فشلت أمس الأربعاء كندا في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في عملية تصويت نُظّمت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أفرزت عن فوز النرويج وإيرلندا.
وهذه ثاني انتكاسة تتعرض لها كندا خلال 10 سنوات للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن. ففي عام 2010، هُزمت بشكل ملحوظ من قبل البرتغال.
وبعد إعلان نتائج التصويت وفي حديثه للصحفيين من نيويورك، قال فرانسوا فيليب شامبان، وزير الخارجية الكندي إنّه إنه فخور بالحملة الكندية وشكر الدبلوماسيين الكنديين على الجهود التي بذلوها خلال السنوات الأربع الماضية.
وأضاف: "لقد سمحت هذه الحملة لكندا بتعزيز وتجديد العديد من علاقاتها الثنائية، على مدى السنوات الأربع الماضية. لقد قمنا باتصالات لا تعد ولا تحصى على جميع المستويات وعززنا الصداقات التي ستستمر في السنوات قادمة".
ومن جانبه، هنّأ مساء الأمس رئيس الحكومة جوستان ترودو النرويج ويرلندا في بيان صحفي.
وقال إن "كندا كانت تهدف للحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي للعمل مع الدول الأخرى لبناء عالم أفضل يفيد الجميع. عالم يشجّع السلام الدائم، ويحارب آثار تغير المناخ ، ويعزز تعددية الأطراف والأمن الاقتصادي والنهوض بالمساواة بين الجنسين."
Here's Minister of Foreign Affairs @FP_Champagne casting Canada's vote in the UN Security Council election. There's also a vote today for President of the General Assembly and membership on the Economic and Social Council pic.twitter.com/CDNmNae69Z
— Steven D'Souza (@cbcsteve) June 17, 2020
وفي حديث مع هيئة الإذاعة الكندية، أعزى جيل ريفار، النائب السابق لممثل الدائم لكندا لدى الأمم المتحدة، الهزيمة الكندية إلى تأخّرها في دخول السباق.
وقال الدبلوماسي السابق :"ترشّحنا في وقت متأخر. هذا هو أحد الأسباب الرئيسية لهزيمتنا. عندما أعلن السيد ترودو أن كندا عادت، كان الأمر جيدًا ، باستثناء أنه في نوفمبر تشرين الثاني 2016 تغيرت الأمور مع انتخاب الرئيس دونالد ترامب في الولايات المتحدة."
واضطرت كندا أن تركز معظم طاقاتها في مجال السياسة الخارجية على جارتها الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلّق بإعادة فتح اتفاق التبادل التجاري الحر في شمال أمريكا المعروف بـ"نافتا".
ووفقًا لجيل ريفار الذي شغل منصب سفير كندا في هايتي في ظلّ المحافظين، "سيتعين على جوستان ترودو إعادة النظر في الطريقة التي يتعامل بها كرئيس حكومة."
"وعلى الرغم من أن كندا لم يعد لديها النفوذ الذي كانت تتمتع به في الأمم المتحدة ، إلا أنها لا تزال تحظى بالاحترام داخل المؤسسة حيث تعزز الحكومة الحالية التعددية."، كما أضاف.
ويذكّر الدبلوماسي أنّ ما قاله جوستان ترودو ليلة فوزه في انتخابات 2015 حول عودة كندا "شيء جميل"، لكنّ على سبيل المثال ، كان لدينا الكثير من ضباط الشرطة في صفوف الأمم المتحدة ، وعملوا في العديد من البلدان. لكنّنا خفّضنا عددهم بكثير."

الدبلوماسي الكندي السابق جيل ريفار - Radio Canada
وأعطى مثالًا آخر حول مشاركة كندا في مالي التي جاءت "متأخّرة وبقينا لمدة عام. ولو بقينا سنة أخرى ، لكان من الممكن أن يجلب لنا ذلك الدعم."
وفيما يتعلق بقوات حفظ السلام ، فإن "إيرلندا والنرويج تبذلان جهودا أكبر بكثير، وهذا أحد أبرز العناصر التي لها وزن في مجلس الأمن. وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن ميزانيتنا للتنمية الدولية لم تزد، ومرة أخرى ، تقوم النرويج وأيرلندا بأكثر مما نقوم به."، كما قال جيل ريفار الذي يرى أنّه " لا يمكن أن نأمل في الحصول على أكثر مما قدّمنا."
وختم الدبلوماسي السابق حديثه قائلًا إنّ ما حدث لا يمكن اختصاره في كلمة فشل" فهناك نقاط إيجابية. فقد قطعت كندا على نفسها التزامات كبيرة في سياق جائحة كورونا وقد أطلقنا مبادرات معينة. وأعتقد أن الدول الأعضاء ستقدر ذلك بشكل كبير. إنها صورة كندا في أفضل ما يمكن أن تقدمه ، ومن المؤكد أن العلاقات التي طورها وزير الخارجية فرانسوا فيليب شامباني والسفير مارك أندريه بلانشار ستكون مربحة على المدى الطويل."، كما قال.
(راديو كندا الدولي / سي بي سي )
روابط ذات صلة:
كندا تُخفِق في الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي
موفد كندي خاص إلى أربع دول عربية لدعم ترشّح كندا إلى مجلس الأمن
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.