مشهد لوسط مدينة تورونتو الواقعة على ضفاف بحيرة أونتاريو (Philippe de Montigny / Radio-Canada)

تورونتو ومونتريال في طليعة المدن الكندية والأميركية من حيث الازدياد السكاني

حلّت تورونتو ومونتريال على التوالي في المرتبتيْن الأولى والثانية من حيث الارتفاع المسجل في عدد السكان بين مختلف المدن الكندية والأميركية حسب دراسة جديدة لجامعة رايرسون (Ryerson University) في تورونتو أَعدّ موقعُ راديو كندا تقريراً عنها.

وحلّت كالغاري والعاصمة الكندية أوتاوا وإدمونتون على التوالي في المراتب الرابعة والخامسة والسادسة، فيما آلت المرتبة الثالثة لفينيكس، عاصمة ولاية أريزونا الأميركية.

وتورونتو ومونتريال هما على التوالي أكبر مدينتيْن من حيث عدد السكان في كندا، والأولى عاصمة مقاطعة أونتاريو والثانية كبرى مدن مقاطعة كيبيك. أمّا كالغاري وإدمونتون، عاصمة ألبرتا، فهما على التوالي أكبر مدينتيْن في هذه المقاطعة الواقعة في في غرب كندا.

ومن بين المدن الـ20 الأولى في الترتيب هناك 11 مدينة في كندا هي، إضافة إلى المدن الكندية الخمس المذكورة أعلاه، التالية: لندن في أونتاريو (المرتبة الـ12) ووينيبيغ عاصمة مقاطعة مانيتوبا في وسط الغرب (المرتبة الـ13) وهاليفاكس عاصمة مقاطعة نوفا سكوشا الأطلسية (المرتبة الـ14) وفانكوفر كبرى مدن مقاطعة بريتيش كولومبيا على ساحل الهادي (المرتبة الـ15) وكيتشنر وهاميلتون في أونتاريو (على التوالي في المرتبتيْن الـ18 والـ20).

منظر من الجو لمدينة لندن في مقاطعة أونتاريو (Adam Clovin / Wikipedia)

وأعدت الدراسة الباحثتان ديانا بيترامالا وهانا شان سميث من مركز الأبحاث الحضرية وتنمية الأراضي (CUR) في جامعة رايرسون، واستعانتا في إعدادها ببيانات وكالة الإحصاء الكندية ومكتب الإحصاء الأميركي، وهما مؤسستان عامتان، لفترة الـ12 شهراً المنتهية في الأول من تموز (يوليو) 2019.

وتظهر الدراسة، على سبيل المثال، أنّ عدد سكّان تورونتو ارتفع خلال الفترة المذكورة 45.742 نسمة وعددَ سكان مونتريال 31.565 نسمة وعددَ سكان كالغاري 24.179 نسمة.

أمّا أكبر ثلاث مدن في الولايات المتحدة من حيث عدد السكان، وهي على التوالي نيويورك ولوس أنجلوس وشيكاغو، فسجّلت تراجعاً ديموغرافياً.

فنيويورك مثلاً فقدت 53.264 نسمة في الفترة المذكورة أعلاه، ما يضعها في رأس قائمة المدن الأميركية والكندية من حيث حجم الخسارة الديموغرافية.

صورة من الجو لمونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك الكندية وعاصمتها الاقتصادية (Tourisme Montréal)

وعند مقارنتها المناطق الحضرية (المتروبولية) في البلديْن، تظهر الدراسة أنّ منطقة تورونتو الكبرى (GTA) انتقلت من المرتبة الثانية في عام 2017 - 2018 إلى المرتبة الأولى في عام 2018 - 2019 (فترة الـ12 شهراً المنتهية في الأول من تموز (يوليو) في كلا العاميْن)، متجاوزةً منطقة دالاس - فورت وُرث - أرلينغتون في ولاية تكساس الأميركية.

