رأت العضوة في مجلس الشيوخ الكندي ليليان ديك أنّ على مفوَّضة الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) بريندا لاكي الاستقالة من منصبها وإلّا وجب فصلها منه بهدف ضمان أن تتمكن الشرطة من خدمة السكان الأصليين على أفضل وجه.
وقالت أمس السيناتورة ديك، التي تمثّل مقاطعة ساسكاتشيوان في غرب البلاد، إنّ المفوَّضة لاكي أظهرت مؤخراً أنها لا تدرك تماماً معنى العنصرية الممنهجة (العنصرية المؤسساتية) وأنها لا تملك المعرفة ولا الكفاءة الضروريتيْن لتبوّء أعلى منصب في الشرطة في كندا.
ورأت ديك أنّ مغادرة لاكي منصبها سيكون مفيداً لجميع الكنديين، بمن فيهم عناصر الشرطة الملكية.
وتنتمي ديك لـ"المجموعة التقدّمية" في مجلس الشيوخ (Progressive Senate Group - Groupe progressiste du Sénat) التي تضمّ 9 أعضاء من أصل 105 أعضاء يتكوّن منهم المجلس الأعلى في البرلمان الكندي.
وديك مولودة لأب صيني الأصل ولأم من أمّة "غوردون" من سكّان كندا الأصليين في ساسكاتشيوان (Gordon First Nation)، وهي أول امرأة من سكان كندا الأصليين أو من أصول صينية تصل إلى مجلس الشيوخ.
يُذكر أنّ المفوّضة لاكي لم تُجارِ في البداية رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو في قوله الأسبوع الماضي إنّ العنصرية الممنهجة موجودة في أوساط قوات الشرطة كما هي الحال لدى كافة المؤسسات الكندية.
لكن في تطوّر مفاجئ بدّلت لاكي موقفها يوم الجمعة معربةً على أسفها لعدم المجاهرة بوجود عنصرية ممنهجة داخل الشرطة.
"قلتُ في بعض المقابلات الصحفية مؤخراً إنّي أواجه صعوبة مع التعريف بمصطلح العنصرية الممنهجة فيما كنتُ أسعى لتسليط الضوء على العمل العظيم الذي تقوم به الغالبية الساحقة من موظفينا"، قالت لاكي في بيان مكتوب، مضيفةً "أقررتُ بأنّ لدينا، أسوةً بالآخرين، عنصرية في مؤسستنا. لكني لم أقل بشكل حاسم إنّ العنصرية الممنهجة موجودة في الشرطة الملكية الكندية، وكان يجدر بي أن أقول ذلك".
ومن جهته أعرب ترودو عن ثقته بمفوَّضة الشرطة الملكية. "هناك تغييرات عميقة علينا إجراؤها في مؤسساتنا، وعلينا أن نعمل مع أناس يريدون إدخال هذه التغييرات وأن يكونوا جزءاً من الحلّ، وأعلم أنّ المفوَّضة لاكي هي من بين هؤلاء"، قال رئيس الحكومة الليبرالية يوم الجمعة.
يُذكر أنّ لاكي هي أوّل سيدة تتبوأ منصب مفوَّضة الشرطة الملكية الكندية، وترودو هو من عيّنها في هذا المنصب في 9 آذار (مارس) 2018. واستلمت لاكي مهامها بصورة رسمية في 16 نيسان (أبريل) 2018.
من جهتها ذكّرت السيناتورة ديك بأنّه خلال إحدى جلسات الاستماع في التحقيق حول النساء والفتيات المختفيات والمقتولات من سكان كندا الأصليين التي عُقدت قبل سنتيْن قدّمت المفوَّضة لاكي الاعتذار عن "الطريقة التي عوملنا بها من قبل الشرطة الملكية الكندية" ووعدت بأن تحسّن الشرطة طريقة تعاملها مع السكان الأصليين.
لكن "من الواضح الآن أنها لا تملك المعرفة ولا المهارات القيادية للوفاء بوعدها"، أضافت ديك عن لاكي.
"الكنديون ونساء السكان الأصليين، بشكل خاص، يستحقون أفضل مفوَّض يمكن إيجاده ويكون قادراً على المباشرة بالتغييرات الضرورية لدى الشرطة الملكية الكندية وعلى قيادة هذه التغييرات من أجل الحفاظ أكثر على سلامتنا وحمايتنا من العنف"، قالت السيناتورة ديك.
من جهتها قالت متحدثة باسم الشرطة الملكية إنّ الشرطة "لا تعلّق على تصريحات صادرة عن أفراد".
وفي سياق متصل قال زعيم جمعية الأمم الأوائل في كندا بيري بيلغارد إنّ أفضل السبل للقضاء على العنصرية في أجهزة الشرطة في البلاد يكمن في فرض تغييرات ممنهجة واعتماد سياسة "التسامح صفر"، أي عدم التسامح على الإطلاق، مع كافة أشكال العنصرية من أجل إزالة كافة أشكال الاستخدام المفرط للقوة.
وأعرب بيلغارد في مؤتمر صحفي هاتفي أمس عن غضبه من سلسلة مواجهات عنيفة، وأحياناً قاتلة، بين أجهزة الشرطة ومواطنين من السكان الأصليين في مختلف أنحاء كندا.
وجدّد زعيم أهمّ منظّمة للأمم الأوائل في كندا مطالبته بإجراء تحقيق مستقل تحت إشراف طرف ثالث موثوق به في قضية مقتل شخصيْن من السكان الأصليين على أيدي الشرطة في مقاطعة نيو برونزويك (نوفو برونزويك) في شرق البلاد.
يُشار إلى أنّ وعياً عاماً حول العنصرية الممنهجة في كندا برز مجدداً، وبزخمٍ غير مسبوق، على خلفية مقتل المواطن الأميركي ذي البشرة السوداء جورج فلويد خلال توقيفه من قبل شرطي أبيض البشرة في مدينته مينيابوليس في 25 أيار (مايو) الفائت.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
المؤسسة الكندية للقروض العقارية تعيد تقييم سياساتها من زاوية مكافحة العنصرية
دعم واسع في كندا للتظاهرات الاحتجاجية ضدّ العنصرية وعنف الشرطة
ترودو ولوغو متفقان على وجود عنصرية تجاه السود ولكن ليس على وجود "عنصرية ممنهجة"
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.