لقطة من احتفالات جرت في مونتريال بمناسبة اليوم الوطني للسكان الأصليين في 21 حزيران (يونيو) 2016 (Charles Contant / Radio-Canada)

الانقلابُ الصيفي، اليومُ الوطني لسكان كندا الأصليين، مناسبةٌ بين الألم والأمل

تُحيي كندا "اليوم الوطني لشعوب السكان الأصليين" بنسخته السنوية الـ24 بعد غدٍ الأحد الموافق فيه 21 حزيران (يونيو). كما أنّ هذا الشهر هو "الشهر الوطني لتاريخ السكان الأصليين".

ففي 10 تموز (يوليو) 1996 أعلن حاكم كندا العام آنذاك، روميو لوبلان، هذا التاريخ من كلّ عام يوماً وطنياً للسكان الأصليين (National Aboriginal DayJournée nationale des Autochtones).

وهذا التاريخ هو مناسبة "لجميع الكنديين لإحياء التراث الفريد والثقافات المتعددة والإنجازات البارزة للأمم الأولى وشعوب الإنويت والخلاسيين. ويعترف الدستور الكندي بهذه المجموعات الثلاث على أنها السكان الأصليون" لكندا، كما يقول موقع الحكومة الكندية.

وينحدر الخلاسيون (الـ"ميتي" Métis) في كندا من التزاوج بين الأوروبيين البيض والسكان الأصليين، وبشكل أساسي من تزاوج بين صائدي فراء فرنسيين ونساء من السكان الأصليين.

وبالرغم من وجود أوجه تشابه عديدة بين هذه المجموعات ، فلكلّ واحدةٍ منها تراثها ولغتها وممارساتها الثقافية ومعتقداتها الروحية الخاصة بها.

زعيم جمعية الأمم الأولى في كندا بيري بيلغارد في صورة مأخوذة في الأول من أيار (مايو) 2018 (Justin Tang / CP)

وبعد استشارتها جمعيات السكان الأصليين في البلاد، اختارت الحكومة الكندية الحادي والعشرين من حزيران (يونيو) من كل سنة، وهو يوم الانقلاب الصيفي، لإحياء هذا اليوم الوطني.

فعلى مرّ أجيال عديدة احتفلت جماعات كثيرة من السكان الأصليين بثقافتها وتراثها في هذا اليوم أو في الفترة الزمنية المحيطة به، وذلك بسبب رمزية يوم الانقلاب الصيفي، فهو اليوم الذي يضمّ أطول فترة نهار في كلّ السنة.

وفي 21 حزيران (يونيو) 2017 أعلن رئيس الحكومة الليبرالية جوستان ترودو تسمية هذا اليوم "اليوم الوطني لشعوب السكان الأصليين" (National Indigenous Peoples Day - Journée nationale des peuples autochtones).

ويحلّ اليوم الوطني لشعوب السكان الأصليين هذه السنة فيما تشهد كندا وعياً عاماً حول مسألة العنصرية الممنهجة بحقّ الأقليات الظاهرة، لاسيما السود والسكان الأصليين، برز مجدداً وبزخمٍ غير مسبوق على خلفية مقتل المواطن الأميركي ذي البشرة السوداء جورج فلويد خلال توقيفه من قبل شرطي أبيض البشرة في مدينته مينيابوليس في 25 أيار (مايو) الفائت.

رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (الثاني من اليسار) مُجذّفاً في قارب على نهر أوتاوا بعد مشاركته في مراسم شروق الشمس في مدينة غاتينو الكيبيكية الواقعة على النهر المذكور في إطار اليوم الوطني للسكان الأصليين في 21 حزيران (يونيو) 2016 (Sean Kilpatrick / CP)

ونظراً لكون ظروف الصحة العامة مختلفة هذه السنة في ظلّ جائحة "كوفيد - 19"، حثّت الحكومة الفدرالية المواطنين على إحياء "الشهر الوطني لتاريخ السكان الأصليين" و"اليوم الوطني لشعوب السكان الأصليين" في منازلهم، حفاظاً على صحتهم.

ودعت الحكومة المواطنين لإثراء معلوماتهم عن السكان الأصليين وثقافاتهم المتنوعة من خلال مطالعة كتب رقمية عديدة وضعتها بتصرفهم على رابط "قراءات عن السكان الأصليين" (Lectures Autochtones - Indigenous Reads) أو من خلال زيارة افتراضية، على شبكة الإنترنت، للعديد من المتاحف الكندية.

وحسب الإحصاء السكاني الرسمي الأخير في كندا، الذي أجرته وكالة الإحصاء الكندية عام 2016، بلغ عدد المواطنين الذين قالوا إنهم ينتمون لسكان كندا الأصليين، وفق التعريف المحدد في الدستور، 1.673.785 نسمة من أصل إجماليّ عدد السكان البالغ آنذاك 35.151.728 نسمة، أي أنّهم كانوا يشكلون 4,76% من إجماليّ سكان البلاد.

وبموجب الإحصاء السكاني المشار إليه كان السكان الأصليون المجموعة التي سجّلت أعلى نسبة نموّ سكاني في كندا، إذ ارتفع عددهم بـ42,5% خلال 10 سنوات بين الإحصاء السكاني عام 2006 وإحصاء عام 2016.

كما أنّ السكان الأصليين هم المجموعة الأكثر فتوةً في المجتمع الكندي، فنحوٌ من 44% منهم كانوا دون سنّ الـ25 عام 2016.

ريَش النسر هي من الرموز المقدّسة لدى السكان الأصليين (Radio-Canada)

وأدرجت الحكومة الفدرالية اليوم الوطني لشعوب السكان الأصليين ضمن برنامج "الاحتفال بكندا" (Celebrate Canada - Canada en fête) الذي يضمّ أعياداً أُخرى، أولها بالترتيب الزمني هو عيد القديس يوحنا المعمدان (la Saint-Jean-Baptiste)، يحيى بن زكريا في الإسلام، في 24 حزيران (يونيو) وهو عيد الكنديين الناطقين بالفرنسية منذ نحو قرنيْن من الزمن و"العيد الوطني" لكيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، منذ عام 1977.

ويضمّ البرنامج أيضاً اليوم الكندي للتعدية الثقافية (Canadian Multiculturalism Day - Journée canadienne du multiculturalisme) ويجري إحياؤه في 27 حزيران (يونيو).

ومسكُ ختام برنامج "الاحتفال بكندا" هو يوم كندا الوطني (Fête du Canada - Canada Day) في الأول من تموز (يوليو).

(موقع الحكومة الكندية / وكالة الإحصاء الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

كندا تحيي اليوم الوطني لسكانها الأصليين

كندا: دعوة من لجنة المصالحة والحقيقة لإزالة "الهوة التربوية"

السكان الأصليون يزيلون الحواجز عن السكك الحديد في كاناواكي وليستوغوج

سيناتورة تطالب باستقالة مفوَّضة الشرطة الملكية على خلفية العنصرية الممنهجة

فئة:السكان الأصليون، سياسة، مجتمع
كلمات مفتاحية:،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.