طالب حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكندي أن تجري الشرطة تحقيقا بشأن الروابط بين رئيس الحكومة جوستان ترودو ومنظّمة "وي تشاريتي" الخيريّة التي حصلت على عقد بقيمة 900 مليون دولار من الحكومة.

وقال عضو مجلس العموم  بيار بوالييفر المتحدّث باسم المحافظين للشؤون المليّة إنّ الأمر "أبعد من تضارب مصالح، ولدينا رئيس حكومة استخدم صلاحيّاته للاستفادة من منظّمة مرتبطة به وبعائلته".

واستشهد بوالييفر بالمادّة 121 من القانون الجنائي مشيرا إلى أنّها قد تكون وسيلة محتملة  للشرطة لفتح التحقيق، مشيرا إلى أن الحزب يسأل السلطات المختصّة إن كانت تنطبق في هذه الحالة.

وجاء طلب المحافظين بعد تقرير نشرته سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة وموقع كندالاند، حول مبلغ من المال دفعته الجمعيّة لأفراد من عائلة رئيس الحكومة.

فقد تلقّت مارغريت ترودو والدة رئيس الحكومة جوستان ترودو وشقيقه ألكساندر آلاف الدولارات من المنظّمة الخيريّة We Charity-Mouvement Unis وسط تحقيق حول تضارب المصالح يجري بشأنها.

وتلقّت مارغريت ترودو 250 ألف دولار وألكساندر ترودو 32 ألف دولار لمشاركتهما في احداث نظّمتها "وي تشاريتي" بين عامي 2016 و 2020، حسب معلومات حصل عليها سي بي سي القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكنديّة من الجمعيّة المذكورة.

وأفادت المعلومات أنّ اسم  كلّ من مارغريت وألكساندر ترودو مسجّل في "مكتب أضواء المتحدّثين" الذي يتولّى اختيار المتحدّثين في المناسبات التي تنظّمها الجمعيّة، ويتفاوض معهم حول مبلغ المال الذي يتلقّونه لمشاركتهم والتحدّث فيها.

وتحدّثت مارغريت ترودو في نحو من 28 حدثا نظّمتها الجمعيّة الخيريّة وحصلت على "مبلغ شرفي" بلغت قيمته 250 ألف دولار، وتحدّث ألكساندر ترودو في ثماني مناسبات لقاء 32 ألف دولار.

وكانت الجمعيّة قد نفت الأسبوع الماضي ردّا على أسئلة الصحفيّين أن تكون قد دفعت أيّ مبلغ من المال لأفراد من عائلة رئيس الحكومة لقاء مشاركتهم في أحداث تنظّمها.

و أشارت إدارة المنظّمة بعد ذلك إلى حصول "خطأ إداري"، و أنّه كان ينبغي أن تدفع المال لمارغريت وألكساندر ترودو منظّمة "مي تو وي" Me to We التابعة لمنظّمة We Charity-Mouvement Unis.

عقد مثير للجدل:

 وقالت المنظّمة الخيريّة إنّها حصلت على عقد بقيمة 19،5 مليون دولار من الحكومة الكنديّة لإدارة برنامج يقدّم منحا دراسيّة تتراوح من ألف إلى 5 آلاف دولار لطلّاب المرحلة الثانويّة لقاء ساعات عمل طوعيّ.

وكشفت المنظّمة الأسبوع الماضي أنّها انسحبت من إدارة البرنامج، بسبب الجدل الذي يثيره منحها العقد بدون مناقصة.

مفوّض تضارب المصالح يحقّق:

في غضون ذلك، فتح مكتب مفوّض تضارب المصالح والمناقبيّة تحقيقا حول سلوك رئيس الحكومة في هذا الملفّ، بعد تحقيقين سابقين أجراهما.

وأجرت المفوّضة ماري داوسن  تحقيقا حول تلبية ترودو وعائلته دعوة الزعيم الروحي  الآغا خان لتمضية عطلة على جزيرة  خاصّة يملكها في الباهاماس عام 2016.

كما أجرى مفوّض المناقبيّة ماريو ديون عام 2019 تحقيقا حول ما يُعرف بقضيّة شركة أس أن سي لافالان، بشأن ضغط مخالف للقانون مارسه رئيس الحكومة على وزيرة العدل السابقة جودي ولسون رايبولد لمساعدة الشركة على تجنّب الملاحقة القضائيّة.

أحزاب المعارضة تنتقد رئيس الحكومة:

وانتقدت أحزاب المعارضة في مجلس العموم الكندي رئيس الحكومة جوستان ترودو.

ودعا إيف فرانسوا بلانشيه زعيم حزب الكتلة الكيبيكيّة المعارض  رئيس الحكومة إلى "الانسحاب بصورة مؤقّتة من مهامّه " ريثما يتمّ الكشف عن ملابسات القضيّة".

وأشار بلانشيه إلى أنّ طبيعة الادّعائات وقيمة المبالغ المدفوعة واحتمال إجراء تحقيقات جنائيّة تجعل من المستحيل أن يواصل رئيس الحكومة مهامّه كما ورد في البيان.

و انتقد حزب المحافظين  الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في مجلس العموم  رئيس الحكومة الذي منح عقدا تقارب قيمته المليار دولار لمنظّمة خيريّة  ليست على علاقة وثيقة فحسب بالحزب الليبرالي، بل دفعت ما يقارب 300 ألف دولار لأفراد من عائلته حسب المحافظين.

وانتقد الحزب الديمقراطي الجديد المعارض رئيس الحكومة، وانتقد النائب عن الحزب ألكساندر بولريس ما أسماه ثقافة الليبراليّين الذين يعتقدون أنّ كلّ شيء مسموح لهم كما قال.

(راديو كندا/ سي بي سي/ راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:

رئيس الحكومة تحت ضغط الادّعاءات بشأن شركة أس أن سي لافالان

مفوّض المناقبية يوبّخ جوستان ترودو في قضية أس أن سي لافالان

ترودو انتهك قانون المناقبية