أقرّت شرطة مونتريال في بيان نشرته أمس الإثنين بالطابع الممنهج للعنصريّة والتمييز، وتعهّدت بالعمل على مكافحته.
وأشار البيان إلى أنّ الشرطة أخذت علما بمجمل التوصيات التي رفعها مكتب الاستشارات العامّة في مونتريال.
و في واحدة من بين 38 توصية وردت في التقرير، يدعو مكتب الاستشارات العامّة مدينة مونتريال للاعتراف بصورة علنيّة وفي أقرب وقت، بالطابع الممنهج للعنصريّة والتمييز، والعمل على مكافحتها.
"نكرّر أنّ كلّ أشكال العنصريّة والتمييز سلوك محظور في ممارسات الشرطة وفي إدارة جهازنا" قالت شرطة مونتريال في بيانها.
ومن المتوقّع أن تصدر شرطة مونتريال في الثامن من الشهر المقبل مضمون سياستها بشأن الاعتقالات التي تدخل حيّز التطبيق أواخر العام الحالي، ريثما يتمّ تأهيل عناصر الشرطة عليها.
وقرّرت الشرطة تطوير سياسة خاصّة بالاعتقالات بعد تقرير صدر الخريف الماضي يشير إلى وجود تحيّز ممنهج يتعرّض له السود والشباب العرب والسكّان الأصليّون على يد الشرطة في مونتريال.
مظاهرة تنديد بمقتل الأميركي جورج فلويد في مونتريال في 07-06-2020/Graham Hughes/CP
وأعدّ التقرير عدد من الباحثين المستقلّين بناء على طلب من مدينة مونتريال في تشرين الأوّل أكتوبر الفائت.
وتعهّدت عمدة مونتريال فاليري بلانت أمس الإثنين بإنشاء منصب مفوّض لمكافحة العنصريّة والتمييز الممنهج.
وفي ردود الفعل على بيان جهاز شرطة مونتريال، ندّدت رابطة الحقوق والحريّات بموقف الشرطة التي "تلعب على الكلام" حسب الرابطة، لأنّها تتجنّب الاعتراف صراحة بوجود عنصريّة و تمييز ممنهج لديها.
وتساءلت ألكساندرا بيار رئيسة الرابطة كيف يمكن الاطمئنان إلى ما تؤول إليه الأمور إن كانت الشرطة ما زالت تسمح بوجود هذا الغموض في تعليقها .
وطلبت الرابطة من رئيس جهاز شرطة مونتريال سيلفان كارون الاعتراف صراحة بوجود عنصريّة ممنهجة وتنميط عنصري ممنهج في صفوف الشرطة، وأن يتعهّد بالعمل على مكافحته بسرعة.
وعاد الحديث عن العنصريّة والتمييز إلى الواجهة من جديد بعد مقتل الشاب الأميركي من أصل أفريقي جورج فلويد على يد شرطيّ أبيض في مدينة مينيابوليس الأميركيّة.
وأثار مقتله موجة مظاهرات مناهضة للعنصريّة والتمييز في العديد من المدن الأميركيّة والكنديّة ومدن أخرى حول العالم.
عمدة مونتريال فاليري بلانت أعلنت إنشاء منصب مفوّض لمكافحة العنصريّة والتمييز الممنهج/Ivanoh Demers/Radio-Canada
كما أثار مقتل اثنين من أبناء السكّان الأصليّين على يد الشرطة في نيو برنزويك في أقلّ من أسبوعين ردود فعل مندّدة في كندا.
وطالب ممثّلو السكّان الأصليّين وسياسيّون منتخبون محليّون بمحاربة العنصريّة الممنهجة في هذه المقاطعة الواقعة في الشرق الكندي على سواحل الأطلسي.
وفي مدينة تورونتو، جرت مظاهرات حاشدة للتنديد بمقتل شابّة سوداء تُدعى ريجيس كورسينسكي باكيت ، رمت بنفسها من الشرفة أثناء وجود الشرطة في الشقّة التي تسكنها.
وجرت مظاهرات الأسبوع الماضي في مونتريال للتنديد بالعنصريّة الممنهجة والتمييز وفظاظة الشرطة في التعامل مع الجاليات السوداء كما قالت مجموعة Occupy the hood وهي تجمّع مواطني يهدف للتنديد بالعنصريّة وفظاظة الشرطة.
المطلوب القيام بإجراءات ملموسة:
ويقول مايك دياموندي ممثّل رابطة السود في كيبيك إنّ التقرير الذي صدر الخريف الماضي بناء على طلب مدينة مونتريال يشكّل خطوة مهمّة على طريق مكافحة عدم المساواة.
ويضيف مؤكّدا على أهميّة الذهاب أبعد من الكلام والتحرّك لمكافحة العنصريّة وعدم المساواة.
ويرى الناشط في مجال الحقوق المدنيّة وحقوق الإنسان ويل بروسبير أنّ قرار عمدة مونتريال فاليري بلانت مكافحة العنصريّة يشكّل خطوة في الاتّجاه الصحيح، ويعرب عن أمله في أو تؤدّي إلى نتيجة.
ويأمل فيليب ميور رئيس تجمّع مراكز الصداقة مع السكّان الأصليّين في مونتريال في أن تتّخذ المدينة إجراءات اقتصاص تترك نتائج مهمّة لدى الشرطة بدل الدفاع عن مواقف تكون فيها الشرطة مُخطئة.
(وكالة الصحافة الكنديّة/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.