مواطنون نيجيريون قادمون من الولايات المتحدة يعبرون الحدود الكندية بصورة غير نظامية عند طريق روكسام في مقاطعة كيبيك بهدف طلب اللجوء لدى السلطات الكندية (أرشيف) (René Saint-Louis / Radio-Canada)

خطة فدرالية لتسوية أوضاع طالبي اللجوء الذين عملوا في قطاع الصحة خلال الجائحة

تقوم الحكومة الفدرالية حالياً بإعداد برنامج خاص لتسوية أوضاع طالبي اللجوء الذين عملوا في قطاع الصحة خلال جائحة "كوفيد - 19"، حسب تقرير لراديو كندا.

وهذا إجراء مؤقت يتيح منح طالبي اللجوء المعنيين في مختلف أنحاء كندا الإقامة الدائمة. وقد تعلن الحكومة عنه رسمياً في الأسابيع المقبلة، حسب معلومات حصل عليها موقع راديو كندا.

ولا يزال عدد الأشخاص الذين يحقّ لهم الاستفادة من هذا البرنامج غير محدّد، لكنه قد يصل إلى بضعة آلاف في حدّه الأقصى، ومن المتوقّع أن يكونوا في غالبيتهم من سكان مقاطعة كيبيك.

وقام وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالي ماركو منديتشينو بإرسال الخطوط الرئيسية للبرنامج نهاية يوم أمس إلى أعضاء اللجنة الوزارية حول جائحة "كوفيد - 19" التي تضمّ عدداً من أعضاء حكومة جوستان ترودو الليبرالية.

وكان ترودو قد قال قبل أسبوعيْن إنه طلب من منديتشينو إيجاد سبيل "للاعتراف بعمل" هؤلاء الأشخاص من طالبي اللجوء.

وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الكندي ماركو منديتشينو متحدثاً في مؤتمر صحفي في 19 آذار (مارس) 2020 في أوتاوا (Justin Tang / CP)

وحسب اقتراح الوزير منديتشينو، الذي حصل راديو كندا على نسخة منه، ستكون الاستفادة واسعة من هذا البرنامج الذي حُدّد كـ"سياسة عامة لمنح الإقامة الدائمة".

فلن يقتصر المستفيدون من البرنامج على طالبي اللجوء الذين عملوا في مراكز الرعاية الطويلة الأمد خلال الجائحة، إذ يستفيد منه أيضاً جميع العاملين في قطاع الصحة خلالها، كمساعدي المرضى وعمال التنظيف في المستشفيات على سبيل المثال، وأيضاً حرّاس الأمن وسواهم من الأشخاص الذين عملوا في مؤسسات الصحة العامة.

وعلى جميع هؤلاء أن يكونوا حائزين على رخصة عمل صالحة وأن يكونوا عملوا "على الأقل أربعة أسابيع (120 ساعة) منذ تسجيل أول حالة إصابة مفترضة بـ’’كوفيد - 19‘‘ في كندا (25 كانون الثاني/يناير 2020) ولغاية الإعلان عن الإجراء الخاص" وأن يكونوا تقدّموا بطلب اللجوء قبل الإعلان الرسمي عن هذا الإجراء.

ويستفيد أيضاً من هذا البرنامج المقترَح طالبو اللجوء الذين رفض مجلسُ الهجرة واللجوء (CISR - IRB) منحهم حق اللجوء وأولئك الذين لا تزال طلبات لجوئهم في الانتظار.

لكن لن يستفيد منه طالبو اللجوء الذين رفض مجلسُ الهجرة واللجوء دراسة طلباتهم لأنها لا تستوفي شروط التقديم.

مركز "سانت دوروتيه" للرعاية الطويلة الأمد في مدينة لافال، شمال جزيرة مونتريال، وهو من المراكز الرئيسية لتفشي وباء "كوفيد - 19" في مقاطعة كيبيك (Ryan Remiorz / CP)

أمّا طالبو اللجوء الذين عملوا في قطاعات أُخرى خلال الجائحة فلن يستفيدوا من البرنامج المقترَح، حتى وإن كانت قطاعات "أساسية"، كقطاع الأغذية على سبيل المثال.

ولن يقتصر تقييم هذا البرنامج على اللجنة الوزارية حول "كوفيد - 19"، إذ ستدرسه الحكومة بكافة أعضائها.

