لوغو "رويال بنك أوف كندا" في وسط تورونتو (أرشيف) / Nathan Denette / CP

إجراءات في أكبر المصارف الكندية لتعزيز تنوّع موظفيه من رأس الهرم ونزولاً

كشف مصرف "رويال بنك أوف كندا" (RBC) أمس عن سلسلة إجراءات تهدف لتعزيز التنوّع في أوساط موظفيه، من ضمنها زيادة نسبة توظيف الكوادر في أوساط ذوي الكفاءات الذين يعتبرون أنفسهم من السود والسكان الأصليين أو ذوي البشرة الملونة من 20% إلى 30% من العدد الإجمالي.

ومن بين الإجراءات التي أعلن عنها المصرف إلزامُه جميع موظفيه باتّباع دورات توعية وتأهيل في مجال مكافحة العنصرية والتمييز والتحيّز، وإدراجُه التنوّع والإحتواء المجتمعي ضمن أهداف الأداء الإداري لكبار مسؤوليه التنفيذيين.

كما أعلن أكبر المصارف الكندية من حيث الأصول والقيمة السوقية تقديم 100 مليون دولار على الأقل على امتداد السنوات الخمس المقبلة على شاكلة قروض لمؤسسات صغيرة يملكها متعهدون من ذوي البشرة السوداء.

وسيخصص المصرف مبلغاً إضافياً قدره 50 مليون دولار لبرامج تركّز على تنمية المواهب وتوفير الإرشاد والتوجيه لـ25.000 شخص من جيل الشباب يأتون من مجموعات ناقصة التمثيل.

ولضمان بلوغ الأهداف سيجعل المصرف بياناته السنوية أكثر تفصيلاً وشفافية في المواضيع المتصلة بالمساواة في الأجور والتنوّع العرقي والإثني في أوساط موظفيه.

الرئيس التنفيذي لـ"رويال بنك أوف كندا" دايف ماكاي (Mike Symington / CBC)

ويقول الرئيس التنفيذي لـ"رويال بنك أوف كندا" دايف ماكاي إنّ هذه الخطة انبثقت من حوارات متواصلة يجريها المصرف حول مسألة التمييز الممنهج (التمييز المؤسساتي) وجلسات "الإصغاء" التي يعقدها بهدف سماع أصوات موظفيه السود ومن السكان الأصليين وذوي البشرة الملونة بشكل أفضل.

"الاستماع إلى قصصهم… إلى ما يختبرونه يومياً في حياتهم، إلى ما يروُونه لعائلاتهم وأولادهم عن العيش في مجتمعنا وعن مكان العمل، هو أمر صادم حقاً"، يقول ماكاي.

"توصلنا الى أن ندرك أننا فعلاً لم نكن على علمٍ بما يجري. لم نكن نفهم العنصرية الممنهجة"، يضيف ماكاي في مقابلة صحفية.

ويشير ماكاي إلى أنّ المصرف يعمل بجدّ منذ زمن بعيد لكي تعكس قوته العاملة صورة التركيبة العرقية والجندرية لكندا، ويضيف أنه أدرك أنّ هناك ضرورة للقيام بالمزيد في هذا المجال بعد مقتل المواطن الأميركي ذي البشرة السوداء جورج فلويد خلال توقيفه من قبل ضباط شرطة بيض البشرة في مدينته مينيابوليس في 25 أيار (مايو) الفائت.

مشهد من الاحتفالات بمناسبة اليوم الوطني للسكان الأصليين في 21 حزيران (يونيو) 2016 في مونتريال (Charles Contant / Radio-Canada)

وتفيد إحصائيات "رويال بنك أوف كندا" أنه في عام 2019 قال ما نسبته 1,3% من موظفيه العاملين في كندا إنهم ينتمون للسكان الأصليين، فيما كان 37% من موظفيه من المنتمين للأقليات.

وحسب تحديد المصرف، ينتمي للأقليات كلُّ شخص ليس من السكان الأصليين ولا ينتمي للعرق القوقازي أو ليس أبيض البشرة.

وشكّل المنتمون للأقليات 19% من كبار المسؤولين التنفيذيين في المصرف و39% من موظفي الإدارة الوسطى والإدارة الوسطى العليا العامَ الماضي.

ويريد المصرف زيادة هذه النسب المئوية، كما تعهّد بأن يشكّل السكان الأصليون والسود والشباب من ذوي البشرة الملونة 40% من إجمالي المشاركين في برامجه التدريبية.

ويقول ماكاي إنّ الإجراءات التي يتوجه بها المصرف إلى جيل الشباب بالغة الأهمية. ويشير في هذا المجال إلى تجربته الشخصية، هو القادم من أسرة متدنية الدخل.

"لم يكن لديّ اتصالات (في عالم الأعمال) على الإطلاق، لكني ذهبتُ إلى كلية أتاحت لي الحصول على هذا المنصب، وأعتقد أنّ علينا أن نجعل هذا الأمر مُتاحاً بشكل أوسع للجالية السوداء"، يضيف ماكاي.

كندا تحيي في شباط فبراير شهر تاريخ السود/Radio-Canada

شابة كندية سوداء (Radio-Canada)

وتلي هذه الإجراءات التي أعلن عنها المصرف أمس بياناً أصدره الشهر الفائت جدّد فيه التزامه بالتنوّع والاحتواء المجتمعي وأعلن فيه تقديم هبات مالية لجمعيات تنشط في مجال مكافحة العنصرية والتمييز.

وهذه الإجراءات من قبل "رويال بنك أوف كندا"، أسوةً بإجراءات مماثلة أعلنت عنها مصارف ومؤسسات مالية ومؤسساتٌ أُخرى خاصة وعامة في كندا، هي ثمرة نقاش عام حول العنصرية الممنهجة في كندا ووعيٍ جماعي إزاءها برزا مجدداً وبزخم غير مسبوق على خلفية مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

سيناتورة كندية تطالب باستقالة مفوَّضة الشرطة الملكية على خلفية العنصرية الممنهجة

المؤسسة الكندية للقروض العقارية تعيد تقييم سياساتها من زاوية مكافحة العنصرية

دعم واسع في كندا للتظاهرات الاحتجاجية ضدّ العنصرية وعنف الشرطة

ترودو ولوغو متفقان على وجود عنصرية تجاه السود ولكن ليس على وجود "عنصرية ممنهجة"

فئة:اقتصاد، مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.