باشرت مدينة إدمنتون عاصمة مقاطعة ألبرتا تطبيق حظر النارجيلة في الأماكن العامّة اعتبارا من مطلع تمّوز يوليو الجاري.
ويهدف قرار المجلس البلدي إلى تأمين مساحة عامّة خالية من الدخان في الداخل، بعد قرار اتّخذته عام 2018 ، ودعت فيه أصحاب محلّات النارجيلة أو الشيشة إلى تحسين أنظمة التهوية في محلّاتهم، و أطلعتهم في العام التالي على نيّتها في حظر النارجيلة في الأماكن العامّة.
وأثار القرار قلق العديد من أصحاب المطاعم الذين تشكّل النارجيلة نسبة كبيرة من أرباحهم.
ويقول شوقي منصف صاحب مطعم مزاج للمأكولات الشرق أوسطيّة في إدمنتون إنّ حظر النارجيلة يؤثّر في عمله، ولا يكفي مدخوله من بيع الطعام لتغطية تكاليف تشغيل المطعم ودفع الإيجار الشهري البالغ 45 ألف دولار.

تدخين النارجيلة مناسبة لأبناء الجاليات المهاجرة لكسر العزلة ولقاء الآخرين/JonathanHayward)/CP
تدخين النارجيلة تقليد قديم:
وتجتذب النارجيلة العديد من الزبائن من أصول شرق أوسطيّة وأفريقيّة،ويعود التقليد إلى عقود خلت في العديد من الدول مثل الهند وإيران وأثيوبيا وسواها.
ويدرك دون آيفيسن عمدة إدمنتون هذا الترابط بين صالات النارجيلة و هذا التقليد الذي يندرج في العادات الثقافيّة، ويدرك في الوقت عينه الترابط بين التدخين في الأماكن المغلقة في الداخل ومشاكل الصحّة العامّة.
وشجّع العمدة أصحاب صالات النارجيلة على التقدّم بطلب للحصول على الإعانات التي تقدّمها المدينة للشركات الصغيرة لدعمها خلال جائحة كوفيد-19.
وطالما تحدّث المجلس البلدي كما قال العمدة آيفيسون، عن الصحّة العامّة والصحّة في محيط العمل ومبدأ السلامة.
ويهدف قرار حظر النارجيلة إلى تأمين مساحة عامّة خالية من الدخان والسجائر والسيجارة الإلكترونيّة.
وتتعرّض المحلّات المخالفة لغرامة ماليّة تصل إلى 500 دولار وإلى احتمال خسارة رخصة العمل، ويتعرّض الأفراد لغرامة قدرها 250 دولارا كما أوضح المجلس البلدي.
وأثنى ليس هاyن مدير مجموعة "أكشن أون سموكينغ أند هيلث" التي تنشط لمنع التدخين في الأماكن العامّة، على قرار مدينة إدمنتون.

سيتخوّف أصحاب المطاعم التي تقدّم النارجيلة في إدمنتون على مستقبل عملهم بعد حظرها/Geneviève Tardif/Radio-Canada
ودعا هاغن حكومة ألبرتا برئاسة جيسن كيني إلى تطبيق الإجراء في مختلف أنحاء المقاطعة، مشيرا إلى أنّ مدنا عديدة في ألبرتا، من بينها كالغاري، ما زالت تسمح بالنارجيلة في الأماكن العامّة.
وأشار هاغن إلى أنّ الدخان الثانوي مسرطِن، والتعرّض له مضرّ و يؤدّي إلى الوفاة.
وأكّد على أهميّة حماية العمّال من الدخان الثانوي، وأنّ بإمكان التقليد أن يستمرّ ولكن ليس في الأماكن العامّة كما قال.
وأعرب أصحاب المطاعم الثلاثة الذين تحدّثوا إلى سي بي سي عن استغرابهم لموقف المجلس البلدي الذي فرض عليهم قبل سنتين تغيير أنظمة التهوية في محلّاتهم.
وبلغت كلفة التحسين 60 ألف دولار، لتعود بعدها البلديّة إلى حظر النارجيلة كليّا كما قالوا.
ولم يوضح المجلس البلدي سبب تغيير موقفه، وما إذا كان قد أجرى دراسة حول فعاليّة أنظمة التهوية قبل اتّخاذ قراره بحظر النارجيلة.
ويقول د. رشاد أنطونيوس أستاذ علم الاجتماع في جامعة أوكام في مونتريال والخبير في الأبعاد الثقافيّة والاندماج، إنّ لقرار حظر النارجيلة تأثيرا إيجابيّا على الصحّة، ولكنّه ينبغي أخذ العامل الاجتماعي بالاعتبار.
"بالنسبة للمجموعات المهاجرة،تشكّل هذه الأماكن التي يلتقون فيها طريقة لكسر العزلة وإقامة الروابط الاجتماعيّة": د. رشاد أنطونيوس أستاذ علم الاجتماع في جامعة أوكام.
وقد يكون من الأفضل أن يتحمّلوا مسؤوليّاتهم حول قراراتهم الخاصّة وخطرها على الصحّة.
ونظرا لخصوصيّة النارجيلة ودورها الاجتماعي مقارنة بعادات أخرى، كان من الأفضل أخذ الوقت لتحليل كلّ الخيارات الممكنة حسب قول د. رشاد أنطونيوس أستاذ العلوم الاجتماعيّة في جامعة أوكام.
(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.