وفي الأسابيع الأخيرة طالبت جمعيات أهلية عديدة بتسوية أوضاع طالبي اللجوء الذين عملوا في قطاع الصحة خلال الجائحة، ونُظّمت عدة مسيراتِ تأييدٍ لهذا المطلب.

ودعَم كلٌّ من الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، والكتلة الكيبيكية اقتراحاً في هذا المجال في مجلس العموم أواخر الشهر الفائت، لكنّ حزب المحافظين، الذي يشكّل المعارضة الرسمية في المجلس، عارضه.

وزير الهجرة في حكومة مقاطعة كيبيك سيمون جولان باريت (Jacques Boissinot / PC)

وفي حال المصادقة عليه يكون هذا البرنامج المقترَح أكثر شمولاً مما اقترحه رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرانسوا لوغو.

فلوغو الذي رفض في البداية تسوية أوضاع طالبي اللجوء غيّر رأيه بعد بضعة أيام وطلب من وزير الهجرة في حكومته سميون جولان باريت تقييم ملفات طالبي اللجوء الذين عملوا في مراكز الرعاية الطويلة الأمد (CHSLD) في مقاطعته، كلّ ملفّ على حدة، بهدف منحهم "شهادة الاختيار الكيبيكية" (CSQ) التي تضمن لمن يحصل عليها الحصولَ من الحكومة الفدرالية على الإقامة الدائمة في كندا.

وكان لوغو قد وجّه في عزّ الجائحة نداءً ناشد فيه الناس الانضمام إلى "الملائكة الحارسة"، وهو التعبير الذي أطلقه على العاملين في هذه المراكز التي تأوي أشخاصاً مسنين غير قادرين على تدبّر شؤونهم بأنفسهم ويحتاجون بسبب أوضاعهم الصحية لرعاية ورقابة متواصلتيْن. وسُجَّلت في هذه المراكز الغالبية الساحقة من الوفيات بوباء "كوفيد - 19" في مقاطعة كيبيك.

وهناك اتصالات ولقاءات منذ فترة قصيرة بين مسؤولي الهجرة في الحكومة الفدرالية ونظرائهم في حكومة كيبيك حول هذا الموضوع.

رجل وزوجته يتفقدان الدمار الناجم عن الزلزال في العاصمة الهايتية بور أو برينس في 16 كانون الثاني (يناير) 2010 (Adrian Wyld / CP)

يُشار إلى أنّه سبق لعدة برامج هادفة لتسوية أوضاع اللاجئين أن أبصرت النور في كندا.

فعلى سبيل المثال اتفق أواخر عام 2002 وزير الهجرة الفدرالي دنيس كودير ووزير الهجرة الكيبيكي ريمي تروديل على السماح لمئات الجزائريين الذين فرّوا من الحرب الأهلية في بلادهم طالبين اللجوء في كندا، بعد استقرار غالبيتهم العظمى في مقاطعة كيبيك، بتقديم طلب إقامة دائمة دون أن يكون عليهم، كما ينصّ القانون، أن يغادروا كندا.

وفي عام 2009 أُطلِق برنامج خاص يستفيد منه طالبو اللجوء من مواطني بوروندي ورَواندا وليبيريا تزامناً مع تعليق حكومة المحافظين في أوتاوا برئاسة ستيفن هاربر عمليات الترحيل إلى هذه البلدان الإفريقية الثلاثة.

وفي عام 2010، بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب هايتي، قامت الحكومة الفدرالية وحكومة كيبيك بتسوية أوضاع آلاف طالبي اللجوء الهايتيين المقيمين في كندا، وكانوا في غالبيتهم العظمى قد استقروا في كيبيك.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

خيبة أمل كبيرة لدى طالبي اللجوء من رفضهم في الدورة التأهيلية لمراكز الرعاية

كيبيك تلجأ للخارج لنجدة دور الرعاية: مشروع ريادي لجذب 550 مهاجراً للعمل فيها

طالبو اللجوء لبّوا نداء مواجهة الجائحة على الخطوط الأمامية، فأين الحقوق؟

إعادة فتح الحدود البرية أمام بعض طالبي اللجوء القادمين من الولايات المتحدة

هل أصبحت كندا ملاذاً للاجئين منذ وصول جوستان ترودو إلى الحكم؟

فئة:سياسة، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.