فعدد سكان كبرى المناطق الحضرية الكندية ارتفع 127.575 نسمة خلال سنة، أي أكثر بنحو 10.000 نسمة من الارتفاع المسجّل في دالاس - فورت وُرث - أرلينغتون، رابع أكبر منطقة حضرية في الولايات المتحدة.

وحلّت مونتريال الكبرى في المرتبة السادسة مع تسجيل ارتفاع سكاني بـ65.205 نسمة، وفانكوفر الكبرى في المرتبة الثانية عشرة مع تسجيل ارتفاع بـ39.045 نسمة.

وتعزو الدراسة هذا الارتفاع السكاني في المناطق الحضرية الكندية بشكلٍ شبه كامل إلى عامل الهجرة، وتشير إلى أنّ الخبراء يرون أنّ الأزمة الحالية الناجمة عن جائحة "كوفيد - 19" لن تغيّر هذا المنحى.

"على المدى الطويل تبقى هذه المدن جذابة"، تقول بيترامالا، مضيفةً أنّ "تورونتو تبقى في وضع جيد لجذب عمّال بعد نهاية الأزمة".

منظر عام لوسط كالغاري، كبرى مدن مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (SmartCanadian99 / Wikipedia)

المهاجر الفرنسي جان ريمي بينا استقرّ في تورونتو في شباط (فبراير) الفائت، على عتبة أزمة "كوفيد - 19".

"لم تكن الأشهر الأخيرة سهلة مطلقاً. فبين البحث عن عمل وعن سكن كان المشهد ضبابياً بعض الشيء بالنسبة لي"، يقول بينا.

وآفاق العمل وفرص الأعمال التجارية هي التي جذبت في الأساس بينا إلى تورونتو، عاصمة كندا الاقتصادية والمالية.

"هي مركز أساسي بين كندا والولايات المتحدة، وأنا أحبّ كثيراً المدن الديناميكية التي تضجّ بالحركة"، يقول بينا المتخصص في التصميم الجرافيكي عن تورونتو.

المهاجر الفرنسي جان ريمي بينا استقرّ في تورونتو قُبيْل بدء أزمة "كوفيد - 19" في كندا (Philippe de Montigny / Radio-Canada)

ومن جهته يقول المحامي المتخصص في شؤون الهجرة في تورونتو جويل إتيان إنّ ملفات الهجرة التي يعمل عليها لم تتأثر بأزمة "كوفيد - 19"، ويضيف أنّ الاتصالات التي يتلقاها من أناس راغبين بالهجرة إلى كندا وتواقين إليها "لم تتأثر على الإطلاق، بل على العكس من ذلك".

ويشير إتيان في هذا الصدد إلى إصابة الكثيرين حول العالم بخيبةٍ من الطريقة التي تعاملت بها دولهم مع أزمة "كوفيد - 19".

أمّا إريك توركوت المتخصص في هندسة العمارة والتخطيط الحضري والذي يعمل لدى شركة "استراتيجيات حضرية" (Urban Strategies) في تورونتو فيرى أنّ على كبرى مدن كندا ومدنٍ كندية أُخرى إجراءَ التعديلات اللازمة لمعالجة النقص في الاستثمارات في مجال السكن والبنى التحتية والنقل العام.

ويرى توركوت أنّ تورونتو ومدناً كندية أُخرى بحاجة لنموّ منظَّم أكثر من حاجتها لمجرّد تمدّد عمراني. ويشير في هذا الصدد إلى نقصٍ في المتنزهات والمساحات الخضراء في تورونتو برز خلال الجائحة الحالية أكثر من ذي قبل مع حاجة السكان للاستفادة من حلول الربيع والطقس الجميل في ظلّ مواصلة التقيّد بإجراءات التباعد الجسدي.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا: ارتفاع طفيف في عدد الولادات في مقاطعة كيبيك، لكنّه الأوّل منذ 2012

نوفا سكوشا: أعلى وتيرة نمو سكاني في 50 سنة بفضل الهجرة

عدد سكان مقاطعة كيبيك يواصل الارتفاع لكن بوتيرة أخف من سائر كندا

فئة:اقتصاد، مجتمع، هجرة ولجوء
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.