تسعى شرطة أوتاوا لزيادة عدد النساء والأقليّات الدينيّة في صفوفها في إطار سياسة "الإنصاف والتنوّع والشمول" التي أطلقتها .
ويقول جيسي (إسم مستعار) الذي وافقت سي بي سي على عدم نشر اسمه، إنّه يحلم منذ أن كان في الثالثة عشرة من العمر، في الانخراط في صفوف شرطة أوتاوا.
و ينتمي جيسي إلى الجالية السوداء، وهو واحد من بين 150 عنصرا سوف ينخرطون في جهاز شرطة أوتاوا هذه السنة.
والدافع وراء رغبته في الانخراط في الشرطة، هو المساهمة في بناء الثقة مع هذه الجالية كما قال لسي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة.
وأفضل طريقة كي تفهم الشرطة هذه الجالية حسب اعتقاده، تكون من خلال أبنائها الذي تربّوا في أحيائها، ويمكنهم التواصل مع الجميع، ممّا يساهم في بناء الثقة معهم وردم الهوّة بينهم وبين عناصر الشرطة.
ويأتي انخراطه في جهاز شرطة أوتاوا في وقت تجري مظاهرات مناهضة للعنصريّة فظاظة الشرطة في العديد من المدن الأميركيّة والكنديّة ومدن حول العالم، بعد مقتل الشاب الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطيّ أبيض في مينيابوليس في ولاية مينيسوتا.
ويقول المفتّش ديف زكرياس من قسم التوظيف في شرطة أوتاوا إنّ المتطلّبات الأساسيّة للانخراط في الشرطة لم تتغيّر، ولكنّ برنامج "الإنصاف والتنوّع والشمول" يحرص على أن يعكس جهاز الشرطة صورة المجتمع بموجب قانون خدمات الشرطة في مقاطعة أونتاريو.
ويقول زكرياس إنّ هذا الإجراء بالغ الأهميّة في ما يتعلّق بشرعيّة خدمات الشرطة في نظر المجتمع بالإجمال.
وتمثّل الأقليّات الظاهرة 15 بالمئة فقط من مجموع عناصر شرطة أوتاوا، في حين تمثّل هذه الأقليّات 26 بالمئة من سكّان عاصمة البلاد.
ارتفاع الطلب على الانخراط في الشرطة:
وارتفع عدد طلبات الانخراط في جهاز شرطة أوتاوا من نحو 600 طلب في السنة ، إلى 1600 طلب العام الحالي.
ويعزو المفتّش ديف زكرياس الارتفاع إلى إزالة عدد من العوائق التي كانت تحول دون تقديم بعض المرشّحين المهمّشين طلباتهم.
ويعطي مثالا على ذلك اختبارا يجري في بداية عمليّة تقديم الطلب، تبلغ تكلفته 300 دولار، و يديره قادة شرطة أونتاريو.
وتضاعف عدد الطلبات أربع مرّات بفضل سياسة "الإنصاف والتنوّع والشمول "، من قبل بعض المجموعات، بمن فيها النساء وأبناء الأقليّات الدينيّة الذين بلغت نسبتهم 40 بالمئة من المرشّحين.
قلق بشأن إبقاء مقدّمي الطلبات:
ويقول جيرار إتيين الرئيس المشارك لمجلس العدالة المجتمعيّة للشرطة إنّه مرتاح لنتائج التوظيف ولكنّ مرحلة ما بعد التخرّج تثير قلقه.
"القضيّة الأساسيّة
تكمن في ما إذا كان سيتمّ الإبقاء على الذين يتمّ توظيفهم. وهذا ما لم أره بعد من حيث خطّة هذه المجموعة": جيرار إتيين الرئيس المشارك لمجلس العدالة المجتمعيّة للشرطة.
وتتمّ توأمة العناصر الجديدة التي تمّ توظيفها مع ضابط مدرِّب طوال 500 ساعة، لنحو أربعة أشهر.
ويبدأ العناصر الجدد في هذه المرحلة بالانخراط في ثقافة الشرطة القائمة حاليّا كما يقول إتيين، وهي تحت رقابة شديدة منذ فترة، بسبب بعض الحوادث، بعد أن تمّ التداول بكثرة داخل الشرطة بشريط فيديو وصفه قائد شرطة أوتاوا بيتر سلولي بأنّه مقزّز وعنصري، وفتح تحقيقا بشأنه.
ويقول المفتّش ديف زكرياس إنّ فريقه يعدّ برنامج إرشاد للموظّفين الجدد، ما زال في طور التصميم، يكون متاحا لهم في السنوات الثلاث الأولى من عملهم.
ضغوط على فوج الموظّفين للعام 2020:
و التوقّعات كبيرة بشأن التغيير الذي يمكن أن يحدثه الفوج الجديد من الموظّفين في جهاز شرطة أوتاوا الذين ينخرطون في مرحلة مفصليّة من التاريخ كما يقول جيرار إتيين الرئيس المشارك لمجلس العدالة المجتمعيّة للشرطة، ويأمل في أن يترك عددهم المرتفع تداعيات إيجابيّة على شرطة أوتاوا.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.