الحاكم الجديد لبنك كندا تيم ماكلِم (Adrian Wyld / CP)

بنك كندا مع سعر فائدة متدنٍّ لدعم النهوض و”الحفرة عميقة وطريق الخروج منها طويل”

قال الحاكم الجديد لبنك كندا (المصرف المركزي) تيف ماكلِم إنّ البنك لا ينوي رفع معدلات الفائدة نظراً للظروف الاقتصادية الراهنة الناجمة عن جائحة "كوفيد - 19".

وأضاف ماكلِم أنّ بنك كندا سيركّز على تقديم معدلات فوائد متدنية في المستقبل المنظور بهدف دعم التعافي الاقتصادي.

وهذا الأمر يساهم أيضاً في تخفيف عبء خدمة الدين عن كاهل الكنديين، أفراداً ومؤسسات، لاسيما إذا كانوا قد اقترضوا المال لمواجهة الأزمة الحالية، أشار ماكلِم.

ولن ترتفع أسعار الفوائد إلّا عندما يصبح الاقتصاد الوطني في عزّ تعافيه، وهذا سيستغرق وقتاً طويلاً برأي الحاكم.

وجاء كلام ماكلِم أمس في أوّل إطلالة له كحاكمٍ لبنك كندا أمام اللجنة المالية التابعة لمجلس العموم. كما أنّ هذا الكلام هو أوّل تصريح علني له منذ تبوئه منصبه الجديد في الثالث من حزيران (يونيو) الجاري.

مقر بنك كندا في أوتاوا (أرشيف) / Radio-Canada

يُذكر أنّ بنك كندا خفّض معدل الفائدة الأساسي ثلاث مرّات في آذار (مارس) الفائت إلى أن بلغ 0,25%، أدنى مستوياته التاريخية، بهدف دعم الاقتصاد والنظام المالي الكندييْن خلال جائحة "كوفيد - 19". كما أطلق للغاية نفسها برنامجاً غير مسبوق لشراء سندات حكومية وأوراق تجارية لتيسير التدفقات الائتمانية في الأسواق المالية.

وهذا المستوى لمعدّل الفائدة الأساسي، وهو سعر الفائدة لليلة واحدة بين المصارف، هو أدنى ما يمكن لبنك كندا بلوغه دون إلحاق الأذى بالاقتصاد.

ورأى ماكلِم أنّ كندا ستخرج من الأزمة "يوماً ما" وسيتعافى الاقتصاد و"تبدأ معدلات الفوائد العودة إلى مستويات عادية بدرجة أكبر"، "لكننا (الآن) في حفرةٍ عميقة وطريق الخروج منها سيكون طويلاً".

وفي كلمته أمام اللجنة البرلمانية قال ماكلِم إنّ بنك كندا ركّز في الأسابيع الأولى لأزمة "كوفيد - 19" على استعادة الشروط الضرورية لسوق منتظمة، ورأى أنّ هذه الجهود بدأت تثمر مع عودةٍ للأوضاع إلى طبيعتها.

مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا (أرشيف) /Radio-Canada / Paul Skene

مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا (أرشيف) / Radio-Canada / Paul Skene

وقال ماكلِم إنّ بنك كندا يحوّل تركيزه الآن إلى المسار المستقبلي للسياسة النقدية، وأشار إلى أنّ خطوة هامة ستُتّخذ في هذا المجال مع نشر البنك توقعاته الاقتصادية في تموز (يوليو) المقبل.

ومن المرجّح أن يتضمن تقرير بنك كندا الشهر المقبل حول السياسة النقدية أفضل التوقعات وأسوأها بدلاً من أرقامٍ دقيقة عن إجمالي الناتج المحلي ومعدل التضخم، وذلك بسبب مسار الجائحة المجهول لغاية الآن، قال ماكلِم.

وأضاف الحاكم أنّ التقرير سيعطي تفاصيل عن المخاطر المحتمَلة التي تواجه الاقتصاد والتحديات التي تواجه بنك كندا في جعل معدل التضخم ضمن النطاق المستهدَف من قبله.

وتساهم حصيلة التقرير في تحديد حجم التحفيزات المالية الضرورية ومدتها، قال ماكلِم.

مصنع لانتاج خشب البناء في كندا (أرشيف) / Radio-Canada

وأضاف ماكلِم أنه يتوقع نمواً اقتصادياً في الربع الثالث من العام الحالي بعد أن أفادت بيانات العمل الأخيرة الصادرة عن وكالة الإحصاء الكندية أنّ سوق العمل في البلاد استعادت 290.000 وظيفة في أيار (مايو) وأنّ عدد الموظفين الذين تقلّص دوام عملهم جرّاء الجائحة قد تراجع مع إعادة فتح الاقتصاد بشكل تدريجي بعد تخفيف حكومات المقاطعات والاقاليم الإجراءات التقييدية غير المسبوقة التي كانت قد فرضتها للحدّ من انتشار الجائحة، كما أنّ عدد الباحثين عن عمل يسجّل ارتفاعاً.

"أعتقد أننا سنرى أرقاماً جيدة (في الربع الثالث)، لكنّي أشدّد على أنّه حتى السيناريو الإيجابي لم يزل سيئاً جداً"، قال الحاكم الجديد لبنك كندا.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا: استعادة 290 ألف وظيفة في أيار (مايو) لكن ارتفاع معدل البطالة إلى 13,7%، الأعلى تاريخياً

بنك كندا مهتم بالتوازن بين العرض في اقتصاد ما بعد الجائحة وطلب المستهلكين

تيف ماكلِم حاكماً جديداً لبنك كندا خلفاً لستيفن بولوتز المنتهية ولايته في زمن الشدائد

كندا دخلت في ركود وهو "تراجع واضح ومتواصل وواسع في النشاط الاقتصادي الكلّي" حسب معهد "سي دي هاو"

بنك كندا يخفّض الفائدة الأساسية 0,5 نقطة، مرة ثالثة في مارس، إلى 0,25%

فئة:اقتصاد
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.