حثّت مجموعة من خبراء الأمراض المعدية الحكومة الكنديّة وحكومات المقاطعات على الحدّ من كوفيد-19 وليس القضاء عليه، في وقت يستأنف المجتمع العمل من جديد كالمعتاد.
وأشار 18 خبيرا في الأمراض المعدية، في رسالة مفتوحة موجّهة إلى رئيس الحكومة جوستان ترودو ورؤساء الحكومات المحليّة في المقاطعات، إلى أنّ منع كلّ حالة واحتواءها ليس حلّا قابلا للحياة في هذه المرحلة من الجائحة.
"علينا أن نقبل أنّ جائحة كوفيد-19 ستبقى معنا لفترة من الوقت، وأن نتعلّم كيف نتعامل معها" كتب الخبراء في رسالتهم.
ومن بين الموقّعين على الرسالة د.غريغوري تايلور ، مدير وكالة الصحّة العامّة السابق، و د. ديفيد باتلر جونز، أوّل من تولّى هذا المنصب، و د. روبرت بيل وزير الصحّة المساعد السابق في أونتاريو، و د. أونيي إنّوروم رئيس جمعيّة الأطبّاء السود في أونتاريو وسواهم.
د. تيريزا تام مديرة وكالة الصحّة العامّة ونائبها د. هوارد إنجو في 03-07-2020/Justin Tang/CP
"الناس الذين يتألّمون الأكثر هم ذوو الدخل المتدنّي، العالقون في شقق سكنيّة وليس لديهم سطح أو منزل ريفي يخرجون إليه" كتب د. نيل راو أخصّائي الأمراض المعدية وعالم الأحياء الدقيقة الطبيّة في جامعة تورونتو، أحد موقّعي الرسالة.
وفي حين تهدف إجراءات الإغلاق والتباعد الجسدي للحدّ من انتشار الفيروس وتبسيط المنحنى، لتخفيف العبء عن النظام الصحّي، فإنّ القضاء على الفيروس هدف مختلف كما قال د. نيل راو.
ودعا موقّعو الرسالة الحكومة الكنديّة وحكومات المقاطعات إلى الاستجابة لتراجع حالات الإصابة بمرض كوفيد-19، من خلال تخفيف القيود بعناية كما كتبوا في رسالتهم.
وسوف يكون من الممكن على ضوء ذلك إعادة فتح المدارس ومراكز الرعاية الصحيّة بعناية.
صفّ انتظار أمام مطعم في أوتاوا في 12 -06-2020 مع تطبيق المرحلة الثانية من إعادة فتح الاقتصاد في أونتاريو/Justin Tang/CP
كما يكون بإمكان العائلات أن تجتمع من جديد بعد أن تستعيد ثقتها بالإجراءات الملائمة المتّخذة كما قال أخصّائي الأمراض المعدية د. نيل راو.
وتدعو الرسالة إلى تحسين مراقبة الأمراض من خلال توجيهات قرارات إعادة الفتح، بما في ذلك تحسين موارد الصحّة العامّة ليصار إلى إجراء اختبارات الفيروس وتتبّع حالات الاختلاط على نحو فعّال.
ويشير د. نيل راو إلى أنّ العديد من الدول الأوروبيّة أبدت استعدادها لاستقبال المسافرين الكنديّين الواصلين إليها جوّا، دون إلزامهم بالعزل.
بالمقابل، تُرغم كندا المسافرين الواصلين إليها من دول منخفضة المخاطر في أوروبا عزل أنفسهم لدى وصولهم، ولا تعاملها بالمثل كما قال د. راو.
وأعرب عن رغبته في أن تلعب الحكومة الكنديّة دورا قياديّا في الإرشادات والتوجيهات المتعلّقة بإعادة فتح المدارس ، التي يرى الخبراء أنّها مهمّة للنموّ الأكاديمي والاجتماعي للأطفال.
ويعتبر د. نيل راو أنّ كيبيك هي أفضل مثال، لأنّها مضت قدما في تخفيف القيود رغم ارتفاع معدّل حالات الإصابة بمرض كوفيد-19 فيها.
ويشار إلى أنّ في كيبيك حتّى كتابة هذه السطور 56216 إصابة بمرض كوفيد-19، أي أكثر بقليل من نصف عدد حالات الإصابة الإجماليّ في كندا البالغة 107 آلاف إصابة.
ويقول د. هوارد إنجو نائب مديرة وكالة الصحّة العامّة إنّه يوافق موقّعي الرسالة رأيهم، و يصف طرق التعاطي مع الجائحة التي تختلف من مقاطعة إلى أخرى بأنّها "قدر قليل من التجربة الاجتماعيّة المرتكزة على إدارة المخاطر و تحمّلها.
وأعرب موقّعو الرسالة عن قلقهم من أن تستمرّ الإجراءات الحالية والمقترحة لإعادة فتح الاقتصاد في التأثير بشدّة على السود والجاليات المعرّضة للتمييز، والسكّان الأصليّين وذوي الدخل المتدنّي، و المهاجرين الواصلين حديثا إلى كندا.
وأكّد د. هوارد إنجو نائب مديرة وكالة الصحّة العامّة على أهميّة توفّر بيانات تستند إلى العرق والإثنيّة، مشيرا إلى أنّه تمّ تحقيق بعض التقدّم على هذا الصعيد، وأنّ الحكومة الكنديّة تواصل العمل على هذا الأمر بالتعاون مع شركائها في المقاطعات والأقاليم الكنديّة.
(سي بي سي/ راديو كندا الدولي)
روابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.