريل) 2018 لبياتريس جانيك، البالغة من العمر 95 عاماً آنذاك، وهي تتبرع بالدم في فانكوفر لدى المؤسسة الكندية لخدمات الدم، وكانت في حينه الأكبر سنّاً بين المتبرعين في كندا (Darryl Dyck / CP)

وتفيد بيانات المؤسسة أنّ نحواً من 400 ألف كندي، من أصل إجمالي عدد السكان البالغ نحواً من 38 مليون نسمة، يتبرعون بالدم بصورة منتظمة.

وتدير المؤسسة مخزوناً وطنياً من الدم ومنتجاته يتيح لها تلبية احتياجات المستشفيات والمرضى في مختلف أنحاء كندا.

لكن لهذا المخزون مدة صلاحية: سنة للبلازما المتجمدة، و42 يوماً لخلايا الدم الحمراء، و5 أيام للصفيحات الدموية. وبالتالي لم يعد العرض يلبي الطلب.

ويقول ماكدونالد إنّ هناك نقصاً في كمية الدم من فصيلة "O سالب" في مخزون المؤسسة وإنّ فصائل الدم الأُخرى تعاني أيضاً نقصاً ليس أدنى بكثير.

ويشير ماكدونالد إلى أنّ حجم المخزون الوطني لدى المؤسسة فاق مطلع الأسبوع الحالي 18.000 وحدة دم بقليل، وأنّ هدف المؤسسة هو رفعه إلى ما يتراوح بين 20.000 و24.000 وحدة.

ويأمل ماكدونالد بعودة مزيد من العيادات المتنقلة ابتداءً من تموز (يوليو) المقبل إلى مختلف أنحاء البلاد، بما فيها مدن ومناطق جُمّد فيها عمل هذه العيادات، لجمع تبرعات الدم، ما يساهم في سدّ النقص.

صورة مأخوذة في 14 كانون الأول (ديسمبر) 2015 لوزيرة الصحة الكندية آنذاك، جاين فيلبوت، وهي تتبرع بالدم في أوتاوا لدى المؤسسة الكندية لخدمات الدم (Justin Tang / CP)

لكنّ ماكدونالد قلِق من تراجع محتمل في اندفاع الكنديين للتبرع بالدم. فمع استئناف الناس حياتهم العادية بشكل تدريجي في ظلّ تخفيف الإجراءات التقييدية من قبل سلطات المقاطعات، قد تنصب أولوياتهم على مسائل وأمور أُخرى.

"إنه أمر مقلق. عندما وجهنا نداءً منتصف آذار (مارس) ارتفعت معدلات الحضور لدينا"، يقول ماكدونالد عن التبرع بالدم في العيادات المتنقلة، مضيفاً "كان أحد الأمور القليلة التي يمكننا القيام بها في الأماكن العامة، كان وسيلةً لإحداث فارق في المجتمع، ولم نكن في تنافس مع العديد من الخيارات الأُخرى".

وأبدى ماكدونالد قلقاً من رؤية ارتفاع في حالات تغيّب المتبرعين بالدم وفي حالات إلغاء المواعيد المعطاة لهم للتبرّع.

ويأمل ماكدونالد في أن يواصل الكنديون التبرّع بالدم وأن يُقبِلوا بأعداد كبيرة على هذا العطاء الإنساني، لاسيما وأننا في الأسبوع الوطني للتبرع بالدم، قبل أن يسوء الوضع أكثر بالنسبة لمخزون الدم ومنتجاته.

"من المهم إيصال الصوت قبل تراجع المخزون إلى مستويات خطيرة"، يؤكّد ماكدونالد.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

اللاجئون السوريون يشكرون كندا على طريقتهم

مثليو الجنس والتبرع بالدم

فئة:صحة، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.